اليوم العالمي لحرية الصحافة /اليونسكو: تعرض 70 بالمائة من الصحفيين البيئيين للاعتداءات خلال عملهم    اخلاء محيط مقر مفوضية شؤون اللاجئين في البحيرة من المهاجرين الافارقة    لجان البرلمان مستعدة للإصغاء الى منظمة "كوناكت" والاستنارة بآرائها (بودربالة)    وزارة الفلاحة ونظيرتها العراقية توقعان مذكرة تفاهم في قطاع المياه    توننداكس يرتفع بنسبة 0،21 بالمائة في إقفال الجمعة    كفّر الدولة : محاكمة شاب تواصل مع عدة حسابات لعناصر ارهابية    معهد الصحافة يقرر ايقاف التعاون نهائيا مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية    كأس تونس لكرة القدم- الدور ثمن النهائي- : قوافل قفصة - الملعب التونسي- تصريحات المدربين حمادي الدو و اسكندر القصري    بطولة القسم الوطني "أ" للكرة الطائرة(السوبر بلاي اوف - الجولة3) : اعادة مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي غدا السبت    الرابطة 1- تعيينات حكام مقابلات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات بجندوبة ..وحجز 41 صفيحة من مخدر "الزطلة"    سليم عبيدة ملحن وعازف جاز تونسي يتحدث بلغة الموسيقى عن مشاعره وعن تفاعله مع قضايا عصره    مركز النجمة الزهراء يطلق تظاهرة موسيقية جديدة بعنوان "رحلة المقام"    قابس : انطلاق نشاط قاعة السينما المتجولة "سينما تدور"    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها (رئيس دائرة الإنتاج الحيواني)    86 مشرعا ديمقراطيا يؤكدون لبايدن انتهاك إسرائيل للقانون الأميركي    بوريل..امريكا فقدت مكانتها المهيمنة في العالم وأوروبا مهددة بالانقراض    تصنيف يويفا.. ريال مدريد ثالثا وبرشلونة خارج ال 10 الأوائل    قرعة كأس تونس لكرة القدم (الدور ثمن النهائي)    إفتتاح مشروع سينما تدور    فتحي الحنشي: "الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية أصبحت أساسية لتونس"    المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    منير بن رجيبة يترأس الوفد المشارك في اجتماع وزراء خارجية دول شمال أوروبا -إفريقيا    فيلا وزير هتلر لمن يريد تملكها مجانا    القصرين: تمتد على 2000 متر مربع: اكتشاف أول بؤرة ل«الحشرة القرمزية»    بداية من الغد.. وزير الخارجية يشارك في أشغال الدورة 15 للقمة الإسلامية    بطاقتا إيداع بالسجن في حقّ فنان‬ من أجل العنف والسرقة    إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    المحمدية.. القبض على شخص محكوم ب 14 سنة سجنا    تالة: مهرجان الحصان البربري وأيام الاستثمار والتنمية    حالة الطقس هذه الليلة    مجلس وزاري مضيق: رئيس الحكومة يؤكد على مزيد تشجيع الإستثمار في كل المجالات    عاجل/ قضية "اللوبيينغ" المرفوعة ضد النهضة: آخر المستجدات..    عاجل/ أعمارهم بين ال 16 و 22 سنة: القبض على 4 شبان متورطين في جريمة قتل    العثور على جثة آدمية مُلقاة بهذه الطريق الوطنية    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    ألكاراز ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة بسبب الإصابة    توطين مهاجرين غير نظاميين من افريقيا جنوب الصحراء في باجة: المكلف بتسيير الولاية يوضّح    كرة اليد: بن صالح لن يكون مع المنتخب والبوغانمي لن يعود    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    الحماية المدنية:15حالة وفاة و500إصابة خلال 24ساعة.    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    منظمة إرشاد المستهلك:أبلغنا المفتي بجملة من الإستفسارات الشرعية لعيد الإضحى ومسألة التداين لإقتناء الأضحية.    السعودية: انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    أعمارهم بين 13 و16 سنة.. مشتبه بهم في تخريب مدرسة    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    خطير/ خبير في الأمن السيبراني يكشف: "هكذا تتجسس الهواتف الذكية علينا وعلى حياتنا اليومية"..    العمل شرف وعبادة    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    "أنثى السنجاب".. أغنية أطفال مصرية تحصد مليار مشاهدة    بايدن يتحدى احتجاجات الطلبة.. "لن أغير سياستي"    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان عبد الله الشاهد    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد نجيب الشابي (رئيس الهيئة السياسية العليا ل«الحزب الجمهوري») ل«التونسية»:المتشبّثون ب«الاتّحاد من أجل تونس» «شادّين في ببّوشة فارغة»
نشر في التونسية يوم 30 - 06 - 2014


«ما عندي خوف من حتّى حدّ»
نسعى لكسر القطبية السياسية في البلاد
أدركنا نوايا «نداء تونس» منذ البداية ولذلك غادرناه
حاوره: محمد بوغلاّب
رغم الأزمات والخيبات والانكسارات والحصار الطويل الذي تعرض له الأستاذ أحمد نجيب الشابي وحزبه، فقد تمكن الرجل من الصمود والخروج بأخف الأضرار، ومازال يحتفظ بحظوظه كاملة في أن يكون رجل المرحلة القادمة. فقد اختار نجيب الشابي في سنوات الجمر مدّ يده للإسلاميين ضدّ الاستبداد وفتح حزبه الديمقراطي التقدمي لكثير من الإسلاميين احتموا به من نار بن علي ورمضائه، ونغص على بن علي كل انتخابات صورية نظمها طيلة سنوات حكمه، وشن إضرابات جوع «انتحارية» كشفت الوجه القبيح للنظام، وقرر التخلي طوعا عن رئاسة «الحزب الجمهوري» لميّة الجريبي ليعطي المثل في التداول، ولكن الرجل لم يتخل لحظة واحدة عن زعامته التاريخية لحزبه وهو يخوض اليوم معركته الانتخابية الأخيرة بعد خمسة عقود من العمل السياسي بمرها وحلوها....
لقاؤنا كان في مكتبه في الساعة الثالثة، وحين إستقبلنا أحمد نجيب الشابي بتأخير خمس دقائق لم يتردد في الاعتذار ...ودون مقدمات شرعنا في الحوار وإليكم تفاصيله...
هل أنت من متتبعي مونديال كرة القدم؟
ساعة ساعة.
من أنصار أي منتخب ؟
الجزائر دون جدال، موش هكة؟ وأنا سعيد بترشح الجزائر للدور الثاني من المونديال فشعوبنا في حاجة إلى أن تفرح ولو ظرفيا...
هل أنت مغرم بكرة القدم؟
الحقيقة أنا لا أمارس هذه الرياضة ولكني «نتفرج من وقت لآخر»، مع أني أمارس الرياضة يوميا .
لم تمارس كرة القدم يوما؟
حين كنت صغيرا، ولكن مع الكبر لا
«تكوّر في السياسة» الآن؟
(يضحك) «كان حبّيت»، وفي كل الحالات أنا حين أمارس أيّة لعبة أحترم قوانينها وألعب بأخلاق، لا أريد أن أكون فائزا على حساب القانون والقواعد والأخلاق.
هل جهزت نفسك لشهر رمضان؟
أنا مثل كل التونسيين، شهر رمضان بالنسبة إلي هو مناسبة للم شمل العائلة والتلاقي والتزاور والإفطار يوميا مع العائلة. أما سياسيا فسأواصل سلسلة زياراتي الميدانية إلى الولايات ولذلك سأتناول الإفطار خارج البيت مع مناضلي «الجمهوري» في أكثر من مكان داخل الجمهورية.
هذه الزيارات في إطار الحملة الانتخابية السابقة لأوانها؟
لا بل هي في إطار التواصل مع المواطنين لأعيش معهم لحظة رمضانية
تركت جولات محمد السادس في شوارع العاصمة أثرا كبيرا لدى التونسيين، فلماذا لا نراكم في الشارع أنت وسائر رجال السياسة؟
والله شوف، أنا لم أكن يوما بعيدا عن التونسيين أبناء وطني، وهم يعرفون أني لم أتخلف يوما عن مساندة أية قضية من قضاياهم السياسية او المعيشية وكنت أعيش تحت رقابة الأمن زمن بن علي وأمر في شوارع العاصمة وغيرها، الآن تغيرت الظروف فنحن نواجه إرهابا يهددنا بالتصفية والاغتيال ولذلك قلّ مجال تحركي وأنت تعرف أني مهدد بشكل مباشر ورأسي مطلوب بشدة من طرف الإرهابيين لذلك فالاحتياط واجب ولكني مؤمن بقدر الله وراض به...
مفاجأة الملك محمد السادس أثلجت صدورنا لأنه عبر عن تواضعه وحبه لتونس وهذا ما أثر فينا، عامل المفاجأة مهم في هذا الموضوع، ولكني لست زائرا لتونس، أنا مواطن أعيش وأحيا تحت حماية الأمن بارك الله فيهم.
متى سينتهي هذا الوضع بالنسبة إليك؟
حين ننتصر على الإرهاب.
لاحظت إنزعاجك من التقاط صور لك من طرف زميلنا المصور الصحفي؟
(ينظر إلي بشيء من الاستغراب)هل لاحظت هذا فعلا؟ لا أعرف، ربما كان مرده تربيتي منذ الصغر.
عليك أن تغير هذا الطبع إن كنت تعتزم الوصول إلى قصر قرطاج، ستكون وقتها تحت الأضواء كل الوقت؟
(مبتسما) وين هاززني سي محمد؟ توقعت أن تكون اسئلتك سياسية كالعادة ولكني فوجئت بهذه الأسئلة ...
الرؤساء بشر فيهم من يحب الصور وفيهم من هو زاهد فيها وفعلا انا «ما نحبش برشة التصاور» إلا إذا التقطت بشكل عفوي ودون تركيز مني على المصور، ربما هذه مسألة نفسية.
هل هنأت عبد الفتاح السيسي برئاسته لمصر؟
وهل كان واجبا عليّ أن أفعل ذلك؟ لا صلة لي به ولست رئيس دولة لأهنئه، أنا مسؤول في حزب سياسي خارج السلطة ولم يكن مطروحا أن أهنئه.
سألتك قياسا على مبادرة الباجي قائد السبسي بتهنئته؟
لعل من هنأه من الأحزاب السياسية له دواع ودوافع ليست هي دوافعي، أنت تعرف جيدا الوضع في مصر وهو يحزنني.
رغم تنظيم الانتخابات وفوز السيسي؟
خاصة بعد الإنتخابات.
تلمح إلى الأحكام التي رآها البعض قاسية؟
هل تقبل أنت الأحكام الصادرة في حق زملائك الصحافيين؟ هل تقبل الأحكام الصادرة بالإعدام بالمئات ضد سياسيين حتى لو إختلفنا معهم ؟ «أنا نحب بلادي ونحب للبلدان الشقيقة ما أحبه لتونس» نحن في جنة قياسا بكثير من البلدان العربية الوضع في ليبيا محزن، في مصر لا يفرح، الوضع في سوريا كارثي وكذلك في العراق، نحن نحمد الله لأننا وفقنا في الاهتداء إلى الصيغة السلمية والسياسية لإنهاء المسار الإنتقالي.
هل اختفاء السيدة مية الجريبي الأمينة العامة ل«الجمهوري» برغبة منها أو في إطار خطة إتصالية تجعلك النجم الأوحد في الحزب؟
اولا السيدة مية ليست مختفية، ثانيا لم أكن يوما نجما ولا نجما أوحد لا في «الجمهوري» ولا خارجه، أنا أحمد نجيب الشابي ذلك المواطن التونسي الذي وضع نفسه منذ خمسين عاما في خدمة شعبه والمطالبة بحياة سياسية ديمقراطية تعبر عن إرادة التونسيين، الأخت مية تدير الحزب وتقوم بدورها القيادي على أتم وجه، يوم الثلاثاء أخذت الكلمة بإسم كتلة الجمهوري في المجلس التأسيسي وقبلها كانت على رأس وفدنا لمؤتمر حزب «المسار» وقبلها ترأست إجتماع 157مسؤولا عن فروع الحزب في مدينة المهدية وهي تقود الحزب على كل الجبهات وهي تحبذ أن تحتجب إعلاميا خلال هذه الفترة وهو خيارها الشخصي ولا صلة له بمسألة ترشحي للرئاسة.
متى ستعلن عن ترشحك للرئاسة؟
يجب أولا أن اقرر ذلك.
سي نجيب كل التونسيين يعرفون أنك ستترشح؟
هذا من حسن ظنهم بي دون شك، ما أقوله لك، اليوم أصبحنا نعرف مواعيد الإنتخابات الرئاسية والتشريعية ولابد من إستشارة هياكل «الجمهوري» وقواعدها.
مقاطعا، أنت زعيم الحزب التاريخي هل فعلا ستستشير هياكل الحزب قبل أن تعلن ترشحك؟
(هنا تتغير نبرته وكأنه يهمس ) والله صدقني «الحزب الجمهوري» حزب ديمقراطي بأتم معنى الكلمة ولا تتوقع مني أن أترشح للرئاسة أو لغيرها دون استشارة هياكل الحزب.
لو عبر أحد قياديي «الجمهوري» عن رغبته في الترشح لرئاسة الجمهورية فماذا يكون ردك؟
وأين المشكل في ذلك؟
لن تقوم بتصفية منافسك سياسيا؟
عد إلى تاريخي ومختلف المحطات السياسية التي مررت بها وتأمل إن وجدتني يوما أزحت خصما أو منافسا. حتى الذين غادروا «الحزب الديمقراطي التقدمي» أو «الجمهوري»، قلتها وأعيدها، لم يطرد شخصا واحدا» ثمة ناس تقلق وما تلقاش روحها في التوجه السياسي متاعنا « فتقرر المغادرة ولكننا لم نطرد مناضلا واحدا من «الجمهوري» وقبله من «التقدمي»، لا يمكن أن ندافع عن الديمقراطية في البلاد وحرية الناس ولا نمارسها داخل حزبنا.
هل تشعر بأنك مازلت محل توافق داخل الحزب «الجمهوري» لتكون مرشحه الرئاسي؟
«الحزب الجمهوري» اكتسب متانة ووحدة سياسية بعد أزمة الصيف الفائت، هناك درجة عالية من الحماسة والتفاؤل بالمستقبل.
دعوت لمؤتمر للوسط الديمقراطي الاجتماعي رغم فشل كل محاولاتك التجميعية السابقة؟ «ما شعفتش»؟
شوف، التعدد باهي والتشتت خايب.
تتحدث عن التعدد السياسي طبعا؟
الثابت اني لا اتحدث عن تعدد الزوجات (يضحك بكثير من العفوية) اقصد تعدد الأحزاب، تتحدث عن تجارب التوحيد والتجميع؟ لنتفق على شيء، الأحزاب مثل الجسد الحي هناك خلايا تولد وتنمو وأخرى تنتهي مهمتها حتى لا أقول تموت كيفاش تحب الجسم يبقى هو نفسه ؟ عدة كوادر غادرتنا لأسباب تهمها هي بالأساس ونحن نأسف لذلك على إمتداد سنوات عملنا السياسي ولكننا واصلنا على النهج نفسه التجمعات التي قمنا بها كانت من أجل تحقيق التوازن في الساحة السياسية وإن كنت تريد الحديث عن «الإتحاد من أجل تونس» أقول لك لقد إتضح الآن صواب ما قلناه وبسببه غادرنا هذا الإتحاد لأنه لم تكن هناك نية حقيقة لتكوين جبهة انتخابية(نداء تونس قرر مؤخرا خوض الانتخابات تحت إسم نداء تونس) الآن لا يمكن تغطية عين الشمس بالغربال.
هل تشعر بأنه تم خداعكم في «الاتحاد من أجل تونس»؟
أبدا .
هل تشعر بأن «نداء تونس» «خدم بيكم» في مرحلة ما ثم قرر المضي منفردا في السباق؟
هذا موضوع ثان مختلف، لم يخدعنا أحد ومن يظن أنه خدع أحدا فقد خدع نفسه، وقد كان واضحا بالنسبة إلي منذ اليوم الأول أن فكرة الجبهة الانتخابية لم تكن موجودة لا في مستوى النية ولا الرغبة ولا الإرادة، وبالتالي من أراد أن يعتقد خلاف ذلك فلا يلوم إلا نفسه «ما يلومش الطرف الآخر»، بالفعل «نداء تونس» كان في حاجة إلى حزام ديمقراطي وواجهة ديمقراطية من الليبراليين واليساريين» وجاب الناس إلي دخلو معاه «بعضهم إنسلخ من الحزب الجمهوري نفسه» وبعد أن إكتمل مشروع «نداء تونس» واتضحت طبيعته افترق عن هذا الحزام الذي كونه في البداية وبدأت تتشقق الواجهة الديمقراطية التي إنبنى عليها في البداية «ما تقليش هذا توظيف لنا أو لا»، ولكني وصفت لك ما حدث بطريقة موضوعية.
هل أنتم معنيون بمبادرة المسار الترشح في الانتخابات التشريعية بقائمات تحت راية الإتحاد من أجل تونس؟
لا نحن غير معنيين.
تماما؟
تماما.
هل تم الإتصال بكم من طرف حزب المسار؟
لا،
هل موقفكم هو رفض الدخول في قائمات «الإتحاد من أجل تونس»؟
ما عنّاش عقدة مع هذا الإسم، «الإتحاد من أجل تونس» إنفرط ومات ومن يتمسك بتلابيبه فهو يتمسك بجثة هامدة لن تثمر شيئا، اليوم تشكلت جبهة أخرى ومازال الحديث عن الإتحاد من أجل تونس(يلمح للجبهة الوطنية)، اكبر طرف في الإتحاد قال لهم «مانيش قاعد معاكم،» الحزب الجمهوري غادر الإتحاد منذ ستة أشهر تزيد، «وباقي الناس شادين في ببوشة فارغة»، أعتقد أن هذا الإطار لن يكون فاعلا ولا مؤثرا في الحياة السياسية ولكن بعض الناس لا يريدون النظر إلى الواقع كما هو فهذا الإطار كان وهما منذ تأسس وجاء الوقت ليتخلى عنه الناس وينصرفوا عنه لطرق مؤدية أكثر.
هل سيترشح «الجمهوري» بقائماته المستقلة في التشريعية؟
نحن نتوجه الآن إلى الترشح في كل الدوائر الإنتخابية داخل تونس وخارجها بإسم «الحزب الجمهوري»، هذا هو إتجاهنا ولكننا لم نتخذ القرار بشكل نهائي، نحن مستعدون لإبرام إتفاقات إنتخابية إن كانت ممكنة، لم نغلق باب الاتفاقات لكن استعداداتنا وخياراتنا تتجه نحو الترشح تحت راية «الجمهوري» وأريد أن أوضح لك أن تعدد القائمات ليس مضرا إن لم يكن فيه تشتت سياسي.
ما المقصود بالتشتت السياسي؟
خطأ الديمقراطيين سنة 2011 لم يكن دخولهم بقائمات متعددة، خطأهم كان في خوض الإنتخابات بمشاريع سياسية مختلفة مما سهل استقطاب حزبين من طرف حركة «النهضة» ودفع البلاد في المسار إليّ مشينا فيه، لأنهم في المحصلة كان لهم تقريبا نفس حصيلة حركة «النهضة» ولو وحدت القوى الديمقراطية مشاريعها لما عشنا ما عشناه خلال السنوات الماضية بعد 23 أكتوبر 2011.
هل إستوعب الديمقراطيون الدرس؟
لا أعتقد ذلك (يكررها مرتين).
لماذا هذا الجزم؟
لأنها مازالت متمسكة بضرورة الدخول في قائمات موحدة وهو خيار خاطئ، حتى من الناحية الحسابية لو ننطلق من معطيات 23 أكتوبر 2011 نصف التونسيين صوتوا والنصف الآخر لم يصوت، عدد الدوائر هو نفسه، مثلا الدائرة الانتخابية فيها ثمانية القاسم الانتخابي هو كذا، إذا افترضنا أن قطبي الحياة السياسية كل واحد له 30 في المائة.
تقصد «نداء تونس» و«النهضة»؟
مثلا، على فرض هذا «حتى واحد منهم ما ياخو اكثر من 63مقعدا « اي انه لا يوجد اي حزب مهيمن، و96 مقعدا نيابيا المتبقية، اقصى ما يمكن ان يناله حزب هو 29 مقعدا في مجلس النواب وبالتالي لو تترشح كل القوى الديمقراطية في قائمة واحدة اقصى ما تحققه هو 29مقعدا بينما لو ترشحت بقائمات متعددة فهي مرشحة للفوز بأكثر مقاعد في التشريعية ومضاعفة العدد(29) ولكن المهم أن يكونوا كتلة سياسية موحدة على مشروع سياسي «عارفين شنوة يحبوا يعملوا بمقاعدهم وشنوة طارحين على تونس» ومع الأسف هذا غير موجود حاليا.
يصدق عليهم قوله تعالى»نحسبهم جميعا وقلوبهم شتى»؟
وهو كذلك بارك الله فيك، وهذا معنى دعوتي لعقد مؤتمر سياسي لقوى الوسط.
من تقصد بقوى الوسط؟
أقصد الوسط الديمقراطي الاجتماعي المؤمن بالديمقراطية الجامعة لا الديمقراطية Exclusive.
«نداء تونس» من بين هذه الأحزاب؟
لا لا، هدفنا هو كسر القطبية بين «نداء تونس» وحركة «النهضة»، وبالتالي القوى الديمقراطية الاجتماعية التي تملك رؤية مستقبلية تلتزم بها بإمكانها أن تشارك في صياغة نهج بديل يمكن أن يكون وازنا في الساحة السياسية ويمكن الناخب من الإختيار بعيدا عن إكراهات القطبية السياسية، وإذا لم يتم هذا التوجّه فأنا أخشى ان تعزز الإنتخابات القادمة اختلال التوازنات.
كان لافتا تصريحك للزميلة «آخر خبر» هذه معركتي الانتخابية الأخيرة لأرتاح وأريح خصومي السياسيين»؟
(يضحك)
تؤكد هذا التصريح؟
ليس من مهمامي أن أريح أو أعكر صفو خصومي السياسيين لهم دربهم في الحياة في وجودي أو غيابي.
لو لم تنجح في الوصول إلى الرئاسة فهل ستتقاعد؟
من حقّ مَنْ كابد النضال السياسي لمدة خمسة عقود كاملة كما فعلت أن يرنو إلى الراحة .
تقصد التقاعد؟
بالفعل التقاعد عن الحياة السياسية، Les indispensables peuplent les cimetieres (من يظنون أنفسهم لا غنى عنهم تمتلئ بهم المقابر) وأنا لست ممن يظن نفسه لا استغناء عنه أو لا يمكن تعويضه، الحياة تستمر بي أو بغيري، وأعتقد أني قمت بالمهمة وأكثر في سنوات صعبة وقاسية وهذه المعركة الانتخابية القادمة لا يمكنني أن أتخلى عنها لأن مصير تونس متوقف عليها وبمجرد وقوعها فسأحدد قراري أن أواصل مهامي إن كانت النتائج تبين أن لي دورا، أو أغادر الحياة السياسية وأرتاح، وضميري مرتاح.
بمعنى هل ستغادر المشهد السياسي لو فشلت في الانتخابات؟ رجل السياسة لا يموت إلا وهو في القبر؟
شوف، قلت لك من يظن نفسه ان الحياة تتوقف عليه فهو مخطئ، وانا لست من هؤلاء، انا قمت بالواجب ونذرت نفسي للقيام بواجبي تجاه وطني وشعبي، وسأخوض المعركة القادمة وضميري مرتاح لأني أشعر بأني لم أخذل من وثق بي من التونسيين.
هل تشعر بأنك تتمتع بحظوظ في الفوز بالرئاسة؟
شوف، إن ترشحت فلأني أعتقد بأن لي حظوظا ولأني أعتقد بأنني الأفضل، من يترشح للرئاسة ولا يملك هذين المنطلقين فهو ظالم نفسه في المقام الأول والأفضل أن يلازم بيته.
هل أنت متأكد من ثقة الناخبين فيك؟
والله لو شعرت لحظة واحدة خلال زياراتي الميدانية في كل البلاد بأنه غير مرحب بي لما فكرت أصلا في الترشح، لا أستقبل إلا بالاحترام والتقدير، ولا أرى إلا الثقة ويبادلونني ما يدل على ثقتهم في صدقي ومصداقيتي وخبرتي واستقامتي ولكن الصندوق هو الذي سيقرر، هذا إن ترشحت.
ما الذي فعلته في واشنطن خاصة أنك زرتها صحبة علي العريض رئيس الحكومة السابق؟
هذه ليست اول مرة أزور واشنطن، وحين أزور أي بلد لا يطلب مني ان امنع الآخرين من زيارته، هذه المرة مركز الإسلام والديمقراطية وهو منظمة امريكية يراسها سي رضوان المصمودي هو من وجه لي الدعوة، وهي ليست أول مرة يدعوني فقد سبق أن لبيت دعوة المنظمة بواشنطن سنة 2006 وبالرباط سنة 2009، انا استجيب للدعوات التي تصلني لزيارة الولايات المتحدة لنعرف المناخ السياسي هناك وكيف ينظر إلى العالم ولأبلغ رسائل أعتقد انه من مصلحة تونس ان تصل لصناع القرار في واشنطن.
رضوان المصمودي إسلامي الهوى وهو من قدماء الاتجاه الإسلامي وكان مرشح «النهضة» لتقلد منصب سفير تونس بواشنطن لولا اعتراض المرزوقي؟
استضافني إسلامي الهوى وإستضافني «المحافظون الجدد» وقامت القيامة كيفاش تمشي L'American Enterprise Institute for Public Policy Research وإستضافني المعهد الجمهوري الدولي، وليس شرطا أن أشاطر توجهات صاحب الدعوة أو ميولاته.
لا توجد خطوط حمراء في هذا المجال؟ تقبل كل الدعوات؟
عندي خط احمر واحد هو محتل فلسطين، عدا ذلك ما
عندي حتى خط احمر المقاطعة هي الحد الأدنى في التضامن مع الشعب الفلسطيني.
هل سافرت مع علي العريض في الرحلة نفسها؟
سافرنا في الطائرة نفسها وعدنا معا أيضا.
هل جلس إلى جانبك؟
لا لم نكن في مقاعد متقاربة لكننا أقمنا في الفندق ذاته وتبادلنا اطراف الحديث معا وكل واحد منا على موقفه، ما الذي تهدف إليه من اسئلتك هذه سي محمد؟
هل تنظران في إتجاهين متوازيين لا يلتقيان؟
سؤالك بصيغته هذه بين الأدب والحسابات لا يعكس السياسة، كلانا سافر بشكل مستقل عن الآخر وعبر كل واحد منا عن موقفه وحزبه.
ولكن السفرة المشتركة اتاحت لكما فرصة تبادل الآراء؟
وهل كنا في حاجة إلى السفر لنتحدث معا؟ ما الذي كان يمنعنا من الحديث هنا في تونس؟
الغنوشي وقائد السبسي إلتقيا في باريس ليتحدثا؟
«انا ما نعملش هكة» حين أرغب في ملاقاة راشد الغنوشي «يا نمشيلو، يا يجيني هو» وحين أريد الحديث مع قيادات حركة «النهضة» فيمكن ان ألاقيهم في رحاب المجلس التأسيسي أو يأتون إلى مكتبي أو نتناول الغداء معا ويمكن ان تلتقط لي صورة تنشر فورا على الفايسبوك «تعرفش علاش؟ لأني لا اتقن التخفي ولست في حاجة إلى السفر إلى الولايات المتحدة لأتحدث مع علي العريض الذي عرفته منذ سنة 1984 «ما عنديش مشكل متاع تواصل معاه».
مرة يتم تصويرك على انك حليف «النهضة» تتحرك تحت جناحها ومرة تظهر معارضا شرسا لها فاين الحقيقة من هذا وذاك؟
اعطني مرة واحدة كنت فيها تحت جناح «النهضة» أو غيرها، اعطني يوما كنت تحت جناح اي حزب غير حزبي، حين كنا في تحالف مع «نداء تونس» كنا في توتر مستمر لأننا مختلفون سياسيا، يمكن ان نتحالف مع طرف سياسي كما فعلنا في 18 اكتوبر مع «النهضة» وغير «النهضة» في تحد للاستبداد، وتحالفت مع «نداء تونس» لتحقيق التوازن في الحياة السياسية، ولكنني لم اكن يوما تحت جناح أيّة قوة، كنت دائما في علاقة ندية من اجل ما نعتقد انه الصالح العام، والظروف السياسية تتغير، اي قوة سياسية يمكن ان نلتقي معها في إطار المصلحة العامة والشفافية «ما عندي خوف من حتى حد».
هل إستفسرت من «النهضة» عن المقصود من مبادرتها التوافق على مرشح رئاسي؟
غدا سيزور وفد من حركة «النهضة» مقر الحزب الجمهوري ونتحدث في هذا الموضوع، ونحن مبدئيا لنا قراءة نقدية لهذا التمشي لأن التنافس في رأينا حر والمواطن التونسي هو الذي يختار مرشحه الأفضل لكن لا يمكن أن نشترط الاتفاق قبل أن نذهب لصندوق الإقتراع، ولا يوجد أي مبرر لهذا الخيار.
من هو المرشح الأوفر حظا من بين المرشحين المحتملين للرئاسة؟
إن حذفت «الأوفر» فسأجيبك إنه الباجي قائد السبسي، له حظوظ ولكن ان يكون الأوفر حظا «ما نعرفش»، فبإستثناء الباجي الذي تعطيه عمليات سبر الآراء نسبة 19بالمائة.
«مقاطعا» بعض عمليات سبر الآراء منحته 29بالمائة من نوايا التصويت؟
عمليات سبر الآراء ننظر إليها بتحفظ لنفترض انها 29 بالمائة، فليكن، بإستثنائه هو « البقية في محرمة متاع خمسة وستة بالمائة» «dans un mouchoir» هذا يدل على أن رؤية الرأي العام مازالت غير واضحة وبالتالي فإن اللعبة مازالت لم تحسم بعد وكل الاحتمالات واردة.
صرّح الباجي قائد السبسي بأنه سيترشح إن لم يجد المرشح القادر على قيادة تونس؟
كيف تريدني أن أعلق على كلامه؟ هو حرّ في تقديره للأمور وتقييمه للأشخاص لكن ما أعلمه أن حزبه رشحه وأنّه قبل الترشيح.
كيف هي الوضعية المالية ل«الجمهوري» اليوم؟
الوضعية المالية محدودة، لسنا في الوضعية التي كنا عليها في إنتخابات 23 أكتوبر 2011 ونحن نعول أساسا على مواردنا البشرية لا على القوة المالية خاصة أن القوانين التي وقع سنها تضيق مجال تمويل الحملات الانتخابية ونحن نأمل أن تقلص هذه التشريعات فعليا من تأثير المال على العملية السياسية.
هل ضعف الموارد المالية عقبة قد تحول دونكم والفوز في الإستحقاق الإنتخابي؟
نحن نفكر بمقاربة أخرى مختلفة، لأننا نعول على العنصر الحاسم وهو الموارد البشرية.
هل شرعتم في تشكيل قائماتكم الإنتخابية خاصة وأن تجربة 23 أكتوبر عرفت بعض الهزات في الحزب مثال ذلك ترشيحكم لمهدي بن غربية من خارج الحزب عوض الكاتبة العامة للحزب ببنزرت سعاد حجي ؟
صحيح.
هل ندمت على ترشيحكم لمهدي بن غربية تحت راية «الجمهوري»؟
بعد النتيجة التي وصلنا إليها بانسحاب السيد مهدي بن غربية من الحزب أشهرا قليلة بعد الانتخابات يجعلني لا أعيد الكرة لو كان لي أن أعيدها.
هل تشعر بأنك أخطأت في حق السيدة سعاد حجي؟
المسألة ليست شخصية، كنا ننتظر من السيدة سعاد حجي ان تقبل ان تكون رقم 2 في القائمة، كنا نطمح للفوز بقائمة يرأسها وجه له ثقل انتخابي في جهته ولكنها رفضت ذلك، لو تطرح مستقبلا هذه الوضعية فلن يكون خطأ أن نراهن على شخصية وازنة تتبنى مشروعنا السياسي، الحياة فيها دائما مفاجآت، من حيث المبدأ التمشي ليس خاطئا لأننا انتهجنا الطريقة نفسها في دائرة أخرى ولم تحدث أيّة أزمة، السياسة مثل الحياة في كل انتخابات هناك حزب رابح وحزب خاسر، الحياة لا تتوقف، نحن حددنا جملة من المقاييس للإنتخابات القادمة في لائحة وقع اعتمادها والمبدأ أنه سيقع إختيار المرشحين من طرف جامعات الحزب ويقوم المركز بالتزكية، لا أريد أن أدخل في التفاصيل ولكن التمشي واضح لدينا والأولوية لاختيار القواعد للمرشحين ضمن قواعد مضبوطة لا بد ان تتوفر في كل جامعة من جامعات «الحزب الجمهوري».
هل أنتم راضون على نسق إلتزام حكومة مهدي جمعة بخارطة الطريق؟
لا، النسق لا
الحكومة أظهرت حسن النية؟
المبدأ في السياسة هو سوء الظن لذلك تم التفريق بين السلطات، حكومة مهدي جمعة قدمت شيئا مهما هو التهدئة السياسية كما حافظت على المناخ الاجتماعي السليم الوضع الأمني تحسن نسبيا وزمام المبادرة أصبح بيد قوات الجيش والأمن لا بيد الإرهاب، الحكومة قطعت خطوات في محاصرة العنف السياسي ومراجعة التعيينات هي خطوات دون المنتظر بكثير لأنه لابد من توفير المناخ الملائم لإجراء الانتخابات حتى لا تتعرض نتائجها للطعن من طرف أيّة جهة لأنه لا قدر الله لو حدث طعن في الانتخابات تونس لن تستقر بعدها، لذلك لابد من توفير مناخ سليم لإجراء الإنتخابات بتحييد الإدارة وتحييد المساجد بشكل تام، لكن ينبغي الانتباه إلى أنه لم يقع أي تحسن في الوضع الاقتصادي فنسبة المديونية زادت ب12.3 بالمائة وإرتفعت الأسعار ب7.8 بالمائة في أفريل الماضي، الاستثمارات تراجعت بنسبة 13في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مدخراتنا من العملة الصعبة لا تتجاوز 94 يوما، السياحة لا تبشر بالكثير... «هنا إستغرق محدثي بحماس في سرد طويل لأرقام ومؤشرات دون العودة إلى أي وثيقة مما يكشف تمكنه من الموضوع» كل هذا كان متوقعا لأنه لا الوقت ولا الإمكانيات كانتا تسمحان بفعل الكثير من الجانب الإقتصادي، في المحصلة مهمة سي مهدي جمعة هي تماما مثل مهمة سي الباجي قائد السبسي سنة 2011 أن يوصلنا إلى الانتخابات بسلام وفي مناخ آمن وشفاف، إن تحقق هذا فقد نجح في مهمته أما الإصلاحات الاقتصادية فلم أنتظرها يوما لأني كنت أعلم أنه لا يملك لا الوقت ولا الإمكانيات.
ومؤتمر الحوار الإقتصادي؟
لنكن صرحاء، ماذا يمكن أن يتحقق من هذا المؤتمر إن كنا نطالب بكل شيء وحالا « برشة ناس تحب كل شيء توة» لو أن الحوار الإقتصادي ينتهي إلى توافق على الإصلاحات الضرورية مع تأجيلها إلى الحكومة القادمة وأن هذا التوافق يسند الحكومة التونسية الحالية بأن نقنع شركاءنا والصناديق الدولية بأن هناك توافقا على هذه الإصلاحات وأن نترك برنامجا إصلاحيا للحكومة القادمة، هذا السقف أعتبره إيجابيا، غير هذا أعتبره نظرة غير واقعية.
هل تثقون في هيئة شفيق صرصار؟
نعم نثق في الهيئة المستقلة للإنتخابات وفي رئيسها شفيق صرصار.
كيف تنظرون إلى الوضع في ليبيا؟
أنا قلق جدا من الوضع في جارتنا ليبيا لأنه يتحرك وفق ديناميكية القطبية الثنائية مع استعمال العنف والإحتكام للسلاح وهذا يهدد وحدة ليبيا ويمكن أن ينعكس على تونس لذلك أعتقد ان الدفع لحل على الطريقة التونسية ببسط نفوذ الدولة وجمع السلاح ومحاصرة الإرهاب وضمان تعايش مختلف الفرقاء السياسيين تحت خيمة واحدة لو نتوصل إلى دفع إخواننا الليبيين في هذا الإتجاه يمكن أن نتوصل إلى حل
هل يمكن لتونس ان يكون لها دور في ليبيا؟
أعتقد أن عدة أطراف تحاول القيام بهذا الدور، هناك محاولات من الشيخ راشد الغنوشي ومن رئيس الجمهورية، انا شخصيا تلقيت دعوة من السيد محمود جبريل لحضور اجتماع في طرابلس ولكني اعتذرت لأسباب أمنية ،على كل حال الوضع في ليبيا مقلق.
كيف تختم هذا الحوار؟
أريد أن أقول للتونسيين بأني افهم خيبة أملهم ثلاث سنوات من الثورة وأنه لم يتحقّق شيء من أحلام الثورة ومطالبها وأتفهم انكفاء الشباب على نفسه وعزوفه عن الحياة السياسية» ولكن نحب نقول للتوانسة «فكروا في أن مصيرنا أصبح بأيدينا ولا يمكن لأي حل أن يأتينا لا من فوق ولا من الخارج، نحن أسياد بلادنا وليس أمامنا سوى صندوق الاقتراع لاختيار من سيدير البلاد في المرحلة القادمة، هذه فرصتنا فلا تضيعوها لنعيد بلادنا إلى السكة والتقدم، تونس في حاجة إلى قيادة سياسية تعيد النهوض بالمشروع الوطني وتعيد الأمل للتونسيين ومطلوب من التونسيين أن يختاروا متعظين بالخبرة الماضية وإن أخطأنا مرة أخرى فذلك قدرنا ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.