«الكاف تغني تونس» هو عنوان تظاهرة ثقافية وسياحية من تنظيم جمعية «أحباء الكاف» في محاولة لتثمين الموروث الحضاري والتعريف بالمخزون التاريخي للمدينة... وستدور فعاليات هذه التظاهرة بعدد من المعالم الأثرية بالكاف أيام 9 و10 و11 ماي المقبل عبر تأمين باقة من العروض الموسيقية والفرجوية... في شهر فيفري 2014 كان بعث جمعية «أحبّاء الكاف» وهي جمعية ذات أبعاد ثقافية وسياحية حيث تسعى إلى التعريف بالموروث الثقافي والمخزون الحضاري لولاية الكاف أو « سيكا فينيريا» كما كانت تسمى قديما نسبة لفينوس آلهة الحب والجمال. مصافحة للتاريخ «لقد أتت فكرة بعث تظاهرة «الكاف تغني تونس» من منطلق أن الخطاب المهيمن بعد الثورة دعا إلى الاهتمام بالسياحة الصحراوية كبديل عن السياحة الشاطئية متناسيا ثراء مناطق الشمال الغربي وتنوع كنوزها الأثرية والبيئية والايكولوجية...» هكذا قدمت رئيسة جمعية «أحبّاء الكاف» ليلى بوليفة خلال ندوة صحفية الأيام الثقافية – السياحية التي تحمل عنوان «الكاف تغني تونس» داعية إلى زيارة اكتشاف شيقة لربوع ولاية الكاف في تتبع لآثار الحضارات الغابرة ولبصماتها الباقية على معمار المدينة والمعالم الأثرية... و أردفت السيدة بوليفة قائلة: «عديدة هي المناطق التاريخية الجميلة والعظيمة التي يمكن أن تمثل مصدر متعة لزوّار مدينة الكاف على غرار «القصبة» و«سيدي بو مخلوف» و«حمام ملاق»... وستحتضن هذه المعالم الأثرية فعاليات أيام «الكاف تغني تونس» قصد تنشيطها وبث دبيب الحياة في حجارتها الصامتة .كما ستحضر في هذه التظاهرة الكاف العادات والتقاليد والصناعات التقليدية والأكلة الشعبية... أي أننا سنصافح الكاف التاريخ». وزارتا الثقافة والسياحة... غائبتان وإن أشادت رئيسة جمعية «أحباء الكاف» بدور عدد من الشركات الخاصة في دعم النسخة الأولى من تظاهرة «الكاف تغني تونس» وتمويلها فإنها نفت مساهمة الأطراف الرسمية وعلى رأسها وزارتي الثقافة والسياحة في بعث هذه التظاهرة التي تندرج في سياق السياحة الثقافية. وأضافت ليلى بوليفة قائلة: «يبدو أن الشمال الغربي ليس في بال الحكومة في الوقت الحالي ...ففضلنا الاعتماد على أنفسنا في إطلاق مشروعنا الخاص بدل انتظار الدعم الذي قد يأتي أو لا يأتي». من جانبه عاب عدنان تباسي رئيس جمعية البيئة والثقافة وأحد الأعضاء الباعثين لجمعية «أحباء الكاف» على الحكومة «تهميش الموروث الحضاري والإرث التاريخي القيم بولاية الكاف» على حدّ وصفه منوّها في المقابل بدور المجتمع المدني في تثمين التراث «الكافي» بوجهيه المادي واللامادي وتطويره. وصرّح بأن الكاف تشهد ولادة «سياحة بديلة» تستبدل النزل ب«دور الضيافة» بما هي فضاءات جديدة وأكثر تشويقا وإمتاعا للسواح . وجهة سياحية ...و لكن ! بالرغم من وابل الإطراء على جمال مدينة الكاف وثراء حضارتها ونقاء طبيعتها... من طرف منظمي التظاهرة فقد وقع الاعتراف بوجود عدد من النقائص والثغرات التي تحُول دون تحوّل هذه المدينة إلى وجهة سياحية. وفي هذا السياق قال زهير مبارك عن وكالة الأسفار «بطوطة للرحلات» أن عدم تهيئة المسالك السياحية وانعدام المرافق الصحية بالمواقع الأثرية وضعف طاقة استيعاب النزل... تعيق مساعي جذب السياحة الأجنبية نحو ولاية الكاف داعيا إلى تدفق كثيف للسياحة المحلية كخطوة أولية لتشجيع التوافد الأجنبي على المدينة .