مع تواصل الحشد العسكري الهائل حول الشعانبي ومحاصرته من جميع الجوانب واغلاق منافذه والمسالك المؤدية اليه والى المرتفعات الاخرى المتاخمة له كانت أمس الناحية الشمالية من الجبل داخل المنطقة العسكرية المغلقة (قبيل منتصف النهار) مسرحا لانفجار لغم زرعه الارهابيون بأحد المسالك وذلك عند مرور آلية عسكرية دمرها جزئيا وادى الى استشهاد رقيب وجرح عدد من زملائه يرجح حسب مصادر من المستشفى الجهوي بالقصرين انهم ثلاثة لان السلطات العسكرية فرضت تكتما كبيرا على الحادث ولم تترك الاعلاميين يقتربون من السيارة العسكرية التي أوصلت جثة الشهيد والجرحى الى المستشفى.. وكانت مرتفعات الشعانبي قبل انفجار اللغم بحوالي خمس ساعات وطوال الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة تحت ضربات المدفعية الثقيلة للجيش التي كانت تستهدف معاقل الارهابيين وتحصيناتهم (كهوف ومغاور وخنادق.. رصدها التمشيط الجوي والطائرات بدون طيار). ومع الساعات الاولى لنهار أمس ظهرت المقاتلات الحربية في سماء القصرين وشنت غارات متتالية بصواريخها على اماكن محددة من محمية «التلة» ثم جاء الدور على المروحيات للقيام بعمليات معاينة لاثار القصف دعمتها بتمشيط ناري للاحراش والغابات القريبة من محطة الارسال الاذاعي والتلفزي. القصف كاد يوقف الدراسة من جراء قوة القصف وكثافته وخاصة بداية من الساعة السادسة من صباح أمس كاد تلاميذ معاهد 2 مارس واعداديتي الدغرة وابن رشد وطلبة المعهد العالي للدراسات التكنلوجية والمعهد العالي لعلوم التكنولوجيا والمدارس الابتدائية بقرى الدغرة والمنقار والبراطلية الواقعة كلها بسفح الشعانبي لا يذهبون الى مؤسساتهم لان الاجواء وأصوات الانفجارات وازيز الطائرات والمدافع لم تكن تسمح لهم بالتركيز على الدروس.. الا انه حوالي الساعة الثامنة توقف القصف مما سمح لهم بالدراسة في ظروف شبه عادية. كل شيء يهون في سبيل القضاء على الإرهابيين يعيش أهالي القصرين منذ أيام أجواء حرب بأتمّ معنى الكلمة بما ان القصف المدفعي يتواصل طوال الليل بوتيرة عنيفة جدا غير مسبوقة والغارات الجوية أصبحت يومية ودويّ انفجاراتها تهز مختلف انحاء المدينة حتى البعيدة منها عن الشعانبي فضلا عن الحشود العسكرية الكبيرة التي تتنقل على طرقات الجهة في ارتال طويلة من الاليات الثقيلة وناقلات الجنود.. ورغم ان التمتع بفترة من النوم ولو قصيرة أصبح غير متاح للاغلبية فان متساكني الجهة يؤكدون ان كل شيء يهون من أجل القضاء على الارهابيين الذين احتلوا الشعانبي وأنهم مستعدون لتحمل كل التضحيات الممكنة في سبيل ذلك.