نظرت أمس إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية في جريمة اعتداء بالعنف الشديد تورط فيها كهل استغل فرصة خلو الشارع من المارة للاستيلاء على هاتف جوال تابع لفتاة وحاول تحويل وجهتها إلا أن تدخل المتضرر منعه من تحقيق مبتغاه فانتقم منه وطعنه على مستوى بطنه حتى كاد يهلك. ملابسات هذه القضية انطلقت في شهر مارس 2013على اثر إعلام صادر عن إدارة احد المستشفيات إلى السلط الأمنية مفاده قبول شاب مغميّا عليه جراء تعرضه إلى اعتداء بالعنف فتحولت دورية أمنية على عين المكان إلا انه استحال الاستماع إلى تصريحاته لأنه في حالة غيبوبة. وباستنطاق مرافقته التي قامت بإسعافه اتضح أنها كانت مستهدفة من قبل المتهم الذي أدلت بأوصافه والذي حاول سرقة هاتفها الجوال «إلا أن تدخل المتضرر منعه من تنفيذ مخططه فاختفى في مكان قريب من مسرح الواقعة ثم برز بصفة فجئية وباغته بطعنة على مستوى بطنه ثم فرّ من المكان تاركا إياه في حالة صحية حرجة. ولم يتدخل أيّ من المارة لأن المتهم معروف ببطشه وقوته فتولت الفتاة نقل من أنقذها من «البراكاج» على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات حيث خضع لعملية جراحية ثم احتفظ به تحت العناية الطبية المركّزة الى حين استقرار حالته الصحية... مباشرة اثر ذلك واستنادا إلى تصريحات الشاهدة في هذه القضية والأوصاف التي أدلت بها أمكن حصر الشبهة في شاب من ذوي السوابق العدلية. وقد نجح أعوان الأمن في القبض عليه بعد تمشيط لكامل مسرح الجريمة والاحواز القريبة منها. وقد حاول في البداية التفصي مما نسب إليه إلا أن شاهدة العيان تمكنت من التعرف عليه بسهولة وهو ما جعله يعترف بما نسب إليه. وقد بين انه كان في حالة سكر وان المتضرر حال دون تنفيذ مخططه الإجرامي المتمثل في سلب هاتف جوال المتضررة فترصده على مستوى الأزقة وباغته بطعنة على مستوى بطنه فسقط أرضا مغشيا عليه والدماء تنزف منه بغزارة ثم تحصن بالفرار تاركا إياه على حالته تلك. كما اتضح من التحريات انه متورط في العديد من القضايا المتعلقة بتحويل وجهة فتيات من نفس المكان. وقد ظلت القضايا منسوبة إلى مجهول - وقد تم عرضه على المتضررات اللاتي تعرفن عليه من أول وهلة - وبإحالته على التحقيق اعاد اقواله السابقة ونفى أن تكون لديه سوابق في مادة المخدرات كما نفى أن يكون ينشط في نطاق عصابة سرقة. في المقابل بيّن المتضرر أثناء الاستماع إلى اقواله أن المتهم كان ينوي قتله ولم تكن غايته فقط تأديبه بسبب تجرئه على منعه من سلب الفتاة بدليل ان نصل السكين الذي طعنه به استقر بمكان حساس من جسده وبمكافحتهما ببعضهما تمسك كل منهما بأقواله وبعد ختم التحقيقات تم توجيه مجموعة من التهم للمظنون فيه وهي تحويل وجهة عدة فتيات والاعتداء بالعنف الشديد ومحاولة قتل كما تمت إحالة الملف على أنظار دائرة الاتهام التي ايدت قرار ختم التحقيق واحالت القضية على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية التي اجلت النظر في القضية إلى جلسة لاحقة استجابة إلى طلب الدفاع.