نتيجة تعدد الظواهر الاجتماعية التي باتت تنخر جسد مؤسساتنا التربوية وتمثل عقبة أمام نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها وفي اطار انفتاح الجامعة على محيطها نظم قسم الماجستير المهني بكلية الآداب والعلوم الانسانية بصفاقس بالتعاون مع جامعة صفاقس والمندوبية الجهوية للتربية بسيدي بوزيد يوما دراسيا حول « عدم تكافؤ فرص النجاح بين المدارس الهامشية والأخرى الأكثر حظا» وذلك يوم الأحد 20 أفريل 2014 بالمدرسة الابتدائية الزيتونة بمنطقة الرقاب. وقد ترأس الندوة توفيق الجميعي وهو أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس الذي عرج في مداخلته على العلاقة الوثيقة بين الماجستير المهني في الإرشاد التربوي الاجتماعي والمحيط الامبريقي باعتبار قيامها على المزاوجة بين ما هو نظري وما هو ميداني تطبيقي خاصة إذا علمنا أن الخدمة الاجتماعية هي الميدان التطبيقي لعلم الاجتماع وحرصا من المشرفين على قسم الماجستير المهني على توظيف المعارف الأكاديمية النظرية في معالجة المشاكل والظواهر الاجتماعية كان من الضروري الانفتاح على المحيط الامبريقي التربوي حتى يتسنى للطالب في علم الاجتماع التمكن من آليات معالجة المشاكل التربوية والدراسية داخل المدارس الابتدائية والمعاهد الثانوية في ظل ما يشهده الوسط المدرسي من تفشي ظاهرة الانقطاع عن التعليم والفشل المدرسي معتبرا أن المهم ليس فقط الانفتاح على المحيط التربوي وإنما الانفتاح على الأنساق البنيوية المكونة للمدرسة المترابطة علائقيا في ما بينها في إطار ما يسمى بالعمل الشبكي ليقدم بسطة حول الموضوع الإشكالي الذي يمثل محور اهتمام الندوة في علاقة بالفرص المتكافئة التي يحظى بها التلميذ حسب المدرسة التي يزاول بها تعليمه مقارنة بغيرها من المدارس ليحيل الكلمة إلى الأستاذ عمر الزعفوري وهو أستاذ علم اجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس حيث قال إنّ هذا اليوم استثنائي لحياة الجهة لأنه من الأيام القلائل التي تفتح فيها هذه الملفات المتعلقة بمسائل التنمية وبين أن التنمية ليست مهمة الدولة وحدها وإنما المجتمع وإطاراته أطراف فيها كما قال إنّ جهة الرقاب هي جهة تعاني «الغبن التنموي» والفكري والاجتماعي وهي وليدة عوامل عدة وفي حديثه قال إن هناك أناس يتكلّمون أكثر مما يعملون وأنّه لابد من تكافل الجهود لان إصلاح التعليم ضرورة وأولوية من الأولويات بعقول تفكر وإمكانيات بشرية تعمل خاصة ونحن في بلد صغير لا يوجد لدينا الا رأس المال البشري. والمداخلة الأساسية في هذا اليوم قدمها علي الفالحي الذي انطلق بقراءة بنيوية للمسألة باعتبار المدرسة حلقة من حلقات المعرفة في اطار علاقتها بالمنظومة الاجتماعية عامة وبالمنظومة التربوية خاصة حيث تطرق في بداية حديثه الى مقاربة بورديو وكلوس كافرون بالاعتماد على المعطيات الاحصائيية كما قال إن موضوع الدراسة هو عدم التكافؤ بين المدارس وأن موضوع التربية هو موضوع يقلقنا كثيرا كإطارات تربية وكأولياء وبين أن كلمة هامشية هي كلمة موجهة مقارنة بين مدارس المدن والريف.