أثار «الفطر الهندي» أو ما يعرف ب«الكفير» (Kefir d' acqua)إهتمام شرائح هامة من التونسيين ممّن بدأوا يتهافتون عليه والذي ينمو ويتكاثر في الحليب. وحسب بعض المختصين فإن «الكفير» له عدة فوائد ويساعد في علاج عديد الأمراض الباطنية وخاصة السرطانية منها كسرطانات الثدي والكبد والرئتين والمعدة والرحم كما يمنع تصلّب الشرايين ويخفف الحساسية ويقلل من شهية الطعام الجامحة ويحمي «البروستات» ويطهّر الجسم من السموم والبكتيريا الموجودة في المواد الغذائية ويخفف من الإكتئاب ومن ضغط الدم، ويساعد على تنظيم السكري ويكافح جرثومة المعدة. ويعتبر «الكفير» من الكائنات الحيّة الدقيقة يحتوي على مجموعة من الخمائر البكتيريا وهو خليط من البروتيين ودهن الحليب والسكر، ويكتمل هذا الخليط في شكل حبيبات تشبه «البروكلو». ولمزيد معرفة خصائص ومميزات هذا الفطر كانت ل «التونسية» لقاءات بمختص في الأعشاب وبعض الباعة من سوق البلاط. وفي هذا الإطار قال «منجي الفيضة» طبيب مختص في الأعشاب ل«التونسية» انّ «الكفير» أو ما يعرف بالفطر الهندي يشبه الإسفنج أوحبيبات الأرز الأبيض. وكشف ان جذور هذا الفطر تعود الى جبال «القوقاز» بالإتحاد السوفياتي سابقا، وان السكان الأصليين كانوا في السابق يرفضون إعطاءه إلى أي بلد أو شخص غريب لأسباب عقائدية ودينية ولكنه مع ذلك تسرّب وإنتشر في عديد البلدان. وأضاف انّ حبوب «الكفير» ومباشرة بعد جمعها توضع في الحليب مشيرا الى أنه لا يجب ان تمسّ بالأيدي أو المعادن لأنها في هذه الحالة تموت وقال انه يستعان عادة بالخشب لنقله. وأكدّ ان الطريقة التقليدية لتربية «الكفير» هي تخمير حبوبه في الحليب لمدة 24 ساعة مما ينتج عنه تخمّر لاكتوز اللبن فيصبح شبيها ب «الرايب» وتقريبا له نفس المذاق. وأكدّ محدثنا انه من المستحسن ان يغلّى الحليب جيدا قبل وضع حبوب «الكفير» فيه ثم تقع عملية تصفيته ويتناول المشروب، وقال ان الحبوب لا تستهلك، وكشف أنه يجب ان يتم تغيير الحليب بإستمرار تقريبا كل يومين، مشيرا الى أن كمية قليلة من هذا الفطر سرعان ما تتكاثر وتنمو في الحليب. واعتبر محدثنا ان هذا المشروب يمتاز بنوعية خاصة من البكتيريا التي تعالج الأمراض الباطنية وتساعد على عملية الهضم، وأكدّ ان أغلب امراض العصر سببها سوء الهضم وخاصة تناول الطعام بسرعة ،وقال ان هذا المشروب يساعد على تصفية الجسم من رواسب المضادات الحيوية ومن الصعوبات التي ترافق عملية عسر الهضم، واعتبر أنه يساعد أيضا في العلاج من عديد السرطانات. من جهته قال الحاج «محمّد» بائع أعشاب بسوق البلاط انّ نسبة قليلة من المختصين في النباتات يعرفون خصائص ال«الكفير»، وأكدّ ان هذا الفطر لا يمسّ بالأيدي أو بالملاعق المعدنية، وان عملية جمعه دقيقة ولا تتم ب «المعادن» بل بواسطة القصب لكي يبقى «حيّا»، وكشف ان «الكفير» يساعد على مقاومة سرطان البروستات وسرطان الثدي وفي علاج عدة امراض. من جانبه أكد «شوقي» بائع أعشاب انّ «الكفير» أو الفطر الهندي وكما يدل عليه اسمه ينمو بكثرة في الهند، وأنه لا يوجد في تونس، وكشف انه ذو فعالية في معالجة الأمراض الباطنية وخاصة السرطانات مشيرا إلى انّ عديد الحرفاء يسألون في المدة الأخيرة عن «الفطر الهندي» أو «الكفير» ويطلبون منهم جلبه ملاحظا أنه غير متوفر بكثرة. علاج الإلتهابات والأمراض وأصل كلمة «كفير» من اللغة التركية المتأثرة باللغة العربية» «كيف» وتعني المزاج الجيد ويستخدم «الكفير» حسب عديد الباحثين لعلاج عدة مشاكل صحية مثل الاضطرابات الهضمية والإلتهابات،وهو يحتوي على عدة عناصر غذائية وعلاجية ومنها ال«فيتامين ك» الذي ينشط تدفق «البول» ويزيد الحيوية ويمنع الكآبة ويخفف آلام الدورة الشهرية. كما يمنع «الكفير» من ترقّق العظام وينظم امتصاص الكالسيوم لأن ترسّبه في الدماغ يؤدي الى «الخرف» ويعتبر الفيتامين «ك» مضادا للإلتهابات ويقلص من علامات الشيخوخة، ويحتوي «الكفير» على فيتامينات «أ» و«د» التي تحمي من السرطانات. كما يساعد «الكفير» على هضم الطعام وتقوية المناعة ويحسن ويثبت الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء ذلك ان الوضع الطبيعي يقتضي تواجد 85٪ من الكائنات الدقيقة والمفيدة و15 بالمائة فقط من الكائنات الضارة ولكن في اغلب الحالات تكون نسبة البكتيريا الضارة مرتفعة. ويحتوي «الكفير» على عدة انواع من البكتيريا النافعة التي تحلّل اللاكتوز في المعدة وللإشارة فإن معظم سكان ضفاف البحر الأبيض المتوسط يعانون من سوء هضم اللاكتوز والذي تنتج عنه الإنتفاخات والغازات.