بقطع النظر عن النتيجة التي انتهت بالتعادل الإيجابي ( 1 – 1 ) فإن المباراة الودية التي جمعت الترجي الرياضي ليلة أمس الأول بملعب الشاذلي زويتن بالفريق الجزائري شبيبة بجاية كانت حبلى بالإستنتاجات التي ستفيد دون أدنى شك المدرب الفرنسي سيباستيان دو سابر وبقية أعضاء الطاقم الفني الذين وقفوا على بعض الحقائق من إيجابيات وسلبيات سيأخذونها بعين الإعتبار في آخر مرحلة من تحضيراتهم قبل مباراة الحسم في صفاقس ليلة السبت القادم. التشكيلة الأولية بادئ ذي بدء لا بد من استعراض التشكيلة التي بدأ بها المدرب سيباستيان دو سابر هذا اللقاء الودي وتحليلها لأنها تمثل بنسبة تسعين بالمائة اختياراته التي ينوي اعتمادها السبت القادم أمام النادي الصفاقسي... الفرنسي أقحم بن شريفية في حراسة المرمى والدربالي على الجهة اليمنى للدفاع وبن منصور كظهير أيسر والذوادي واليعقوبي في محور الخط الخلفي والراقد وآفول ثنائي ارتكاز والدراجي صانع ألعاب والمحيرصي لاعب رواق وأيمن والعكايشي على الرواق الأيسر وماريغا قلب هجوم. أهم ما يستنتج هو تعويله على محمد علي اليعقوبي من البداية وعلى امتداد كامل المباراة وتأكد اعتماده على موسى ماريغا كرأس حربة وتخييره على يانيك نجانغ ووضع ثقته في ادريس المحيرصي وأحمد العكايشي على الرواقين... وفي المقابل وبحكم التغييرات التي قام بها أثناء اللقاء لم تتضح الرؤية بعد في شأن مركز ظهير أيسر أولا وفي خصوص لاعب الإرتكاز الثاني الذي سيعاضد حسين الراقد في مهمة التغطية في وسط الميدان والربط بين الدفاع والهجوم. «اليعقوبي» في صلب الموضوع قلنا إذن إن دو سابر عوّل على اليعقوبي كأساسي في محور الدفاع وشرّكه على امتداد تسعين دقيقة... المنتدب الجديد من طرف الأحمر والأصفر دخل مباشرة في صلب الموضوع وشكل المفاجأة السارة لكل من حضروا المباراة حيث كان آداؤه ممتازا رغم قلة استعداداته البدنية وعودته الوشيكة إلى التمارين وهي عوائق تغلب عليها هذا المدافع « الصنعة » في مركز قلب الدفاع وحسن التمركز والقراءة الجيّدة للكرة والتدخلات الدقيقة والحاسمة. اليعقوبي أقنع من البداية وأكد أنه فعلا صفقة رابحة للترجيين الذين عززوا محور خطهم الخلفي باللاعب المناسب الذي يملك كل المواصفات التي تؤهله إلى تقديم الإضافة هذا علاوة على الإنسجام مع شمس الدين الذوادي وكأن الثاني لا يخوض لقاءه الأول جنبا إلى جنب. «ماريغا» وهدف العادة المهاجم الجديد للترجي الرياضي موسى ماريغا - الذي كان أساسيا مرة أخرى لتتأكد نية سيباستيان دو سابر في تخييره على نجانغ - بصدد القيام بالمهمة التي انتدب من أجلها على أحسن وجه حيث سجل هدفا جديدا خلال اللقاءات الودية والتحضيرية مؤكدا نجاعته وحذقه الكبير في معانقة الشباك وهذا ما هو مطلوب منه من قبل أبناء باب سويقة... المالي يمتاز كذلك بالسرعة والتحرك المستمر لطلب الكرة وتوفير الحلول وهذا ما يتفوق فيه على الكاميروني يانيك نجانغ مقابل اتسام هذا الأخير بأكثر فنيات من ماريغا ولكل نقاط قوته وضعفه بطبيعة الحال.... موسى ماريغا سيكون مطالبا بالبقاء في نفس النجاعة السبت القادم في صفاقس حتى يحقق الهدف الذي يمكن أن يحسم المشوار القاري للترجي الرياضي في هذه السنة. «نجانغ» يصاب ... و«الجويني» خارج حسابات دو سابر إذن ماريغا هو المهاجم رقم واحد بالنسبة للمدرب سيباستيان دو سابر وهو الذي سيكون في مقدمة هجوم الترجي الرياضي في صفاقس ليلة السبت القادم وهو ما يعني أن المنافسة بينه وبين يانيك نجانغ محسومة بالنسبة للفرنسي هذا إضافة إلى كون الكاميروني قد يتنحى من القائمة الإفريقية ويعوّض بالإيفواري فوسيني كوليبالي مما يجعله غير مؤهل قانونيا لتعزيز صفوف الأحمر والأصفر في كلاسيكو المهيري... من جهة أخرى ودائما في نفس سياق الإختيارات على مستوى الخط الأمامي بان بالواضح والمكشوف أن هيثم الجويني لا يوجد ضمن اختيارات الفرنسي كمهاجم أساسي حيث لن يكون أكثر من احتياطي في لقاء صفاقس وقد يسجل انضمامه إلى التشكيلة اثناء اللعب حسب احتياجات الفريق وتطورات النتيجة وخاصة « فورمة « موسى ماريغا. هذا ولا بد من الإشارة ما دمنا نتحدث عن مهاجمي فريق باب سويقة إلى تعرض يانيك نجانغ خلال لقاء بجاية إلى إصابة أجبرته على مغادرة الميدان على إثر تدخل قوي من أحد المدافعين الجزائريين وسيخضع الكاميروني إلى الكشوفات الطبية اللازمة لتشخيص الإصابة وإقرار العلاج الضروري وتحديد الراحة اللازمة. «المحيرصي» يكسب ثقة «دو سابر»... من بين الإستنتاجات الهامة التي خرجنا بها كذلك من لقاء أمس الأول بين الترجي الرياضي وشبيبة بجاية الثقة التي يمنحها الإطار الفني وعلى رأسه المدرب الأول سيباستيان دو سابر لادريس المحيرصي مما جعله أساسيا في اختيارات الفرنسي كلاعب رواق هجومي على الجهة اليمنى وهي ثقة متأتية أساسا من اللقاء الودي الذي أجراه الفريق ضد نجم المتلوي في اختتام التربص المغلق بعين دراهم وسجل فيه المحيرصي هدفا وكان وراء هدفي ماريغا وبن منصور... نفس الشيء بالنسبة لأحمد العكايشي الذي بات واضحا ثباته في مركزه ضمن التركيبة الأساسية والمثالية على الرواق الأيسر للخط الأمامي وسيكون دور هذين اللاعبين هاما وحاسما في المقابلة المصيرية السبت القادم نظرا لتأثير اللعب على الأروقة على مردود كل فريق وما يمكن أن يصنعه من فارق. «كوليبالي» أبرز متغيّب من بين الملاحظات غياب متوسط الميدان الجديد فوسيني كوليبالي الذي كان أنصار الأحمر والأصفر يمنون النفس بمشاهدته إلى جانب حسين الراقد والوقوف على قيمة ونجاعة هذه التركيبة في خط الوسط لكن المفاجأة كانت غير سارة بالمرة بما أن الإيفواري تخلف عن هذا اللقاء ولم يتسن له تدعيم جاهزيته البدنية بمباراة ودية كانت ستمنح نسقا أفضل دون أدنى شك... هذا الغياب فرض فضول كل الحاضرين بملعب الشاذلي زويتن وبسؤالنا عن الأسباب علمنا أن كوليبالي تعرض إلى توعك صحي مفاجئ أجبره على ملازمة الفراش والخضوع إلى علاج مكثف لتخفيض الحرارة الشديدة التي يعاني منها والتماثل بسرعة إلى الشفاء... وحسب مصادر مسؤولة فإن كوليبالي سيعود قريبا إلى تدريبات فريقه وسيكون في الموعد في التربص المغلق الذي يجريه فريق باب سويقة انطلاقا من بعد غد الإربعاء بعاصمة الرباطالمنستير. الأفضل نأتي الآن إلى تحليل الآداء الفني للترجيين ونبدأ بالفرديات لنؤكد بأن الرباعي المتكوّن من محمد علي اليعقوبي وشمس الدين الذوادي وحسين الراقد وأسامة الدراجي كان أفضل لاعبي الأحمر والأصفر في هذه المواجهة الودية وكان مردودهم طيبا فاق مستوى بقية اللاعبين الذين لم يطمئنوا الحاضرين بتاتا وخاصة هاريسون آفول الذي كان بعيدا كل البعد عن المستوى الذي أظهره مع منتخب البلاك ستار في مونديال البرازيل... اليعقوبي والذوادي أعطا التوازن والصلابة للدفاع في انتظار أكثر انسجام وهذا ما سيطوّر مستواهم إلى الأفضل، حسين الراقد كان وفيّا لعاداته من خلال الضغط على حامل الكرة وقطع عدة محاولات جزائرية من وسط الميدان، والدراجي أبدى تحسنا كبيرا مقارنة مع مستواه في نهاية الموسم المنقضي وبدا يستعيد مؤهلاته الفنية المعهودة وكان وراء هدف موسى ماريغا بكرة دقيقة مكنت المالي من الإنفراد بالحارس الجزائري وإعطاء التقدم الحيني للأحمر والأصفر.