قام موقع الجزيرة نت برصد مواقف عدد من اعضاء حركة النهضة على خلفية استقالة الامين العام للحركة حمادي الجبالي من منصبه فكان الرصد التالي:" أعاد إعلان حمادي الجبالي تخلّيه عن منصبه أميناً عاماً لحركة النهضة الإسلامية موضوع الاستقالات من الحركة للواجهة، وأثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الاستقالات ستضعف من شعبية "النهضة" أو ستقلص من حظوظ فوزها بالانتخابات. ووجه الجبالي -الذي كان استقال من رئاسة الحكومة الأولى التي كان يقودها حزبه عقب اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في السادس من فبراير/شباط 2012- بياناً أمس الأول أكد فيه تخليه نهائياً عن مهمة الأمانة العامة للحركة. غير أن هذه الاستقالة لم تدخل بعد حيز التنفيذ بحسب ما ذكره عضو مجلس الشورى بحركة النهضة زياد الدولاتلي، الذي أكد للجزيرة نت أنّ الجبالي لا يزال في منصبه، وأن الحركة لم تبت في مسألة استقالته بعد. وقال إن الجبالي طلب من رئيس حركة النهضة توضيح مهمته كأمين عام عقب استقالته من الحكومة، مشيراً إلى أن هناك اجتماعا مرتقبا لمجلس شورى الحركة للنظر في مهمة الأمانة العامة وتحديد صلاحياتها أو حتى حذفها. وذكر الدولاتلي أنّه في حال رفض الجبالي الاستمرار في قيادة الأمانة العامة للحركة فإنه سيبقى أحد قياداتها البارزين ولن يستقيل من عضويتها، نافياً من جهة أخرى أن تؤثر استقالته سلباً على تماسك حركة النهضة أو شعبيتها. وأشار إلى أن العمل الجماعي داخل أي حزب تتخلله اختلافات في وجهات النظر وتناقض في المواقف، مشدداً على أن الاختلاف داخل حركة النهضة يُحسم عن طريق آلية التصويت داخل مؤسساتها وهو ما يجعلها "حركة ديمقراطية ومنسجمة". وأكد الدولاتلي أنّه رغم اختلاف التيارات والآراء داخل حركة النهضة، فإنها لم تشهد موجة استقالات شبيهة بتلك التي عاشتها بعض أحزاب المعارضة على غرار الحزب الجمهوري أو حزب نداء تونس، الذي يتزعمه الباجي قايد السبسي. أداء مرتبك غير أنّ القيادي السابق بحركة النهضة رياض الشعيبي -الذي قدّم استقالته برفقة عدد من أعضاء الحركة- أكد أنّ تواصل الاستقالات داخل الحركة سيضعف من شعبيتها التي تضررت بسبب أدائها المرتبك خلال الحكم، وفق قوله. وعن السبب الذي دفعه مع بعض العناصر للاستقالة من حركة النهضة، يقول الشعيبي إنّ الاتصالات التي أجرتها الحركة مع حزب نداء تونس الذي اعتبره وكراً يعج برموز النظام القديم كانت بمثابة الصاعق الذي فجّر العلاقة مع حزبه. وأردف قائلاً "استقالتي من حركة النهضة جاءت نتيجة اختلاف في خيارات سياسية تتعلق بإدارة المرحلة الانتقالية"، معلناً عن تأسيس حزب جديد تحت اسم "البناء الوطني" يقول إنه يسعى لاستكمال الانتقال الديمقراطي وتكريس مبدأ العدالة الاجتماعية. وحول رأيه في استقالة حمادي الجبالي، اعتبر الشعيبي أنها كانت متوقعة بعد اعتراض حركة النهضة على مقترحه بتشكيل حكومة تكنوقراط عقب اغتيال شكري بلعيد الذي فجّر أزمة كبيرة بالبلاد بين الإسلاميين والعلمانيين. وبشأن حظوظ الحركة في الفوز بالانتخابات القادمة التي ينتظر إجراؤها نهاية هذا العام، يرى الشعيبي أن النهضة ستبقى من أهم الأحزاب الرئيسية في تونس، لكنه استبعد فوزها بأغلبية مريحة مثل الانتخابات السابقة. انشقاقات طبيعية في المقابل، يقول زياد الدولاتلي إنّ حركة النهضة تتمتع بقاعدة انتخابية صلبة تصل إلى 25% من أصوات الناخبين وتمكنها من الفوز في الانتخابات، لكنه مع ذلك يستدرك قائلاً إنه يصعب التكهن بنتيجة الانتخابات. من جانب آخر، استبعد المحلل السياسي ورئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية رضوان المصمودي أن تتضرر شعبية حركة النهضة بسبب بعض الاستقالات، معتبراً أنها "حركة تتمتع بتأييد شعبي كبير". وعن موقفه من تلك الاستقالات، يقول "من الطبيعي أن تحصل بعض الانشقاقات داخل الحركة لأنّ هناك تيارات مختلفة داخلها"، مشيراً إلى أن الاختلافات داخل حركة النهضة "علامة ثراء وتنوع". أما عن حظوظ فوزها في الانتخابات القادمة، فيقول إنه يتوقع أن تحقق الحركة فوزاً في الانتخابات ولكنه "ليس بنسبة ساحقة"، موضحاً أنّ المشهد السياسي الحالي في تونس يهيمن عليه حزبان قويان هما حركة النهضة وحركة نداء تونس. ويتوقع المصمودي أن يتحالف هذان الحزبان لتشكيل الحكومة المنتخبة القادمة في حال فازا بنسب متقاربة بالانتخابات، مؤكداً أن هذا التحالف قد يمكن البلاد من الدخول في فترة استقرار سياسي.