ملعب الطيب المهيري بصفاقس تشكيلتا الفريقين: الترجي الرياضي: بن شريفية – المباركي (الدربالي) – شمام – بوبا – الذوادي (جابر) – المولهي – الراقد – العكايشي – الغرسلاوي (المساكني) – الدراجي - نجانغ. أهلي بنغازي: البودي – العمامي – علواني – التوارغي – الجمل – بن عامر (العبيدي) – موزيس – مبارك (المهدي)– سالومون – سادومبا – الزوي. الحكم: المالي كومان كوليبالي الأهداف: سادومبا ( دق 5) – فرج مبارك (دق 11) - موزيس أوركوما ( دق 44)لأهلي بن غازي أحمد العكايشي (دق 20) – أسامة الدراجي (دق 79) الإنذارات: بوبا تعقدت وضعية الترجي الرياضي في المجموعة الثانية من مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية وذلك بعد أن تعرض لهزيمته الثانية على التوالي ضد أهلي بنغازي بثلاثة أهداف لهدفين في بداية هي الأسوء للترجي في المسابقات الإفريقية. في مباراة واصل فيها ممثل كرة القدم التونسية عروضه الباهتة وفشل في فرض أسلوبه أمام فريق ليبي منظم كان جاهزا لهذه المواجهة ونجح في الخروج بالنقاط الثلاث عن جدارة واستحقاق فوز أعاد أهلي بنغازي في حسابات التأهل إلى المربع الذهبي في المقابل تطرح الهزيمة الجديدة للترجي أكثر من نقطة استفهام. والمطلوب تعديل الأوتار قبل مواجهة النادي الصفاقسي في الجولة القادمة والتي ستحدد نتيجتها النهائية مصير الفريق في المسابقة. أخطاء بدائية وأسبقية منطقية حاجة الفريقين إلى الفوز لتدارك هزيمة الجولة الأولى والبقاء في دائرة المراهنة على البطاقتين المؤهلتين إلى نصف نهائي المسابقة جعلت بداية المباراة هجومية مع أفضلية وأسبقية لأهلي بنغازي الذي لم يمهل منافسه سوى خمس دقائق لتجاوز خطه الخلفي وافتتاح النتيجة عبر مهاجمه سادومبا الذي استغل خطأ فادحا للحارس بن شريفة في استقبال كرة فرج مبارك ودون رقابة نجح في تسجيل الهدف الأول. أداء الخط الخلفي للترجي كان كارثيا رغم إقحام بوبا والمباركي مكان بن منصور والدربالي وهو ما سهل مهمة الفريق الليبي الذي نجح في الدقيقة 11 في مضاعفة النتيجة عبر مهاجمه فرج مبارك الذي سدد وباغت بن شريفية الذي كان خارج الخدمة مع بداية الفترة الأولى. الربع ساعة الأول من المباراة كشف بشكل واضح المشاكل التي يعاني منها دفاع الترجي والتي كانت سببا في هزيمته في الجولة الأولى ضد الوفاق. «العكايشي» يبقى «المكشخة» في المباراة بعد قبول الهدفين المبكرين لم يبق للترجي من خيار سوى التقدم إلى الهجوم للعودة في النتيجة وكانت البداية مع نجانغ الذي سدد بقوة ولكن كرته مرت محاذية لمرمى وسام البودي. تسديدة الكاميروني كانت بمثابة الإنذار الأول حيث نجح أحمد العكايشي في المحاولة الثانية في تذليل الفارق بعد انفراده بالحارس وبتسديدة أرضية باغته وأعاد فريقه في المباراة. هدف العكايشي الذي سجل في الدقيقة العشرين حرر ممثل كرة القدم التونسية الذي واصل ضغطه ونجح الدراجي بعد ثلاث دقائق في تعديل النتيجة ولكن المالي كومان كوليبالي ألغى الهدف لتسلل مشكوك في صحته. الحكم المالي تجاوزته الأحداث في الشوط الأول حيث رفض في الدقيقة 30 منح خليل شمام ضربة جزاء واضحة بعد التحام مع الحارس وسام البودي. الفريق الليبي تراجع بعد هدف الترجي إلى مناطقه الخلفية واعتمد بشكل كبير على الهجمات المعاكسة باستغلال سرعة سادومبا وسالمون وفرج. توجه أثمر الهدف الثالث قبل دقيقة من نهاية الشوط والذي حمل توقيع موزيس أوركوما الذي توج عملا فرديا رائعا من سادومبا واستغل سذاجة أمينو بوبا وبتسديدة قوية نجح في تثليث النتيجة. هدف انتهى عليه الشوط الأول. شوط كارثي للترجي الذي لم يقو على تجاوز مخلفات الهزيمة الماضية وفشل في مجاراة النسق المرتفع الذي فرضه عليه أهلي بنغازي الذي لعب على أخطاء أبناء كرول ودخل حجرات الملابس بأسبقية مريحة. دون حلول الفترة الثانية بدأها مدرب الترجي كرول بتغييرين بإقحام سامح الدربالي مكان إيهاب المباركي وإيهاب المساكني مكان خالد الغرسلاوي في محاولة لتأمين الجهة اليمنى للدفاع والتي كانت نقطة الضعف في الشوط الأول وإعطاء نفس هجومي للفريق والذي افتقده طوال الشوط الأول. رؤية كرول لم تتحقق على أرضية الميدان في ظل غياب الفورمة عن أكثر من عنصر في الفريق والانتشار الجيد للفريق الليبي الذي نجح في التحكم في نسق الشوط الثاني وأحسن غلق المنافذ على لاعبي الترجي الذين تأثروا كثيرا بالثلاثية وعجزوا عن إيجاد الحلول المؤدية إلى مرمى وسام البودي الذي تفنن بدوره في إضاعة الوقت وسط صمت مريب من الحكم المالي. الترجي الرياضي لم يبد مقاومة تذكر في الشوط الثاني وبان بالكاشف أن لاعبيه قد خضعوا لمشيئة المحليين واقتنعوا بالهزيمة وهو ما يترجمه غياب الفرص الواضحة للتسجيل والروح القتالية الأمر الذي سهل مهمة الفريق الليبي الذي كان الطرف الأفضل في المباراة من حيث اللياقة البدينة وخاصة التركيز. «الدراجي» و»العكايشي» الاستثناء الجميل قلنا إن الترجي لم يكن في يومه وكان جل لاعبوه خارج الخدمة باستثناء الثنائي أحمد العكايشي وأسامة الدراجي اللذين كان مصدر الخطر على دفاع أهلي بنغازي. صاحب الهدف الأول أحمد العكايشي قاد في الدقيقة 79 هجمة سريعة وضع على إثرها الدراجي في موقع مناسب ودون صعوبة نجح في تسجيل الهدف الثاني. هدف منح بعضا من الأكسجين لهجوم الترجي الذي ضغط مجددا وحاول التعديل وأتيحت له بعض الفرص ولكن التوفيق غاب عن الكاميروني يانيك نجانغ الذي كان بالأمس حاضرا بالغياب لتنتهي المباراة بفوز مستحق للأهلي وهزيمة ثانية محيرة للترجي الذي فقد جزءا كبيرا من حظوظه في التأهل إلى نصف نهائي المسابقة. نجم المباراة مهاجم الترجي الرياضي أحمد العكايشي كان نقطة الضوء في تركيبة كرول حيث قدم مباراة كبيرة ونجح في فعل كل شيء تقريبا.العكايشي ورغم إصرار المدرب الهولندي على تشريكه في مركز غير مركزه استطاع التسجيل في مناسبة أولى قبل أن يصنع الهدف الثاني لفريقه ليؤكد مجددا أنه قيمة ثابتة وأن على كرول إعادته إلى موقعه الأصلي بعد أن نال التعب من الكاميروني نجانغ الذي لم يقدم الإضافة المرجوة منه. مردود الحكم الحكم المالي وعلى عكس العادة لم يوفق في إدارة المباراة حيث كانت أخطاؤه كثيرة ولم يتناغم بالشكل المطلوب مع مساعديه اللذين كانا بدورهما خارج الموضوع. كومان حرم الترجي من ضربة جزاء مستحقة كان بالإمكان أن تغير وجه المباراة. قال: طارق العشري (مدرب أهلي بنغازي) «حققنا اليوم انجازا تاريخيا بالفوز على أحد أكبر فرق إفريقيا. كنا الطرف الأفضل وقدمنا عطاء غزيرا توجناه في النهاية بفوز مستحق. أشكر اللاعبين الذين تعبوا كثيرا في ظل ظروف صعبة تمر بها ليبيا ونعتقد أن فوز اليوم هو هدية بسيطة لشعبنا العزير.فوز مهم والمشوار مازال طويلا وعلينا مواصلة العمل لتأمين مقعد في نصف النهائي».