رئيس الحكومة وقائد الأركان: ما يحدث محاولة انقلاب جديدة سقط أمس عدد من القتلى والجرحى لم يعرف عددهم بعد ، بمدينة بنغازي شرق ليبيا، في اشتباكات مسلحة بين قوّة عسكرية من خارج المدينة يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر المتهم سابقا بمحاولة قلب نظام الحكم في فترة حكومة علي زيدان، وقوات من الجيش وكتائب من أنصار الشريعة. وقالت تقارير ليبية ان قوات حفتر هاجمت مواقع عسكرية تابعة للجيش الليبي, فيما ذكرت تقارير أخرى أنها هاجمت مواقع تابعة لأنصار الشريعة, وفي تحرك غامض قامت طائرات حربية تابعة لسلاح الجوّ الليبي بقصف مواقع يسيطر عليها اسلاميون متشدّدون لكن رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني وصف العملية بأنها غير شرعية وأدان تحرك قوات من الجيش دون أوامر من قائد الأركان, مضيفا أن هذا العمل العسكري خارج اطار الشرعية وأنه سيسبب اقتتالا داخليا. وقال الثني في مؤتمر صحفي إن «التسبب في القتال ببنغازي يعرقل جهود بسط الأمن في المدينة، من أجل القضاء على الإرهاب والجماعات الخارجة عن القانون»، مضيفا أن رئاسة أركان الجيش «تحاول ضبط الموقف على الأرض ومنع دخول أي قوات من خارج المدينة والتصدي لأي قوات خارجة عن القانون». من جهته قال رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء عبد السلام جاد الله، إن القوة التي دخلت بنغازي فجر الجمعة (أمس)، هي مجموعات صغيرة تابعة للواء الركن خليفة حفتر من بينها بعض العسكريين، وتعمل على فرض إرادتها بالقوّة على الشعب الليبي, واصفا ما حدث ب «الانقلاب». و ذكرت تقارير ليبية أن اشتباكات اندلعت بين قوات حفتر التي حاصرت قاعدتين لكتيبتين تابعتين لجماعة «أنصار الشريعة»، هما كتيبة «راف الله السحاتي»، وأخرى يطلق عليها «كتيبة 17 فبراير». وقال محمد الحجازي المتحدث السابق باسم لجنة الأمن المشتركة في بنغازي، لقناة «الأحرار» الليبية، إن بعض الوحدات العسكرية انضمت إلى حفتر وقواته في قتالهم «الميليشيات الإسلامية». وقال إن العملية، التي أطلق عليها اسم «كرامة ليبيا»، تشارك فيها قوّات جوّية وعناصر من القوات الخاصة وهو ما أكدّه العقيد صقر آدم الجروشي، قائد القوات الجوّية السابق وأحد قيادات «معركة الكرامة»، فى تصريح لأحد الفضائيات الليبية , مشيرا الى أن القواعد الجوية تشارك في معركة الجيش الوطني التي بدأت فجر الجمعة, لكن رئيس الحكومة المؤقتة وقائد هيئة الأركان الليبية أدانا هذه العملية العسكرية لأنها أطلقت خارج اطارها القانوني ولأن هيئة الأركان ووزارة الدفاع لم تصدرا أوامر بأي تحرك عسكري.و أصدرت رئاسة أركان الجيش الليبي لاحقا أوامر في وقت لاحق، «لقطاع الدفاع الجوّي في بنغازي بمنع أي قوات عسكرية أو غير عسكرية لا تتبعه بالتواجد في مقرّات القطاع». كما دعت هيئة الأركان قوّات حفتر الى تسليم أسلحتها بينما تحركت وحدات من الجيش الليبي الى موقع الإشتباكات وقالت مصادر عسكرية ان وحدات الجيش في طريقها الى السيطرة على الوضع. وكشفت أحداث أمس وجود انقسامات في الجيش الليبي , حيث تحركت قطاعات دون أوامر من وزارة الدفاع أو هيئة الأركان , ودعمت قوّات خليفة حفتر المتهم بمحاولة قلب نظام الحكم قبل عام تقريبا والذي اختفى عن الأنظار بعدها. و في سياق التطورات الميدانية وجّه اللواء خليفة حفتر، نداء الى كل الضبّاط وضبّاط الصف والجنود بالإنضمام إلى معسكراته من أجل دعم ما أسماها «معركة تطهير بنغازي من التكفيريين الخارجين عن القانون».