يعتبر المستشفى المحليّ بقصور الساف مرجعا ل13 مركزا للصحة الأساسية منتشرة في كامل المعتمدية وذلك من حيث الطب الاستعجالي والتصوير بالأشعة والتحاليل الطبية، لكن المتأمّل في الخدمات التي يقدّمها المستشفى خلال السنوات الأخيرة يلاحظ تراجعا في جودتها بالنظر إلى ظروف العمل الصعبة بسبب الإقبال المتزايد لعدد المرضى. فهذه المؤسسة تعاني من نقص الموارد البشرية في الاختصاصات الطبية وشبه الطبية وكذلك التجهيزات التي تكاد تكون مفقودة تماما، ولا أدلّ على ذلك من أنّ قسم التوليد بلا طبيب مختص إلى حدّ الآن ولا يوجد غيرّ قابلة تؤدي دور الطبيب وتسهر على رعاية المواليد الجدد، مع ما يترتّب عن ذلك من ضغط ومخاطر لا تحصى ولا تعد على صحة الأم والجنين في ظلّ تواصل تجاهل مطالب الأهالي بتوسعة هذا القسم وانتداب طبيب اختصاص. أما قسم الاستعجالي فقد بات هو الآخر عاجزا عن تقديم أبسط الخدمات الصحية للمواطن، ليتمّ تحويل وجهة أغلب المرضى إلى المستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية الذي أصبح يشكو من ضغط رهيب خلال هذه الفترة.
ومن جهة أخرى فإن متساكني منطقتي «البرادعة» و«الرشارشة» يعانون بدورهم من نقص فادح في الخدمات الطبية باعتبار أن المستوصف المحلي الوحيد لم يعد قادرا على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى الذي حان الوقت لتوسعته وتدعيمه بالإطارات الطبية، وبالمعدات الضرورية، ولم لا إقامة مستشفى محلي جديد يخفّف العبء على المستشفى المحلّي بقصور الساف، وحتى لا يبقى المرضى تحت رحمة طبيب يحلّ مرّة في الأسبوع للكشف عنهم خصوصا أولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة.