قال توفيق خلف الله أستاذ جامعي بكلية الطب بالمنستير وطبيب شغل ل«التونسية» انّ حوالي 10 بالمائة فقط من التونسيين يعانون خلال العمل في شهر رمضان جرّاء السهر وقلة ساعات النوم ونتيجة إضطرابات نفسية وأخرى في الطعام. وأكدّ خلف الله انه خلافا للإعتقاد السائد الذي يقول إنّ أداء العمّال والموظفين يتقلص في شهر رمضان تبيّن له من خلال البحوث والتجارب التي أجراها أنّ نسق العمل هو ذاته في رمضان، وان الإنتاجية تحافظ على نسقها المعتاد خلال شهر الصيام. وكشف محدثنا انه قام ببحث في 2004 مؤكدا انه يكاد يكون البحث الوحيد في الوطن العربي والغربي معتبرا أن اغلب البحوث الأخرى كالمغرب مثلا تتحدث عن رمضان وتأثيراته على الصحة وليس على العمل ،وقال ان هذا البحث شمل أكثر من 200 عامل في تونس وأنه تمت متابعة نسق عملهم طيلة شهر رمضان والفترة التي تليه، مضيفا انه تم أيضا قياس نبضات القلب لأنها تعكس المجهود المبذول وأنه تبين من خلال هذا البحث انه لا يوجد ايّ فرق بين العمل في رمضان والعمل خلال بقية أشهر العام. وكشف خلف الله ان ما دفعه إلى القيام بهذا البحث هو انّ الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت في تلك الفترة تطرد الموظفين المسلمين ومنهم عدد هام من زملائه بتعلّة ان إنتاجهم يتراجع في رمضان، وقال ان هذا الأمر كان يتم دون الإستناد إلى بحوث علمية. واعتبر محدثنا انه باستثناء الأعمال الشاقة كالفولاذ والتي تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا فإن بقية الأنشطة سواء كانت في مجال البناء أو الفلاحة أو الصيد البحري ومهما كانت طبيعتها لا تتأثرّ بالصوم. وأكدّ انّ معدل ساعات النوم في شهر رمضان يقلّ لدى عدد هام من الموظفين والعمّال جرّاء السهريات وبقائهم مستيقظين إلى أوقات السحور، وقال انه عوض النوم 6 و7 ساعات فإن كثيرين ينامون 3 ساعات فقط، معتبرا انّ هذا الأمر له تأثيرات كبرى على العمل وقال ان الفترة الأولى أي خلال يومين أو ثلاثة قد تمر بسلام لكن تراكم النقص في النوم قد يؤدي الى النوم أثناء السياقة وفي مكاتب العمل . وأضاف محدّثنا انّ الصوم ل18 ساعة لا يؤثر في الصائم لأنه عادة يتحصل على حاجياته الغذائية من الطعام في الليل ، مؤكدا ان جسم الإنسان وبعد مضي يومين أو ثلاثة يتأقلم مع الصوم وتتعدل ساعته البيولوجية، ملاحظا ان الصوم صحي لأن اغلب السموم تطرد من الجسم وكذلك من المعدة، وقال ان عدة أشخاص في أوروبا تفطنوا الى فوائد الصوم وأصبحوا يلجؤون الى الصوم 5 أو 6 أيام لتنظيف أجسامهم من السموم . وأكد توفيق خلف الله أن المدمنين على الشاي او القهوة او التدخين يتأثرون بغياب النيكوتين او المنبهات من الجسم فيشعرون بآلام في الرأس وبالعصبية الزائدة فتظهر عندهم ما يعرف ب«حشيشة» رمضان ،وقال انّ أخطر ما قد يقوم به الشخص هو تدخين سيجارة مباشرة بعد الآذان. وأضاف انّ العوامل التي تؤثرّ على الشغل وتساهم في تراجع الإنتاجية هي اضطرابات النوم وخاصة الإفراط في الأكل وتناول الدهنيات والسكريات، معتبرا انّ هذه الأشياء وفي ظلّ نقص الحركة تدخل اضطرابات على المعدة فتؤثر على صحة الشخص. واعتبر محدثنا ان التخلي عن السحور قد يؤثر على أداء العامل، مؤكدا ان هناك فرقا بين العامل الذي يتناول السحور واولئك الذين يتخلون عنه وقال انّ هذه الوجبة ضرورية وأنها عبارة عن فطور الصباح، وقال ان السحور يجب ان يكون خفيفا وبعيدا عن الدهنيات.