« يا وزير اسمعنا ولّا طير».. «لا لخوصصة المواقع الأثريّة والتراث».. «تسوية وضعيّة العملة العرضيّين وأصحاب الشّهائد».. «قانون أساسي للمكتبات العموميّة حقّ موش مزيّة».. «نطالب بقانون أساسي لعملة وموظّفي المعهد الوطني للتّراث».. هذه أبرز الشّعارات التي رفعها صباح أمس أعوان الثقافة في تجمّع كبير أمام الوزارة بعد أن أعلنوا عن إضراب عامّ في كامل ولايات الجمهوريّة أيّام 11 و12 و13 جوان الجاري احتجاجا على «مماطلة سلطة الإشراف وعدم استجابتها لمطالب القطاع» على حد تعبيرهم. وفي هذا السياق أكّد مفتاح ونّاسي الكاتب العامّ للنّقابة العامّة للثقافة بالاتحاد العام التونسي للشغل أنّ هدف الإضراب العام والوقفة الاحتجاجيّة التي قام بها أعوان الثقافة هو ضمان حقوق المهمّشين والمغبونين في القطاع الثقافي حيث قال: «هي حقوق العاملين في حضائر التراث..هي حقوق العاملين في المكتبات العموميّة وفي دور الثقافة ومراكز الفنون الركحيّة في الجهات الذين يعملون دون توفر أدنى ظروف عمل وهي حقوق المهمّشين منذ 30 سنة لم يعرفوا فيها الترقية..هي حقوق من باشر عمله في صنف « أ2» سنة 1984 ولم يتمتّع إلى حدّ الآن بخطّة وظيفيّة في حين أنّ غيره تقاس على مقاسه الخطط الوظيفيّة في وزارة الثقافة ..هي حقوق العاملين دون مستوى شهائدهم..هي حقوق غير المتمتّعين بمنحة خصوصيّة مثل غيرهم من المنتمين للأسلاك الثقافيّة..نحن متمسّكون بمطالبنا رافضون أسلوب المماطلة الذي يعتمده وزير الثقافة وانعدام مسؤوليّته في الجلسة التي جمعتنا به أوّل أمس والتي أقرّ فيها بأنّه لم يطّلع على اللّائحة التي وصلته يوم 29 ماي وتهديده بالاختفاء بقيّة الأشهر المتبقّية له بالوزارة إن لم يرفع الإضراب..ونريد أن نقول له إنّنا ملتزمون بحقوقنا كلّفنا ذلك ما كلّفنا ومتجاوبون مع كلّ نفس ايجابي تفاوضي يعطي العاملين حقوقهم وهدفنا حقوقنا وليس لدينا إشكال لا مع وزير أو حكومة..». «سنواصل الاضراب» من جهته تحدّث محرز التومي الكاتب العام لموظفي وأعوان الثقافة بالقيروان عن مطالب الجهة فقال أنّ هناك دور ثقافة آيلة للسقوط وذلك بشهادة من مكتب دراسات من وزارة التجهيز والإسكان بالجهة على غرار دار الثقافة بوحجلة التي يعمل فيها الأعوان رغم أن بنايتها مهددة بالسقوط مشيرا إلى أنّ هناك دور ثقافة أخرى مبرمجة ولم تنطلق الأشغال فيها إلى حدّ الآن وكذلك هناك مكتبات عموميّة دون مقرّ. وأضاف قائلا: «ننادي بضرورة استكمال القسم الثاني من المكتبة الجهويّة وإيجاد مقرّ رسمي ومطابق للمواصفات لكلّ من المكتبة الرقميّة والمكتبة المتجوّلة ولأعوانها وتوفير مقرّ مطابق للمواصفات لمركز الفنون الدراميّة والركحيّة كما نريد مختصّين على رأس المكتبات العموميّة..هذه جملة المطالب التي نرفعها إلى سلطة الإشراف ونقول للوزير يجب أن يتحصّل الجميع على حقوقهم وسنواصل الإضراب على امتداد 3 أيّام ثمّ لنا حديث آخر..». «حقرة»؟ أمّا حامد التليلي مدير مكتبة عموميّة بالقصرين وكاتب عام النقابة الأساسيّة للمكتبات العموميّة بهذه الجهة فقد ذكر أنّ التجمّع العمّالي الذي نظّمه أعوان الثقافة تم للمطالبة بالحقوق «المسلوبة» التي نادوا في عديد المرّات على امتداد ثلاث سنوات مؤكّدا أنّ وزير الثقافة السّابق مهدي مبروك كان صامتا ولم يقدّم أيّ شيء للقطاع وأنّ الوزير الحالي مراد الصكلي يعتمد سياسة «الحقرة» على حدّ تعبيره. نظرة جديدة للثقافة وفي ما يتعلّق بقطاع المسرح فقالت فاطمة النفاتي المكلّفة بالإعلام بالمسرح الوطني إنّ للنقابة محاضر جلسات لم تطبّق منذ سنة 2012 مطالبة بتنقيح القانون الأساسي وتفعيل الترقيات مشيرة الى أنّ هناك موظفين لم يرتقوا في خططهم الوظيفيّة منذ 25 سنة وأنّ هناك منحا لم يتحصّلوا عليها وبقيت حبرا على ورق على حدّ تعبيرها. في المقابل لخّص سالم زواغة ممثل نقابة المكتبات بمدنين مطالب القطاع في النظر نظرة جديدة للثقافة لمحاربة الإرهاب الذي يمكن مقاومته والتصدي اليه من خلال الثقافة البديلة مؤكّدا أنّه من المفروض أن تكون هناك رؤية جديدة بالنسبة للحكومة ووزير الثقافة لإعطاء الثقافة موقعها في اهتمامات المجتمع إذ يجب أن تكون القوت اليومي للمواطن على حد تعبيره. ريم حمزة