هو بطل سلسلة الكاميرا الخفيّة التي تحمل عنوان «تاكسي» في موسميها الأوّل والثاني..تمكّن من إيقاع العديد من الوجوه الفنيّة وحتّى المواطنين العاديين في شراكه و استطاع أن ينتزع الابتسامة من المشاهدين بفضل روح الدعابة التي يمتلكها و هدوء أعصابه و قدرته على التعامل مع فئات و شخصيّات مختلفة..إنّه سائق التاكسي قيس الكلاعي الذي تحدّثنا إليه عن تجربته في الكاميرا الخفيّة ومواضيع أخرى في الحوار التالي : كيف جاءت فكرة سلسلة الكاميرا الخفيّة « تاكسي» ؟ أنا سائق تاكسي بالأساس، وذات يوم صعد معي صدفة المخرج عمر الشريف لأقلّه إلى مقرّ شركته بجهة «لافيات» وفي الطريق تحدّثنا عن مواضيع مختلفة وفي الأثناء طلب منّي أن أمدّه برقم هاتفي دون أن يعلمني وقتها أنّه مخرج ثمّ اتصل بي بعد مدّة وقال لي إنّه مخرج وإنه هو من أخرج « الكاميرا الخفيّة» (التمساح) « وإنّه سيجري «كاستينغ» ليختار سائق «تاكسي» معربا عن رغبته في أن أشارك فيه، فاستجبت لرغبته وشاركت في «الكاستينغ» ونجحت من بين 200 مشارك و قدّمنا في الموسم الفارط « تاكسي1» التي أوقعنا في فخّها عددا من النجوم ثمّ قدّمنا هذه السنة «تاكسي 2 » و فضّلنا أن تكون هذه المرّة مع المواطنين العاديين. قال البعض إنّ الكاميرا الخفيّة «تاكسي 1» كانت مفبركة، فما مدى صحّة ذلك؟ أؤكّد أنّه ليست هناك أيةّ حلقة من حلقات « تاكسي 1 و 2 » مفبركة لكن هناك نجوم تفطّنوا إلى أنّهم وقعوا في فخّ الكاميرا الخفيّة و لم نواصل التصوير معهم. ما هي أطرف المواقف التي تعرّضت إليها مع النجوم الذين شاركوا في «تاكسي 1» ؟ من أطرف الحلقات التي صوّرناها حلقة الممثل هشام رستم الذي قهرنا « ببرودة دمه» حيث كانت الشرطة تلاحقنا بسبب الرضيع المخطوف فيما اكتفى هو بالقول: «عيش ولدي هبّطني...» وكذلك حلقة محمّد كوكة الذي فتح نافذة السيّارة وصعد فوقها.. لكن تصرّفات بقيّة النجوم كانت عاديّة تراوحت بين الاستغراب والضحك في بعض الأحيان باستثناء فيصل الحضيري الذي تجرّأ وعنّفني هو والإعلامية أيناس بن علي. هل هناك نجوم طلبوا أن لا تبث حلقاتهم ؟ لا أحد. لكن سمعنا أنّكم حاولتم عديد المرّات إقناع الممثل شوقي بوقليّة بأن يوافق على بثّ الحلقة التي شارك فيها ؟ صحيح في البداية لم يوافق شوقي لكن بعد أن تحدّث معه المخرج ومعز بن غربيّة منتج العمل تمكّنا من إقناعه خاصّة بعد أن ذكّراه بأنّه هو من صنع الكاميرا الخفيّة وتعرّض إلى عدّة مواقف مشابهة. هل طلب بعض النجوم مقابلا مادّيا حتّى يقبلوا أن تبثّ حلقاتهم ؟ أبدا، فهذا لم ولن يحدث. ألا تعتبر نفسك أنّك غامرت بمشاركتك في «تاكسي 2» خاصّة بعد أن شاهدك الجمهور على شاشة التلفزة وتعرّفوا على وجهك ؟ في الكاميرا الخفيّة « تاكسي 1» لم تكن ملامح وجهي بارزة بحكم النظارات والقبّعة التي كنت أضعها، كما أنّه لم يبث من « تاكسي 1» سوى 6 أو 7 حلقات بسبب المشاكل التي تعرّضت لها قناة «التونسيّة» السّنة الماضية و التي استوجبت أن تغيّر بثّها عبر قناة الحوار التونسي. هل هناك اختلاف بين النجوم والمواطنين العاديين في سلسلة الكاميرا الخفية « تاكسي»؟ بطبيعة الحال، فالنجم لديك فكرة مسبقة عن تصرّفاته وشخصيّته أمّا بالنّسبة للمواطن العادي فتجد نفسك أمام شخص مجهول ليست لديك فكرة عن طباعه كما لا يمكنك أن تتوقّع ردّة فعله. هل هناك مواطنون طلبوا ألاّ تبثّ الحلقات التي شاركوا فيها ؟ نعم، فنحن قمنا بالتصوير مع حوالي 600 مواطن لكن هناك عدد منهم طلبوا ألا تبث حلقاتهم ومعظمهم من النساء وقد احترمنا رغباتهنّ لأنّ ذلك من حقّهن. - ما هي أطرف المواقف التي تعرّضت إليها مع المواطنين المشاركين في «تاكسي 2»؟ هناك مواطن نام في التاكسي وقمنا بعديد المحاولات لإيقاظه لكن دون جدوى وهناك مواطنون كانوا يتميّزون بروح الدّعابة ولا يمكن نسيانهم مثل إحدى المواطنات التي شاركت في حلقة «الزوجة الثانية» وكانت ردّة فعلها طريفة ومميّزة. اليوم أصبح وجهك معروفا، فهل يمكن أن نعتبر أنّها المرّة الأخيرة التي تقدّم فيها كاميرا خفيّة ؟ إذا كان هناك «تاكسي 3» فلا يمكنني أن أقدمها لأنّ وجهي أصبح « محروقا» بالنسبة للمواطنين، لكن إذا كان هناك كاميرا خفيّة أخرى مختلفة عن «تاكسي» فبإمكاني تقديمها لأنّ « للماكياج » دورا في تغيير ملامح الوجه.. وعموما تلقيت عروضا لعديد الأعمال وأنا بصدد دراستها. وفي حياتك العاديّة، هل هناك بعض المشاكل التي تواجهها بسبب الكاميرا الخفيّة « تاكسي» ؟ هناك بعض الحرفاء أصبحوا يتهرّبون من ركوب سيّارة الأجرة التي أمتلكها خوفا من الوقوع في فخّ الكاميرا الخفيّة وقد عدت خلال اليومين الثاني والثالث من شهر رمضان إلى منزلي بربع مدخولي اليومي وهناك البعض الآخر الذي يكتفي بالصمت إلى أن يصل إلى المكان الذي يقصده، وكان ذلك في بداية بثّ الكاميرا الخفيّة لكن في ما بعد أصبح المواطنون متفهّمين وكثيرا منهم من يسألني عن مضمون الحلقة القادمة. ما هو تقييمك للكاميرا الخفية التي تعرضها مختلف قنواتنا التلفزية ؟ بالنسبة لي أرى أنّ « تاكسي 2 » التي تعرضها قناة « نسمة» في المرتبة الأولى من حيث الحرفيّة والتقنيات وأفكارها المستمدّة من الواقع والمتداولة سنة 2014 فهي مواكبة لعصرها و حتّى إن تمّ بثّها بعد 10 سنوات فسيلاحظ المشاهد أنّها صنعت سنة 2014. حاورته: ريم حمزة