طقس مغيّم جمهور يقدر ب 20 ألف متفرج التحكيم: هيثم القصعي تشكيلتا الفريقين: الترجي الرياضي: بن شريفية – الدربالي – شمام – الذوادي – بن منصور – الراقد – ماكون (المولهي) – الدراجي – آفول (المساكني) – الجويني (المهذبي) – العكايشي. النادي الإفريقي: الدخيلي – العقربي – الحدادي – تقا – اليعقوبي – البراطلي (الهذلي) – القربي – الزيتوني ( موسيلو ) – جابو – إيزكال – الذوادي. الأهداف: شمام في الدقيقة 13 والجويني في الدقيقة 64 لفائدة الترجي الرياضي الإنذارات: الذوادي وبن منصور والجويني وماكون والمولهي من جانب (الترجي الرياضي) القربي وإيزيكال من جانب (الإفريقي) دائما تكتسي الدربيات طابعا خاصا وأهمية كبيرة من الطرفين على حد سواء مهما كان ترتيب كل منهما وتأثير النتيجة على اللقب غير أن لقاء أمس كان خاصا جدا وتعدّت أهميته الترجي الرياضي والنادي الإفريقي لتشمل فريقا ثالثا كان هو الآخر معنيا بمآل هذا الدربي ونعني النادي الصفاقسي الذي انتظر عثرة صاحب الطليعة لتذليل الفارق والإقتراب منه في الترتيب العام... إضافة إلى ذلك كانت هذه المباراة مصيرية للنادي الإفريقي إذ أن الهزيمة تبعده ب 12 نقطة عن الترجي الرياضي وتقصيه بالتالي من دائرة المنافسة على اللقب... كل هذه المعطيات جعلت دربي أمس محل اهتمام كل المولعين بكرة القدم في تونس ومتابعة مباشرة من أكثر من طرف وخرج منه الترجي الرياضي مستفيدا بارزا بفوزه على الإفريقي بهدفين نظيفين مدعما مركزه في طليعة الترتيب ورافعا الفارق بينه وبين كل ملاحقيه الذين عجزوا في جولة أمس عن الفوز. الترجي الرياضي بدأ اللقاء بقوة وكان مبادرا بالهجوم مستغلا مساندة كبيرة من جمهوره الغفير الذي لعب دوره كلاعب رقم 12 كأحسن ما يكون ولم تمض سوى 13 دقيقة عن صافرة البداية حتى تمكن خليل شمام من افتتاح النتيجة بمخالفة مباشرة لم يتمكن الحارس الدخيلي من التصدي لها خصوصا وأن المدافع الذوادي الذي صعد إلى الهجوم وتابع الكرة حجب الرؤية عن الحارس فكانت الأسبقية للأحمر والأصفر قبل أقل من ربع ساعة من اللعب في هذا الدربي... هذا الهدف المبكر أعطى دفعا قويا للترجيين الذين عرفوا خلال الدقائق التي تلت الهدف أفضل فترة لهم في هذا الشوط الأول حيث كانوا قريبين جدا من مضاعفة النتيجة والإطمئنان نهائيا على نتيجة المباراة وذلك عن طريق العكايشي في الدقيقة 23 بعد تمريرة أرضية في القائم الأول من الجويني لكن اللمسة الأخيرة لم تكن ناجعة ومرت الكرة جانبية بقليل عن القائم الأيمن لمرمى الدخيلي... بعد هذه العملية تواصلت هجومات الترجي الرياضي الذي تحصل على مخالفة جانبية نفذها الدراجي بصفة مباشرة وتألق الحارس الدخيلي في إرجاعها ومنع صانع ألعاب الأحمر والأصفر من مضاعفة النتيجة... النادي الإفريقي خرج بعد نصف ساعة لعب من هذه الفترة الصعبة التي مر بها والتي كلفته هدفا من كرة ثابتة وكان إيزيكال في الدقيقة 32 قريبا جدا من تعديل النتيجة عندما تلقى تمريرة ممتازة من الذوادي انفرد بفضلها بالحارس بن شريفية الذي أبدع في التصدي لتسديدة التشادي منقذا مرماه وفريقه من هدف محقق وسامحا للترجيين بالمحافظة على أسبقيتهم إلى نهاية الشوط الأول الذي أضاف فيه الحكم القصعي ثلاث دقائق كوقت بدل الضائع لم تغيّر في النتيجة الحاصلة. في الشوط الثاني حاول الإفريقي العودة في النتيجة منذ البداية من خلال الضغط على دفاع الترجيين والإعتماد على توغلات جابو الذي مهد في الدقيقة 51 كرة ممتازة لإيزيكال لكن تسديدة التشادي كانت ضعيفة ولم يجد بن شريفية أي مشكل في التصدي لها ... هذه المحاولة تبعتها عملية خطيرة أخرى للإفريقي في الدقيقة 57 انتهت بتسديدة من القربي حوّلها بن شريفية في آخر لحظة إلى الركنية وكانت بالفعل فرصة سانحة للتعديل... بداية الفترة الثانية كانت «إفريقية» لكن زملاء الذوادي لم يحسنوا استغلالها وفشلوا في العودة في النتيجة ليمر الترجي الرياضي بسلام من هذه الفترة التي وجد خلالها خط دفاعه عدة صعوبات قبل أن يتقدم إلى الهجوم وتتسم محاولاته بخطورة كبيرة جدا أمام مرمى الدخيلي سواء بتسديدة ماكون القوية التي ارتطمت بأحد المدافعين في الدقيقة 62 وعادت للراقد الذي صوب بقوة وكان الحارس الدخيلي في المكان المناسب للتصدي وذلك قبل أن يكون آفول قريبا من التهديف في الدقيقة 63 لكن تسديدته تألق حارس المرمى في إرجاعها لتأتي بعد هذه المحاولة عملية الهدف الثاني من كرة ثابتة أخرى لكن من ركنية هذه المرة نفذها أفول وتلقاها الجويني بالٍرأس في القائم الأول متفوقا في القفز على كل المدافعين ليغالط الدخيلي ويضاعف النتيجة في الدقيقة 64 حاسما أمر الدربي مبكرا بما أن الإفريقي لم يجد في ما تبقى من الوقت الحلول الكفيلة بالوصول إلى مرمى الترجي الرياضي رغم محاولته ذلك بل العكس صحيح بما أن فريق باب سويقة هو الذي كان الأخطر وكان قريبا في أكثر من مرة من إضافة الهدف الثالث خصوصا عن طريق العكايشي الذي انفرد بالحارس في مناسبتين وذلك في الدقيقتين 72 و86 لكن التسديدة الأخيرة كانت في كل مناسبة بعيدة عن الشباك ليكتفي الترجي الرياضي في النهاية بهدفين نظيفين صنعا فوزه الثمين على جاره ورفعا الفارق لفائدته في التريتب العام على حساب منافسيه الذين تعثروا في مقابلات هذه الجولة التي كانت ترجية مائة بالمائة. هوامش من دربي العاصمة فتح ملعب رادس أبوابه أمام جماهير الترجي الرياضي قبل ساعتين ونصف من موعد انطلاق المباراة أي في حدود منتصف النهار ، وهو قرار اتخذته لجنة التنظيم حتى تتم عملية الدخول إلى الملعب في أحسن ظروف ودون اكتظاظ. معا لمعاينة الميدان في حدود الواحدة والربع ظهر طاقم التحكيم بقيادة هيثم القصعي وذلك لتفقد أرضية الميدان وشباك المرمى وبعده بدقائق كان دور لاعبي الترجي الرياضي ثم النادي الإفريقي ... ورافقت نزول الترجيين إلى أرضية الميدان هتافات تشجيعية من جمهور الأحمر والأصفر الذي حضر المباراة. لافتات «تاريخية» من بين اللافتات التي علقها أحباء الأحمر والأصفر بأرجاء الملعب صور تاريخية تعود إلى عهد صور الأبيض والأسود وتخلّد مختلف المراحل الخالدة للفريق قبل الإستقلال والمسؤولين الذين سهروا إلى إدارة النادي في تلك الفترة. 20 ألف «مكشخ» و4 مقصورات للأفارقة اللقاء كان مخصصا لجمهور الترجي الرياضي فقط وقد حضر الدربي 20 الف « مكشخ» وهو العدد الذي حددته لجنة التنظيم فيما تم تخصيص 4 مقصورات شرفية لأنصار الإفريقي الذي تجاوز عددهم مائة محب. «بن شريفية» و«نوارة» و«تيزي» الأوائل للقيام بالحركات الإحمائية قبل المباراة كان الحارس الأساسي للترجي الرياضي معز بن شريفية أول من نزل إلى أرضية الميدان مصحوبا بزميله وسيم نوارة ومدربهما جون جاك تيزي ... كان ذلك في حدود الساعة الثانية إلا ربع . بقية اللاعبين بعد خمس دقائق بعد خمس دقائق جاء دخول لاعبي الترجي الرياضي إلى أرضية الميدان وسط بركان من الهتافات والتشجيع ... الأساسيون قاموا بالإحماءات على حده والإحتياطيون على حده. «الدخيلي» و«الذوادي» أول الأفارقة بعد ذلك ببضع دقائق كان دور الأفارقة للنزول إلى أرضية الميدان للقيام بالعمليات الاحمائية قبل هذه المباراة ... وقد قاد الحارس الدخيلي والمهاجم الذوادي دخول لاعبي النادي الإفريقي إلى عشب ملعب رادس. بورقيبة والمدّب في «دخلة» الترجي كالعادة كانت الدخلة التي أعدها جمهور الترجي الرياضي رائعة من حيث الكوريغرافيا كتب فيها «نحن التاريخ والحاضر والمستقبل» وقد كانت صور الحبيب بورقيبة بوصفه رئيسا شرفيا للنادي وحمدي المدب الرئيس الحالي حاضرة في هذه الدخلة. منذر الكبيّر: افتقدنا النجاعة أمام المرمى «النجاعة أمام المرمى في اللمسة الأخيرة هي التي كلفتنا غاليا وكانت سببا رئيسيا في هزيمتنا في هذا الدربي الذي كنا نعلق عليه آمالا كبيرة لتقليص الفارق عن صاحب الطليعة ... على المستوى الدفاعي لم نكن موفقين في الكرات الثابتة وهي السلاح الذي استغله الترجي الرياضي لإحداث الفارق وتحقيق الإنتصار... الآن وبعد هذه النتيجة علينا أن نضع اليد في اليد ونواصل العمل بكل جدية حتى يكون مستقبل النادي أفضل من حاضره». رود كرول: الواقعية مفتاح النجاح في هذه المناسبات «لم نكن نبحث لا عن الإقناع ولا عن جمالية اللعب في هذا اللقاء بل راهنا على الواقعية بوصفها مفتاح النجاح في مثل هذه المناسبات الكبرى والهامة وقد وفقنا في استغلال هذا العامل وإحداث الفارق وصنع انتصار كنا في الحقيقة نستحقه بدليل فرص التهديف التي توفرت لنا والتي كانت أكثر وافضل من فرص المنافس... دعمنا مركزنا في الطليعة لكن أمر البطولة لم يحسم بعد وسنواصل العمل بانتظام لمزيد كسب الإنتصارات».
