غير مسموح بالمرّة لبطل الموسم أن يفتتح المرحلة الثابتة من رابطة الأبطال (دوري المجموعتين) بهزيمتين متتاليتين وبقبول خمسة أهداف وهو الذي يعد في صفوفه أحسن حارس مرمى ويملك أحسن خط دفاع (مع النجم) في البطولة، ثم هل يعقل أن يمرّ الترجي بفترة سلبية بمثل هذا العجز والإخفاقات على كل المستويات في ظرف 13 يوما فقط (من 11 إلى 24 ماي)؟ دفاع هش راح يقبل الأهداف بصفة منتظمة وغير عادية (واحد ضد حمام الأنف ومثله ضد المرسى ثم إثنان ضد وفاق سطيف وثلاثة ضد أهلي بنغازي وهو في تجربته الأولى مع المستوى العالي في هذه المسابقة الإفريقية. هذه النكسة التي يعيشها الترجي الرياضي وجعلته يتكبّد خسارتيْن متتاليتيْن تقريبا في عقر داره (وهذا ما زاد في الطّين بلّة)، ذكرتنا بالمواسم السّيئة والحزينة لفريق باب سويقة في مسيرته مع المسابقات الإفريقية بنظامها القديم (التصفيات المباشرة) أو الجديد (دور أول ثم دوري المجموعتين). ففي 2005 شارك الترجي في دوري المجموعتين ولعب 6 مقابلات لم ينتصر ولو في واحدة منها، نعم اكتفى بأربعة تعادلات وخسر لقاءين، حقّق 3 أهداف فقط وقبل خمسة وانسحب انسحابا مرّا ومخجلا منذ الدّور الأوّل. نفس السيناريو أعيد تقريبا في 2007 لما دخل منافسة المجموعتيْن بيد و(أرجل) فارغة وأخرى لا شيء فيها ثلاث مباريات أولى كان فيها شبه غائبا وخارج الموضوع: تعادل (0-0) ضد أساك وهزيمتان (0 - 2) ضد الهلال السوداني و(0 - 3) ضد الأهلي المصري، وانطلاقة ونهاية لا أسوأ منهما وانسحاب خيّب كل الآمال بالطبع وترك اللّوعة لدى الأحبّاء. في نفس هذا الطريق المعوج يمكن إضافة الهزيمة التاريخية في نهائي 2010 ضد مازمبي (0 - 5) مع إردافها بتعادل غير نافع (0-0). كل ما نتمنّاه الآن لهذا الفريق العريق والعتيد ذو السجل الزّاخر بالألقاب بكل الأنواع والألوان والأصناف أن يضع حدّا لهذه العثرات المفاجئة في بقية مشواره في هذه المسابقة التي يملك فيها الرقم القياسي في عدد المشاركات (13) والمطالب بالتدارك والعودة إلى مستواه وحجمه الحقيقي في أسرع وقت ولا يواصل تكبّد الهزائم المذلّة التي لا تليق بتاريخه وسمعته وطموحاته غير المحدودة.