مالم يقله الوزير : " لست بوزير مهرجانات "...استياء الأعوان لمحاولات المس بالحق النقابي ..انتظار للمفاجأة الكبرى ...وإن غدا لناظره لقريب في انتظار اللقاء الذي سيجمع بين وزير الثقافة مراد الصكلي يوم غد بالنقابة العامة للثقافة لا يزال التفاعل مع الندوة الصحفية التي عقدها الوزير يم أمس متواصلا والتي جاءت بعد أقل من أسبوع من الندوة التي عقدتها النقابة مما وصفها البعض في سياق حق الرد ولو أن الصكلي استهل كلمته خلال الندوة مشيرا إلى أنها تندرج في إطار الندوات الدورات الدورية للوزارة .. وبعد القراءة البرقية واستعراضنا لأبرز ما جاء في الندوة يمكن القول بأنها تندرج أيضا في إطار "الحرب الباردة" بين الوزارة والنقابة في ظل تعطل الحوار لفترة لا بأس بها ويمكن الوقوف عند عدة ملا حظات جوهرية من خلال إجراء قراءة للندوتين فبالنسبة لندوة النقابة التي عقدت يوم 1جويلية الفارط فقد مرت في الخفاء بحكم أنه لم يتم الإعداد لها جيدا ولذلك كانت التغطية الإعلامية محتشمة ولا تتواءم مع أهمية القرارات التي تم التصريح بها ومن جهة أخرى كان الحضور الإعلامي جيدا للغاية بالنسبة لندوة الوزارة بحكم الإعداد الجيد لها ومن جانب آخر حضر ندوة النقابة عن الاتحاد العام التونسي للشغل كلا من حفيظ حفيظ وسامي الطاهري بالإضافة إلى الكاتب العام للنقابة العامة للثقافة مفتاح وناسي وثلاثة أعضاء من المكتب التنفيذي للنقابة وبالرغم من ذلك لم يتم استثمار هذا الحضور لأبرز قياديي الاتحاد وفي المقابل حضر الوزير بمفرده الندوة وقدم المحاور التسعة التي سيتعرض لها واحتل موضوع علاقة الوزارة مع النقابة المرتبة التاسعة والأخيرة رد على رد وفي قراءة أخرى يمكن إدراج ندوة وزير الثقافة في إطار الرد على ندوة النقابة بشكل في مباشر وصريح حيث أكد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري ان وزير الثقافة سعى إلى التهميش والإقصاء وتجاهل تنفيذ محاضر الجلسات والاتفاقيات السابقة وضرب الحق النقابي وكان رد الوزير خلال الندوة أن الوزارة لم تغلق باب الحوار واتفقت مع النقابةعلى جدول زمني لعقد الجلسات وفوجئت بتراجع النقابة عن هذا الاتفاق ثم بلائحة المطالب الشهرية المتضمنة ل43 مطلبا ومستدركا بأن العديد من المطالب تندرج في إطار مطلب واحد وأن الخلل في صياغتها جعل عدد المطالب يتضخم ومن جهة أخرى صرح الكاتب العام للنقابة العامة للثقافة مفتاح وناسي أن وزير الثقافة أصبح وزير مهرجانات بحكم تركيز الاهتمام والأموال على المهرجانات والتظاهرات الثقافية الكبرى معتبرا أن المهرجانات هي بؤرة الفساد المالي والتلاعب بالعقود ومقابل هذا الاتهام الخطير اكتفي وزير الثقافة بالتأكيد على ان الوزارة مسؤولة على الاستراتيجيات وأن النية متجهة في إطار مراجعة آليات الدعم إلى تكليف المسرح الوطني على سبيل المثال بالإشراف على الدعم المسرحي كما أكد في سياق الحديث عن هيكلة المهرجانات أن الوزارة قامت بإرسال لجان تفقد مالي إلى العديد من المهرجانات على غرار الحمامات وقرطاج الذي كان قد أشرف على إدارته خلال السنة الفارطة حرصا على ضمان الشفافية ومن جهة أخرى كان سامي الطاهري قد أكد خلال الندوة الصحفية للنقابة بأن الغاية من وراء مقاطعة المهرجانات والتظاهرات وشن الوقفات الاحتجاجية تحسيس الجمهور بأهمية دور مئات الأعوان من جنود الخفاء في تأمين العروض. وبالتالي سيكون لإضرابهم عن العمل تأثير كبير وتداعيات كبرى على تنظيم المهرجانات وفي المقابل اكتفى الوزير في سياق الحديث عن قرارات النقابة بالتأكيد أنه يتفهم دواعي التصعيد والناجم عن التهميش الذي يعاني منه القطاع قائلا في هذا المجال ما هو مؤكد أن قطاع الثقافة خلال العشرين سنة الأخيرة لم يتحصل على أي مكسب ولم يتعرض في المقابل إلى رد فعل الوزارة على قرار النقابة مقاطعة المهرجانات بل وإجابة عن تساؤل طرحته "التونسية " قال بأنه لا يعتقد بأن لأي أحد الحق في إيقاف التقاليد الثقافية إن غدا لناظره قريب وإذا اكتسى حديث الوزير ليونة في غالبه ونظرة تفائلية طالت حتى جلسة الغد مع النقابة كما لم يفته التأكيد على إحساسه بمعاناة أعوان القطاع والظروف الصعبة التي يعملون فيها إلا أن سياسة العصا والجزرة لاحت دون تخطيط عند الحديث عن الإضراب السابق واللاحق إذ لم يفته الإشارة بأنه سيتم اقتطاع أيام الإضراب وهو ما اعتبره العاملون في الحقل الثقافي بمثابة الهرسلة والتهديد والتي برزت في الآونة الأخيرة من خلال المناشير الخاصة بالتوقيت بعد أن رفضت العديد من المؤسسات العمل ليلا في ظل عدم التمتع باي خصوصية كما اعتبرالتهديد باقتطاع أيام الإضراب ضربا للحق النقابي المكفول بالدستور وكان الصكلي تحدث خلال الندوة عن تفعيل الحق الدستوري في المجال الثقافي أي حق المواطنة في الثقافة......؟؟...ولم يفت الصكلي تأكيده على عزمه تمكين أعوان قطاع الثقافة من حقوقهم ورفض الرد على تساءل يخص فحوى الردود على مطالب اللائحة المهنية مشيرا إلى أنه سيمكن النقابة من تلك الردود يوم غد الاثنين فهل تكون المفاجأة الكبرى في مستوى الانتظارات أم تتمخض عن وعود ومسكنات جديدة وإن غدا لناظره لقريب .