بعد أسبوع من العمل للفرنسي سيباستيان دو سابر على رأس فريق أكابر كرة القدم بالترجي الرياضي اتضحت نوايا هذا المدرب في إدخال تغييرات جذرية وبالتالي حاسمة على الخطة التكتيكية التي دأب عليها الفريق منذ مدة أولا وعلى التشكيلة الأساسية التي تعوّد الأحمر والأصفر اللعب بها في الفترة الأخيرة... هي فعلا «ثورة تكتيكية» تلك التي يعد الفرنسي العدة للقيام بها خصوصا في خطي الوسط والهجوم طبقا لتصوراته وما يراه مفيدا للفريق من جهة وطبقا لما هو متوفر له من إمكانيات واستغلال اللاعبين على أفضل وجه... نحن اليوم لن نحكم على الإختيارات الجديدة التي ينوي دو سابر اتباعها إذ لا بد من انتظار المقابلات الرسمية لاكتشاف جدواها والتعرف على نتائجها سواء سلبية أو إيجابية ونكتفي بتقديم الخطوط العريضة للتعديلات التي يسعى الفرنسي إلى القيام بها في محاولة للإرتقاء بالآداء إلى أعلى المستويات وكسب الإنتصارات في المغامرة الإفريقية سعيا إلى التدارك وقلب المعطيات لصالح الفريق. طريقة 4 – 1 – 3 – 2 نبدأ بالملاحظة العامة التي تلوح منذ الوهلة الأولى من خلال متابعة التدريبات التكتيكية التي أخضع سيباستيان دو سابر لاعبيه لها طوال حصص الأسبوع المنقضي سواء في ضاحية قمرت أو في سوسة بمناسبة التربص المغلق ، هذه الملاحظة تتعلق بطريقة اللعب عامة والتي ستشهد ثورة بأتم معنى الكلمة من خلال تغيير خطة 4 – 2 – 3 – 1 إلى خطة 4 – 1 – 3 – 2 وهذا يعني أن الترجي الرياضي لن يلعب بمتوسطي ميدان دفاعيين مثلما تعوّد بل بعنصر واحد في هذه الدور مقابل ثلاثي ذي صبغة هجومية في هذا الخط ... إضافة إلى ذلك سيعدل الفريق عن لاعبي الرواقين وسيعوّل على ثنائي في الخط الأمامي عوضا عن مهاجم وحيد... هذه هي الطريقة الجديدة التي يعمل دو سابر على وضعها ويحاول إعطاء الترجي الرياضي طبعا خاصا ومميزا له بها. توجه هجومي هذه الطريقة الجديدة تكشف غاية أولى وأساسية وهي أن الفرنسي يسعى إلى إعطاء توجه هجومي لفريقه وهذا هام جدا في ظل وضعية الفريق الحالية في رابطة الأبطال الإفريقية وضرورة العودة الى الإنتصارات وتدارك العثرات الفارطة واستعادة الحظوظ للمرور من هذا الدور والوصول إلى المربع الذهبي ... هذه الخطة تعتبر ضرورية وتشكل الخيار المناسب بل والأوحد في اللقاء القادم ضد النادي الصفاقسي والذي لا يجوز للترجيين سوى تحقيق الفوز فيه إذا ما أرادوا فعلا مواصلة المغامرة القارية بنجاح والتطلع إلى بلوغ الأدوار المتقدمة كالعادة. على مستوى الفكر إذن يعد هذا التوجه صائبا للأسباب التي ذكرناها لتبقى الكرة بعد ذلك في أقدام اللاعبين المطالبين بردة فعل تحفظ ماء الوجه على إثر الوجه الهزيل الذي ظهروا به أمام وفاق سطيف ثم أهلي بنغازي وهو وجه لا يليق فعلا بعناصر تنتمي إلى فريق كبير مثل الترجي الرياضي. «المساكني» و«الغرسلاوي» أساسيان نأتي الآن إلى المستوى الفردي والتعديلات الهامة في التشكيلة الأساسية والتي ستخص وسط الميدان بصفة خاصة وتتمثل في تخلص إيهاب المساكني وخالد الغرسلاوي من دكة الإحتياط والتحوّل إلى لاعبين أساسيين مائة بالمائة أي بصفة كاملة ... أكيد أن سيباستيان دو سابر مقتنع بمؤهلات هذا الثنائي وخاصة بإمكانياتهما الفنية لكن التوجه الهجومي الذي سيتبعه الفريق من هنا فصاعدا هو الذي يمنح لهذين اللاعبين الفرصة في التشكيلة الأساسية نظرا لما يمكن أن يقدمه كل منهما من هذه الناحية... المساكني والغرسلاوي هما اللذان سيساندان صانع الألعاب أسامة الدراجي في مهمة البناء الهجومي من وسط الميدان وسيعطيان بالتالي أكثر حلول هجومية لإحداث الفارق أمام مرمى المنافس. «نجانغ» و «العكايشي» رأسا حربة مثلما ذكرنا سيكون الإختيار مركزا مستقبلا في الخط الأمامي على ثنائي رأس حربة يتبادلان المراكز والتموقع على الميدان حسب ما يطلبه المدرب ، هذا الثنائي يتألف من يانيك نجانغ وأحمد العكايشي حيث سيترك هذا الأخير مركز الرواق وخطة الجناح وسيدخل إلى المكان الذي يقدر على تقديم إضافة كبيرة فيه وهو رأس حربة أو مهاجم صريح... هكذا سيكون خط هجوم الترجي الرياضي مستقبلا لكن كيف سيكون انتشار العكايشي ونجانغ وتحركهما فوق الميدان ؟ ... هل سيتكامل اللاعبان بالشكل الذي يضمن نتيجة إيجابية لهذا الإختيار الجديد ؟ كل هذه الأسئلة لن تجيب عنها سوى المقابلات القادمة للأحمر والأصفر سواء في رابطة الأبطال الإفريقية ولقاء الأحد المقبل ضد النادي الصفاقسي أو مسابقة الكأس انطلاقا من المواجهة أمام الهمهاما. تعديلات منتظرة في الدفاع ... بالنسبة للدفاع لن تتغير الخطة والطريقة حيث سيلعب الترجي الرياضي كعادته برباعي في هذا الخط لكن ستكون هناك تحويرات في التركيبة خصوصا على الجهة اليمنى وعلى يسار المحور ... فعلى الجهة اليمنى وخلافا لما كان منتظرا حين حصول التغيير في الإطار الفني ينطلق إيهاب المباركي بأوفر الحظوظ للإضطلاع بمهمة الظهير الأيمن واللعب كأساسي ... أما على يسار محور الدفاع فإن أمينو بوبا سيكون في منافسة شرسة وشريفة ومفيدة للفريق مع محمد بن منصور على المكان في التشكيلة الأساسية للخط الخلفي...في المقابل يحافظ شمس الدين الذوادي وخليل شمام على مركزيهما في هذا الخط الأول في يمين المحور والثاني في الجهة اليسرى... إذن هذه عموما أفكار المدرب الجديد للترجي الرياضي سيباستيان دو سابر وهذه هي التعديلات التكتيكية الهامة التي ينوي إدخالها على تشكيلة الفريق من جهة وعلى طريقة لعبه من جهة أخرى.