التونسية (منزل جميل) تولى صباح أمس بثكنة الرمادية بمنزل جميل من ولاية بنزرت الرؤساء الثلاثة للبلاد تأبين شهيدي الجيش الوطني الوكيل علي بن عبد القادر المي والوكيل رابح العوادي اللذين استشهدا أول أمس أثناء أداء الواجب الوطني في مقاومة كل اشكال الارهاب بجبل الشعانبي اثر انفجار لغم أرضي تحت عربتهما. وقد ألقى بالمناسبةرئيس الجمهورية والقائد الاعلى للقوات المسلحة الدكتور محمد المنصف المرزوقي كلمة مؤثرة تأبينا للشهيدين الكريمين تقدم من خلالها بالتعازي نيابة عن جميع افراد الشعب إلى كل أفراد عائلتيهما وكل أسر شهداء الوطن مُقدّرا كل التضحيات التي ما فتئ الجيش الوطني بمختلف تشكيلاته يقدمها دفاعا عن حرمة البلاد وفي مواجهة الإرهاب الأعمى والإرهابيين الجبناء مُبيّنا أنّ كل الشعب التونسي وقيادة البلاد ممتنّون لهذا الدور الوطني الغالي وانه لن ينساهم وعائلاتهم من الابناء الى بقية الافراد . وأشار رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة إلى أنّ الشعب التونسي وثورته الكريمة مُستهدفان من كل هؤلاء الظلاميين الذين يريدون فرض برنامجهم العبثي بالعنف مشيرا إلى أنّهم لا يفهمون معنى الحقوق الانسانية والمساواة بين المراة والرجل والتعايش السلمي والوفاق الوطني مُلاحظا ان مقاومة الارهاب ليست الا حرب تحرير ثانية وأنّها ستكون طويلة وقاسية ومؤلمة وأن النصر سيكون فيها للشعب التونسي بابنائه البواسل من الجيش الوطني وكل مكونات مؤسسات الدولة وبفضل يقظة والتفاف الشعب التونسي باعتبار أنّ بلادنا بلد للحرية والكرامة وحقوق الانسان وكل القيم الكونية العالية والمدافعة الاولى عن الاسلام بقيمه ومبادئه السمحة التي تنبذ كل اشكال الظلامية والعبثية . تكريم ووسام أعلى وتولى في نفس الاطار رئيس الجمهورية والقائد الاعلى للقوات المسلحة بمواكبة كل من السيد مهدي جمعة رئيس الحكومة والسيد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي والسيد غازي الجريبي وزير الدفاع الوطني والسيد رضا الاحول والي بنزرت وعائلتي الشهيدين ومختلف اطارات وتشكيلات الجيش الوطني تقليد كل من الشهيد علي المي وسام الصنف الثالث من وسام الجمهورية وترقيته الى وكيل اعلى وتقليد الشهيد رابح العوادي الوسام الرابع من وسام الجمهورية والوسام العسكري وترقيته الى وكيل أعلى قبل ان يُؤدّوا لهما التحية على انغام النشيد الوطني وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على روحيهما الزّكيتين. جنازة مهيبة وقد انتظمت بعد انفضاض هذا الموكب جنازة دفن الشهيد علي المي بحضور كل أفراد أسرته التي رغم تأثرها كانت صبورة وتحاملت على نفسها معتدّة بابنها البار والبطل من الزوجة الكريمة الى الابناء سوار (15 سنة ) وآية (12 سنة) و محمد أمين (8 سنوات) وصهره الحفناوي بن الشايب ووالدته الكريمة التي وإنْ لم تتمكن من حبس عبراتها فقد كانت تردد بأعلى صوتها « الله يرحمك وينعمك يا علي ...انا راضية عليك ...في الدنيا والاخرة ...» وغيرها من ادعية الخير والسلام من والدة تحت اقدامها الجنة وهو في الجنة ان شاء الله لانه شهيد الوطن تونس، قبل ان يوارى الثرى بمقبرة المدينة بماطر بحضور شعبي غفير وبمشاركة من الكبار والصغار ومن كل المسؤولين وعموم المواطنين ممن تعالت اصواتهم وحناجرهم « لا للارهاب... تحيا تونس بشعبها الابي والكريم والحر ... تحيا الثورة».