يكون الموعد اليوم مع اليوم قبل الأخير من منافسات الدور ثمن النهائي لمونديال البرازيل حيث تنتظر الجماهير العربية والإفريقية مشاركة ممثلي القارة السمراء نيجيرياوالجزائر أمام منتخبين من بين أفضل المشاركين في النسخة الحالية فرنساوألمانيا، وستكون الفرصة أمام «النسور الممتازة» و«محاربي الصحراء» للعب كل الأوراق من أجل بلوغ ربع النهائي ومزاحمة بقية المشاركين في أمل التقدم أكثر في المسابقة وتحقيق إنجاز فريق للكرة الإفريقية. ثأر بين الجزائروألمانيا المواجهة الأولى التي ستشد الأنظار وتدير الرقاب هي دون شك تلك التي يستقبلها ملعب «بيرا-ريو» في بورتو الغيري وتجمع المنتخبين الجزائري ونظيره الألماني في مباراة سيكون عنوانها الأبرز «الثأر»، للردّ على المؤامرة التي تعرض لها الجزائريون في مونديال إسبانيا 1982 لمّا اتفقت ألمانيا والنمسا على الصعود وإخراج الجزائر من السباق رغم فوزها في مباراتين.. ورغم أن موازين القوى والترشيحات بالنسبة للمنتخبين ليست متقاربة خاصة أن ألمانيا قادرة على تأكيد سمعة هجومها على غرار ما حصل أمام البرتغال في المباراة الأولى.. فإن المنتخب الجزائري رغم بدايته البطيئة عرف كيف يمر إلى ثاني الأدوار ورغم انشغال الجماهير بأهمية النتيجة فإن لاعبي الجزائر سيحاولون الظهور بندية وسيلعب البوسني «خليلوزيتس» من أجل تحصيل نتيجة إيجابية أمام منافس لن يكون ماردا ممنوعا من الخسارة، فكرة القدم وخاصة في نسخة هذا المونديال رفضت الخضوع للتوقعات والتاريخ الذي أطاح بإيطاليا وإسبانيا وإنقلترا شاهد على ذلك. ومن المنتظر أن تستعيد الجزائر صخرة دفاعها مجيد بوقرة الذي سيكون رفقة «حلّيش» أفضل تماسكا أمام مرمى الحارس رابس إمبولحي الذي قدم مردودا كبيرا في الدور الأول، بالإضافة إلى التعويل من البداية على الثلاثي «فيغولي» و«إبراهيمي» و»جابو» القادرين بسرعتهم وفنياتهم أن يحرجوا الألمان ويزوروا شباك الحارس «نوير».. في المقابل لن يغير مدرب «المانشافت» يواكيم لوف من خططه خاصة وأن الفريق يعتمد اللعب الجماعي والكرات القصيرة التي تعكس بأن تزويد بايرن مونيخ للمنتخب بعناصر في كل المراكز على الميدان ستؤثر على الخطط وطريقة اللعب، وكان «لوف» رفض الحديث عن الطابع الثأري للمباراة مشيرا إلى أن فريقه يمر بفترة جيدة وسيكون التركيز هو العنوان الوحيد بالنسبة له خلال هذه المواجهة.. الفوز في المواجهة سيكون مهما لكلا الفريقين فألمانيا التي تعتبر جدار برلين العازل في مونديال البرازيل تطمح لمواصلة الدرب نحو المراهنة على كأس عالمية تضاف إلى خزائنها أما الجزائر فالفوز وردّ الدين إلى الألمان هو الهدف أولا ثم إن التأهل إلى ربع النهائي سيكون إنجازا تاريخيا مهما للكرة الجزائرية.. بين «الديكة» و«النسور» المباراة الثانية لن تكون سهلة على المنتخبين الفرنسي والنيجيري، حيث سيبحث زملاء «أوبي ميكيل» عن تحقيق التأهل الأول لهم إلى ربع النهائي بعد أن فشلوا في مناسبتين سابقتين في نسختي 1994 و1998، لكن مهمة بطل إفريقيا لن تكون سهلة على الإطلاق خاصة أن منافسه سيكون منتخبا فرنسيا مغايرا عن النسخة الماضية لما ودع من الدور الأول بسبب مشاكل داخلية.. النسخة الحالية من منتخب «الديكة» تضم جيلا ذهبيا مكونا من لاعبين متميزين، والتعادل أمام الإكوادور المنسحبة في الجولة الأخيرة يأتي بسبب اختيار «ديشان» إراحة عدد من العناصر، المنتخب النيجيري الذي كان قريبا من إحراج الأرجنتين في دور المجموعات سيعول دون شك على حارسه ونجم من نجوم بطولة فرنسا الحارس فينسنت إينييما إضافة إلى بيتر أديمنغوي وأحمد موسى وعدد آخر من الشبان الذين كان الحظ إلى جانبهم وكان عبورهم هدية من منتخب البوسنة والهرسك الذي فاز على حساب إيران ليرافقها إلى مغادرة البرازيل.. المنتخب الفرنسي سيجد العديد من الصعوبات أمام النيجيريين لكن الخبرة والأسماء وطريقة اللعب التي ظهر بها «الديكة» في النسخة الحالية تجعل عشاق «Les Bleus» آملين في تكرار إنجاز 1998 الذي كان قريبا من الاكتمال في نسخة 2006 قبل أن يختار إيطاليا، فتشكيلة تضم «بن زيمة» و«بوغبا» و«ماتويدي» و«كاباي» و«جيرو» قادرة على الذهاب بعيدا والطمع في التتويج في غياب كبار القوم وبقاء البعض في الاستضافة الثانية للبرازيليين للمونديال.