ضرب صباح أمس أعوان مركز الأمن الوطني بمنوبة بقوة بكشفهم عن شبكة تضم 20 شخصا منهم ثلاثة تلاميذ قامت بأكبر عملية غشّ في امتحانات الباكالوريا شهدتها بلادنا وتمثّلت في تسريب أجوبة فروض امتحانات الباكالوريا بمعهدي ابن أبي الضياف ومعهد الحرايرية بتونس وذلك عبر شبكة الهاتف الجوال. وتفيد المعلومات المتوفرة عن العملية انه على اثر بلوغ معلومات سرية الى المركز المذكور مفادها تواجد مجموعة من الطلبة بمنزل معد للكراء وقيامهم بإنجاز فروض امتحانات الباكالوريا وتسريبها إلى مترشحين عبر أجهزة «الكيت الذكية» وهي من أحدث السماعات غير المرئية يبلغ حجمها حجم حبة الحمص الصغيرة توضع داخل الأذن دون أن يقع التفطن إليها من قبل الأساتذة المراقبين أخذ أعوان الأمن المعلومة مأخذ الجد وتم بمقتضى إنابة عدلية التدخل فورا حيث تم جلب 17 عشر شخصا اغلبهم طلبة وتلاميذ وأحدهم عامل يومي إلى مقر المركز بعد ضبطهم داخل المنزل وحجز أوراق امتحانات وأجهزة «الكيت» وهواتف جوالة .. كما تم جلب مترشحتين من داخل مركز الاختبارات ابن أبي الضياف بمنوبة بعد ضبطهما متلبستين بنقل أجوبة الامتحان عبر «الكيت» وتلميذ آخر من المعهد الثانوي بالحرايرية. وبالتحري في العملية تبيّن أن الشبكة المذكورة والتي لا تزال محل تحقيق اولي وقد تتوسع رقعتها بكشف مزيد التلاميذ من معاهد مجاورة أعلنت نشاطها لبعض المترشحين حيث قامت ببيع بعض أجهزة «الكيت» الذكية بقيمة 100 دينار كما تم الاتفاق على أسعار إضافية بعد إجراء الامتحان لم تحدد قيمتها .. وبعد تواصل التحقيق مع المظنون فيهم أمس ومنهم صاحب المنزل الذي تمت مداهمته لتحديد قائمة المنتفعين من التلاميذ بخدمات الشبكة والمعاهد الثانوية المعنية وسط حضور أذن أمس وكيل الجمهورية بإصدار بطاقات إيداع بالسجن في حق ال20 شخصا المتورطين في عملية الغش هذه.. وتضاف هذه الضربة الناجحة إلى رصيد المركز المذكور الذي تشرف على تسييره كفاءات شابة يشهد لها بالحنكة والجدية في خدمة الوطن وفي القضاء على مظاهر الجريمة المنظمة.