تسعون دقيقة تفصل الترجي الرياضي عن هدفه القاري الأول لهذه السنة في كأس رابطة الأبطال الإفريقية والمتمثل في اجتياز الدورين الأول والثاني وضرب موعد متجدد مع دور المجموعات... فريق باب سويقة كان قد حقق نتيجة إيجابية في باماكو بمناسبة لقاء الذهاب متعادلا ( 1 – 1 ) وهو تعادل يمنح بعض الراحة لأبناء رود كرول لكن دون غرور أو استسهال المهمة والمنافس خصوصا أن ريال باماكو سبق له أن تألق خارج مالي في الدورين التمهيدي والأول وحقق نتائج إيجابية للغاية كان لها الفضل في بلوغه هذا الدور... إذن الحذر واجب لتفادي كل المفاجآت السلبية وضمان ورقة العبور إلى الدور القادم. خطة متوازنة الحذر يتعلق بكل الأطراف الترجية وفي مقدمتها المدرب رود كرول المطالب بوضع واتباع خطة متوازنة تعطي نفس الأهمية والأولوية للجانبين الدفاعي والهجومي خصوصا أن الترجي الرياضي مطالب اليوم بعدم قبول هدف في المقام الأول مما يجبره على التفكير في التغطية الدفاعية قبل أي شيء آخر عند افتقاد الكرة لسد المنافذ أمام الهجومات المرتدة التي يتقنها المنافس بشكل كبير وتثمل إحدى أبرز نقاط قوته وكانت السبب الرئيسي في تحقيق نتائج إيجابية في المغرب ضد الجيش الملكي في الدور التمهيدي ثم في نيجيريا ضد إنييمبا في الدور الفارط، وهنا سيكون دور متوسطي الميدان حاسما من خلال التمركز الجيّد في الحالة الدفاعية وخاصة العودة السريعة إلى المناطق الخلفية لحرمان ممثل الكرة المالية من المساحات التي تسمح له بإحداث الخطر... كذلك سيلعب رباعي الخط الخلفي دورا هاما في الذود عن شباك بن شريفية والخروج من هذا اللقاء دون أضرار. استغلال أنصاف الفرص رغم نجاحه في التهديف في جل مقابلاته الأخيرة إلا أن نسبة النجاعة الهجومية للأحمر والأصفر ضعيفة جدا حيث أنها لا تصل إلى 50 بالمائة من عدد الفرص السانحة للتهديف وهو الجانب الذي يجب أن يحسّنه الترجيون تفاديا لأي مفاجآت، أبناء باب سويقة مدعوون عشية اليوم إلى استغلال أنصاف الفرص وتحويلها إلى أهداف خاصة في بداية المباراة لأن أخذ الأسبقية المبكرة في مواجهة اليوم سيكون له تأثير كبير ومباشر على بقية أطوار اللقاء وبالتالي على ورقة التأهل إلى دور المجموعات... صحيح أن المهاجم رقم واحد يانيك نجانغ أثر غيابه بشكل كبير على آداء وخاصة نجاعة الخط الأمامي إلا أن هيثم الجويني وأحمد العكايشي قادران بأكثر تركيز أمام المرمى على تأمين هذا الدور والنجاح في الوصول إلى شباك الفريق المالي. بداية اللقاء حاسمة في مثل هذه المقابلات التي يمكن تصنيفها بأنها مباريات فخ تكون بداية اللقاء حاسمة وفي غاية من الأهمية لتحديد النتيجة النهائية ومجريات اللقاء بأكمله، فدخول اللقاء بقوة يضمن للفريق فرض لونه وأسلوبه والسيطرة على المنافس والضغط عليه في مناطقه وبالتالي خلق الفرص السانحة للتهديف التي يجب أن تكون نسبة نجاحها عالية لاستغلال هذا التفوق الميداني الذي من شانه أن يربك الفريق المالي ويدخل الشك في أذهان لاعبيه ويجعلهم يقرون بأفضلية الترجي الرياضي... العامل النفسي إذن هام جدا وله تأثير كبير على مجريات المقابلة ومستوى ممثل الكرة المالية الذي يجب أن يضعه الترجيون من البداية تحت الضغط وإرباكه وإجباره على ارتكاب الأخطاء. الترجيون متعودون على مثل هذه المواعيد وستلعب خبرتهم دورا كبيرا في التركيز الذي سيدخلون به اللقاء والضامن لإحداث الفارق مبكرا. نفس التوجهات والخيارات بالنسبة للأمور التكتيكية سواء المتعلقة بطريقة اللعب أو بالتشكيلة الأساسية فإن المدرب رود كرول سيحافظ على نفس توجهاته وسيجدد نفس الإختيارات في غياب الحلول البديلة القادرة على تقديم الإضافة، فالترجي الرياضي سيحافظ في الخط الخلفي على نفس الرباعي الذي خاض لقاء الذهاب في باماكو وكذلك المقابلة الأخيرة في البطولة أمام شبيبة القيروان وسيلعب رود كرول في وسط الميدان بلاعبي ارتكاز نظرا لأهمية الدور الدفاعي اليوم بحكم طابع المنافس الذي يحبذ المرتدات ويحسن استغلال المساحات مع اضطلاع أسامة الدراجي بدور صانع ألعاب والمؤمّن الرئيسي للخط الأمامي بالكرات السانحة للتهديف مع معاضدة من الغاني هاريسون آفول في الرواق الأيمن إلى جانب ثنائي الهجوم هيثم الجويني وأحمد العكايشي المطالبين مثلما ذكرنا بأكثر تركيز أمام المرمى لحسن استغلال الفرص السانحة للتهديف. التشكيلة الأساسية المحتملة إذن وعلى ضوء كل هذه المعطيات من المنتظر أن تتألف التشكيلة الأساسية للترجيين عشية اليوم من العناصر التالية : معز بن شريفية – إيهاب المباركي – خليل شمام – شمس الدين الذوادي – محمد بن منصور – حسين الراقد – خالد المولهي ( تيري ماكون ) – أسامة الدراجي – هاريسون آفول – هيثم الجويني – أحمد العكايشي.