ستنظر إحدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بنابل في جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب في عقده الثاني على يد غريمه الذي عمد إلى طعنه بسكين على مستوى بطنه ثم تركه على حالته تلك وتحصن بالفرار. وقد أدين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر فاستأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم الذي سيكون محل نظر المحكمة في نهاية هذا الشهر . الابحاث في تفاصيل هذه الجريمة التي جدت في شهر نوفمبر 2011 انطلقت على اثر تلقي السلط الأمنية إعلاما يفيد بتعرض شخص إلى الاعتداء بالعنف الشديد بواسطة آلة حادة فتم التحوّل إلى مسرح الجريمة ونقل المصاب إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه غير انه لفظ أنفاسه الأخيرة فتم إعلام ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية الذي حل على عين المكان وأجرى المعاينات الميدانية على الجثة ثم أذن بعرضها على الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة .وبالتحري في الواقعة تبيّن أن الضحية وقع في خلاف مع الجاني حول حاسوب محمول و تلفاز من النوع الرفيع سرقاهما من مستودع إحدى المغازات الكبرى واتفقا على بيع المسروق و اقتسام ثمنه لاحقا. ويبدو أن الضحية تأخر في بيعهما مما جعل الجاني يشك في انه استحوذ على ثمنهما وطالبه يوم الواقعة بالمال إلا انه اعلمه انه لم يقم بعد بالتفويت فيهما لكن الجاني لم يصدق كلامه واندلعت مناوشة كلامية بينهما سرعان ما تحولت إلى معركة عمد خلالها المظنون فيه إلى الاعتداء بالعنف على المتضرر غير أن بعض الحاضرين فضوا النزاع وانصرف كل في حال سبيله دون ان يخطر ببال احد ان الجاني يترصد خطى الضحية وانه عازم على النيل منه إذ ما ان شاهده يبتعد عن أصدقائه ويسلك طريق العودة إلى منزله حتى لحق به مستغلا عتمة المكان وانهال عليه ركلا وضربا ثم طعنه على مستوى بطنه ولاذ بالفرار .واستنادا لهذه التحريات انحصرت الشبهة في المظنون فيه فتم تمشيط مسرح الجريمة والاحواز القريبة منها وأمكن القبض عليه. وباستنطاقه اعترف بما نسب إليه وذكر انه نشب بينه وبين الهالك خلاف حول جهاز تلفاز وحاسوب محمول اتفقا على بيعهما الا ان الضحية استولى على ثمنهما مشيرا الى انه عندما واجهه بذلك أنكر الأمر بتاتا وذلك رغم مواجهته بهوية المشتري وانه عندئذ ثارت ثائرته واندلعت معركة عمد خلالها الضحية إلى تعنيفه واستفزازه بفاحش القول وان بعض الحاضرين تدخلوا وفضوا النزاع إلا انه لم يتمكن من السيطرة على أعصابه وفي غفلة من الجميع ترصد غريمه والتحق به وباغته بطعنة على مستوى بطنه مؤكدا انه لم ينو قتله وإنما الانتقام منه فقط غير أن الإصابة تسببت له في نزيف داخلي كان سببا في هلاكه، وقد أعرب المتهم عن ندمه عما اقترفه في حق صديقه. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد تمسك الجاني بأقواله في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم الأبحاث وجهت له تهمة القتل العمد وأحيل على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية. وبمثوله أمام أنظار المحكمة أعاد أقواله السابقة وطلب من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الإمكان. أما الدفاع فقد التمس من هيئة المحكمة مراعاة ان نية موكله لم تكن القتل وأن النتيجة الإجرامية تعدت مقصده الإجرامي. المحكمة بعد سماع جميع الإطراف قضت بإدانة المتهم وسجنه بقية العمر فاستأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم والذي سيكون محل نظر محكمة الاستئناف بنابل في نهاية شهر جوان .