قال فاضل عاشور كاتب عام نقابة الأيمة ل"التونسية" انّ القرار الذي تم إتخاذه بغلق مجموعة من المساجد يعتبر قرارا مستعجلا ووصفه بالكارثي، معتبرا انّ من شأن هذا القرار ان يشوّه صورة الدولة ويعمّق الجراح لأنه قابل لعديد التأويلات. وأكدّ انّ هناك فراغا قانونيا وانه حان الوقت لتفعيل القانون الأساسي، مشيرا إلى انّ المرسوم المنظم للمساجد يمكن إمضاؤه في مدة وجيزة لو توفرت الإرادة السياسية لذلك، ملاحظا انّ البعض من أشباه الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين وحتى الإرهابيين سيعملون على إستثمار قرار غلق المساجد بتعلّة الإعتداء على الدين . واعتبر انّ هذا القرار لا يعدّ حلا ناجعا فيما يتعلق بالمساجد التي خرجت عن السيطرة بل قد يدفع نحو المواجهة والتصعيد ،ملاحظا انه يوجد قانون يحتوي على ضمانات ويضمن تدخل النيابة العمومية التي بإمكانها التدخل وقت الحاجة. وأكدّ انّ الغلق هو قرار أرعن قد يدفع نحو الأسوأ، وأضاف انّ عدم الإلتجاء إلى تفعيل القانون يدفع الى عديد التساؤلات والتأويلات، معتبرا ان هناك فشلا على مدى 90 يوما الماضية فيما يتعلق بملف المساجد . وكشف انّ الخطر لا يكمن من داخل المساجد فقط بل حتى من بعض موظفي الدولة ممن يتعاطفون مع الإرهابيين . وقال انهم كنقابة كانوا ينتظرون حلولا أنجع وتتمثل في تطبيق القانون ودفع النيابة العمومية للتحرك وتحييد وزارة الشؤون الدينية، مشيرا إلى ان بعض الأطراف تسترت على المساجد وعلى عديد الملفات وحتى على الإرهابيين. وأكدّ ان هناك إجتماعات حاليا بين والي نابل وحفاظ الأمن لغلق مسجدين بولاية نابل كما انه من المنتظر غلق مسجد بجهة سليمان. هذا إلى جانب غلق مجموعة اخرى من المساجد بالمهدية والقيروان ومدنين ،واعتبر انّ هناك 100 مسجدا خارج السيطرة وانه صدر قرار في غلق 50 مسجدا بصفة مستعجلة ، في حين سيتم الغلق التدريجي لل50 المتبقية . وأضاف انه ومنذ 2003 لم يتم غلق اي مسجد حيث تم آنذاك غلق مسجد المنار بسبب نوعية الخطابات التي لم ترق للسلطة وقال انه أعيد فتحه بعد الثورة. وحول ما يتردد بشأن مسجد الفتح، قال انّ وضعية هذا المسجد تعتبر قانونية من حيث الأيمة والأطراف الدينية المشرفة عليه ،وأكد انّ اغلب التجاوزات تقع في فضاء المسجد من حيث الانتصاب الفوضوي وقال انّ هذا الأمر لا يدخل في نطاق وزارة الشؤون الدينية . ودعا الى ضرورة إيقاف قرار غلق المساجد والإستنجاد بالإطارات الدينية الكفأة التي بإمكانه التصديّ لخطابات الفتنة وهي قادرة على التجميع بواسطة البراهين والحجة لا التفريق. بسمة الواعر بركات