بمناسبة اليوم العالمي للحليب احتضن نزل سيفاكس بصفاقس ندوة وطنية حول " استراتيجية تنمية قطاع الالبان " نظمتها النقابة الجهوية للفلاحين بصفاقس بالاشتراك مع المجلس الامريكي للحبوب والشركة التونسية للانتاج الغذائي الكو وكان ذلك الجمعة 30 ماي 2014 وتم تسجيل مشاركة ممثلين عن عديد الحلقات المتدخلة في المنظومة من منتجين ومركزيات حليب الى جانب مشاركة عدد هام من الخبراء والباحثين في مجال الفلاحة وعدد هام من الهياكل الادارية المعنية مثل المجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والالبان وديوان تربية الماشية وتوفير المرعى وممثلي وحدات صنع الاعلاف ما توقف عنده المشاركون ان تونس كسبت في وقت ما رهان الاكتفاء بعد سنوات من تضافر الجهود اذ بلغ الانتاج حوالي مليار وعشرة ملايين لتر من الحليب لكن الانتاج تراجع منذ سنتين ويعزى التراجع الى عدة اسباب وباعتبار اهمية مادة الحليب كقيمة غذائية متكاملة ومتوازنة فان الحاجة ماسة الان واكثر من اي وقت مضى الى كسب رهان الجودة واعتبار هذا التحدي الصعب خيارا استراتيجيا وهذو امر لا يتحقق الا بتضافر جهود جميع الاطراف المتدخلة في منظومة الانتاج وقد سلطت هذه الندوة الوطنية حول استراتيجية تنمية قطاع الالبان الضوء على واقع القطاع وافاقه وتطرقت المداخلات الى الحليب كقيمة غذائية متكاملة وواقع وافاق منظومة الالبان ودور مراكز تجميع الحليب في النهوض بالجودة والاستراتيجية المستقبلية لقطاع الالبان وتوقف المشاركون في الندوة الوطنية عند اهمية التفكير في 3 مسائل جدية وهي الحليب كقيمة غذائية متوازنة ومتكاملة واهمية التاكيد على فوائد الحليب ومشتقاته وخاصة للصغار وذلك عبر مختلف عمليات التحسيس والتوعية بجميع انواعها وثانيا قطاع الالبان كعنصر اساسي في استراتيجية الاكتفاء الذاتي الوطني وهذا التمشي هو سياسي بالدرجة الاولى باعتبار ان مادة الحليب هي اساسية للتغذية الانسانية وثالثا ضرورة اعتماد اشكال جديدة لتنمية قطاع الالبان عبر الحوار وتصور رؤية واقية للمنظومة حيث يمكن التفكير مثلا في مدى تطوير الاعلاف البديلة التى بعضها متوفر في بلادنا والتى تكون كلفتها اقل اضافة الى اعتماد مزيد الاحاطة والدعم لمربي الابقار فاقدي السند على المستوى التقني وتم التشديد على ان توفير الموارد البشرية في الادارات الفلاحية باعتبار ذلك امرا ضروريا لا سيما وانه منذ عدة سنوات تقلص عدد الموظفين واصبحت بعض الادارات فضاءات فارغة وقد تحدثنا الى فوزي الزياني رئيس النقابة الجهوية للفلاحين بصفاقس فقال لنا ان من المقترحات التى يمكن ان تساعد على تطوير القطاع وتحسين مردوديته هو مزيد العناية بحلقة الانتاج التي تعتبر الحلقة الاضعف من خلال الدعم والاحاطة والتكوين وخاصة الحث على انخراط المربين في هياكل مهنية حتى تضمن لهم القدرة التنافسية والاستمرارية الى جانب التحكم في كلفة الانتاج من خلال وضع اليات جديدة للمواد المدعمة ليصل الدعم مباشرة للفلاح وارساء نظام التسعيرة حسب الجودة وفتح معمل التجفيف والعمل علي دعمه لاستيعاب كميات الحليب في وقت الذروة وضمان التوازن بين مختلف حلقات المنظومة ودعم العلاقات المهنية بينها والتحسيس باهمية مادة الحليب ومشتقاته باعتبار ان ضعف اقبال التونسي( حوالي 100 كلغ للفرد مقارنة بحوالي 350 كلغ لفرد اوربي ) من شانه ان يؤثر علي الصحة العامة للناس وعلي توازنهم الغذائي مما يتسبب في العديد من الامراض مثل هشاشة العظام والاسنان وامراض البشرة والشعر وكل ما له علاقة بنمو الجسم وهو ما ينعكس علي الميزانية العائلية والوطنية الموجهة لمعالجة هذه الامراض الى جانب العمل على ان نجعل من اليوم العالمي للحليب 1 جوان يوما وطنيا للتحسيس بفوائد شرب الحليب وتنظيم تظاهرات في الغرض مع العمل على كسب رهان التصدير والنفاذ الي الاسواق الخارجية خاصة البلدان المجاورة مثل الجزائر فهي المستورد الثاني للحليب في العالم وهي تعاني من عجز بحوالي 2 مليار لتر سنويا بالاضافة الى ضورة كسب رهان الاكتفاء الذاتي ورهان الجودة معا فالاكتفاء الذاتي وجودة المنتوج حق كل التونسيين ولابد من الاقرار بان تطور قطاع الالبان فيه تطور لقطاع اللحوم باعتبار العلاقة الوطيدة بينهما