يتواصل تململ أهالي وأعوان الصحة بمستوصف معتمدية الجريصة من ولاية الكاف بعد تجمعهم أول أمس في ساحة المستوصف للمطالبة بضرورة التخلي عن خدمات إحدى الطبيبات التي تم إلحاقها مؤخرا بالطاقم الطبي للمستوصف مؤكدين «عجزها الواضح عن أداء مهامها ونقص خبرتها» على حدّ تعبيرهم ومطالبين السلط المعنية بالتسريع بتعويضها تجنبا لكوارث ولأخطاء طبية مستقبلية وفق تعابيرهم . وقال مهدي، موظف ل«التونسية» إن أخطاء الطبيبة المعنية قد تتالت سواء تعلق ذلك بسوء تشخيص الأمراض أو بتقديم وصفات خاطئة كادت تتسبب في مأساة بالمنطقة وهو ما تسبب وفق تعبيره في غضب وغليان واحتقان في صفوف الأهالي الذين لمسوا في تعيينها تلاعبا ولامبالاة في التعامل معهم وتابع قائلا « يشهد المستشفى نقصا فادحا في الموارد البشرية وفي التجهيزات خاصة وما زاد الحياة تعقيدا هو حلول هذه الطبيبة التي لا تمتلك الخبرة والكفاءة خاصة أنها لم تباشر مهنة الطبّ منذ 24 سنة وتحديدا منذ سنة 1990». وذكر مصدر من المستشفى ل «التونسية» أن الطبيبة المذكورة هي من المتمتعين بالعفوالتشريعي العام وأنها تفتقر للتجربة وللخبرة على حد تعبيره مستشهدا في هذا الغرض بالحادثة الأليمة التي جدت مؤخرا في المنطقة والتي أودت بحياة جنين مما أدى إلى عزوف المواطنين عن عيادة الطبيبة المشار اليها. وفسّر مصدرنا قائلا إن احد المواطنين تقدم بشكاية عدلية بعد أن فقدت زوجته جنينها الذي ظل في أحشائها ميتا لمدة 3 أيام بسبب الإهمال وبسبب سوء تقدير الطاقم الطبي بموعد حلوله . وعبّر البعض من الأهالي عن امتعاضهم من مظاهر الإقصاء والتهميش مؤكدين أن مرافق الحياة الكريمة باتت شبه غائبة في المنطقة خاصة منها ما تعلق بالقطاع الصحي الذي يشهد نقصا في التجهيزات وفي طب الاختصاص وفي الخبرات والكفاءات مستنكرين تدهور مرفقهم الصحي وتعثر الممارسات المهنية لإطارهم الطبي فيما قامت النقابة الأساسية للمستوصف في هذا الإطار برفع عريضة إلى المدير الجهوي للصحة بالكاف للنظر في هذا الموضوع لما يكتسيه من خطورة على صحة المواطنين وحياتهم. الإدارة الجهوية للصحة توضّح ولمزيد الاستفسار اتصلت «التونسية» بالدكتور ساسي بوريو متفقد جهوي بالإدارة الجهوية للصحة بالكاف الذي كشف أن التحقيق والأبحاث جارية لتحديد أسباب وفاة الجنين بالمستشفى المذكور فيما أكد مقابل ذلك انه لا مجال للتشكيك في خبرة الطبيبة المعنية وانها أثبتت كفاءتها على حد تعبيره وتابع في هذا الغرض «لقد قام المدير الجهوي بتعيين لجنة قامت بالتنقل إلى معتمدية الجريصة وأخضعت الطبيبة إلى اختبار وكانت أسئلتها شافية ومتكاملة وشخصيا اعتقد أن سوء التفاهم بين الطاقم الطبي وبين الطبيبة يعود إلى عدم التفريق بين طبيعة العلاقات والمعاملات وبين القيمة والمعرفة الطبية».