قرّرت لجنة التعيينات بالجامعة التونسية لكرة القدم إسناد مهمّة إدارة مباراة القمة التي ستجمع ظهر غد بملعب الطيب المهيري النادي الصفاقسي بضيفه الترجي التونسي الى الحكم الدولي سليم الجديدي... خيار الجديدي لإدارة كلاسيكو البطولة جاء على اعتبار انه حكم محايد بحكم انتماء عاطفته لفريق باب الجديد رغم ان المنطق يفترض ان سليم الجديدي لا يمكن ان يكون محايدا باعتبار انه من العاصمة وميله للإفريقي لا يمنع ان تكون له علاقات متداخلة مع محيطه القريب ومحيطه في العمل ومصالحه وما أكثرها... المنطق يفرض على لجنة التعيينات ان تختار حكما من رابطة الوسط أو من رابطة الجنوب بعيدا عن رابطة تونس أولا لإبعاد الشبهات وإبعاد نفسها و الحكم في آن واحد من كلّ تأويل مسيء ولإعطاء الفرصة للحكام الشبان الذين يحتاجون لمثل هذه المباريات لفرض أنفسهم و آخرا وليس أخيرا فإن كفاءة سليم الجديدي ليست محلّ شكّ فهو صاحب حضور وله من القدرة على التحكم في مجريات المباريات كما يشاء لكن جماهير صفاقس لم تغفر له إعلانه عن ضربة جزاء في نهائي الكأس ضدّ باجة وما رافقها من احتجاجات وتأويلات زيادة على الطريقة التي أدار بها مباراة ناديهم ضدّ نفس المنافس الاولمبي الباجي في باجة والتي انتهت بفوز الباجية حيث ان مسؤولي ولاعبي السي آس آس استاؤوا من الطريقة التي صفّر بها المباراة واعتبروا ان تحويل نتيجة مقابلة لا يكون بالضرورة بتصفير ضربة جزاء أو بإلغاء هدف او التغافل على الاعلان عن تسلل وإنما هناك طرق أخرى يعرفها وينتهجها بعض الحكام ابتداء بالتسامح في تنفيذ رميات التماس أو الاكثار من تصفير المخالفات الى غير ذلك مما يعرفه الجديدي وأمثاله... نحن بهذا التذكير نأمل من باب الوقاية لفت الانتباه والتحذير لان ما يحيط بأجواء المباراة من احتقان متعدّد الاسباب يكفي لجعلها مباراة ذات احتمالات متوترّة وهو ما يجعل مهمة الحكم كبهلوان السرك الذي يمشي على حبل ويترنّح فيظنّ المتفرجون انه سيسقط... في الاخير المباراة في حاجة الى حكم "راجل" لا الى حكم "نمس" يظهر عكس ما يضمر ونحن متأكدون ان الجديدي "راجل" وله من القدرة على الخروج بسلام من المواجهة التقليدية بفضل صفارة نظيفة