أحدثت رئاسة الحكومة الحالية منذ قدوم مهدي جمعة إلى قصر الحكومة بالقصبة خلية للنظر في المشاريع المعطلة بجميع القطاعات بكل جهات البلاد والانكباب على دراسة أسباب تعطل هذه المشاريع على اختلاف حجمها وقيمتها واتخاذ التدابير اللازمة لحل الإشكاليات العالقة ودخول هذه المشاريع حيز الاستغلال وتحقيق الإضافة المرجوة منها. وقد أعلن رئيس الحكومة الحالية عن تشكيل فريق حكومي يتحول باستمرار إلى كافة مناطق البلاد والاجتماع بالسلط الجهوية والمحلية لحل الإشكاليات وتسريح المشاريع التي حدد عددها بالمئات. وتم في هذا الإطار التوصل إلى حل العديد من الإشكاليات العقارية واللوجستية لحوالي أكثر من 450 مشروعا غير أن عددا كبيرا من المشاريع ما يزال معطلا. ومن أهم المشاريع المعطلة والتي بالخصوص تمّ الانتهاء من أشغالها وأنها جاهزة للاستغلال نذكر القطاع الصحي وما لهذا القطاع الحيوي من انعكاس إيجابي على الارتقاء بجودة الحياة وإشعاع الخدمات الصحية في جميع ربوع البلاد. ووفق المعطيات والمؤشرات الإحصائية التي تحصلنا عليها من خلية الإحاطة بالمشاريع المعطلة على مستوى رئاسة الحكومة، فقد تم تعداد حوالي 37 مشروعا منجزة وغير مستغلة في القطاع الصحي بلغت قيمتها 19.5 مليون دينار. و تجدر الملاحظة أن كل هذه المشاريع المعطلة والتي لم يقع استغلالها إلى حد الآن أنجزت تقريبا بعد الثورة منها 16 مشروعا تم الانتهاء من تشييدها بين جانفي وجوان 2014 و5 مشاريع في 2013 و6 مشاريع في 2012. أما أهم أسباب عدم استغلال هذه المشاريع في القطاع الصحي فتعود وفق المعطيات المتوفرة والموثقة أساسا إلى النقص الكبير في الإطار الطبي وشبه الطبي تقريبا في أكثر من 90 بالمائة من المشاريع وعدم توفر الموارد البشرية أو أن تكون الوحدات الصحية في انتظار إتمام عمليات اقتناء المعدات. ويشار إلى ان ولايات صفاقسوقابسوسيدي بوزيد سجلت أعلى عدد من المشاريع المعطلة إذ تعد صفاقس 8 مشاريع وقابس 7 مشاريع وسيدي بوزيد 5. وفي ما يلي تفاصيل حول أهم وابرز المشاريع المعطلة حسب الولايات: سيدي بوزيد: الانتهاء من بناء 3 مراكز صحة أساسية ببئر الحفي والمزونة ومنزل بوزيان ومركز البحوث والمتابعة لمرضى اللشمانيا بقيمة 890 ألف دينار وتعود أسباب عدم الاستغلال إلى حد الآن إلى انتظار توفير التجهيزات. جندوبة: الانتهاء من تهيئة وتوسعة العيادات الخارجية بالمستشفى المحلي بغار الدماء منذ نوفمبر 2012 بقيمة 238 ألف دينار وتعود أسباب عدم الاستغلال إلى عدم توفر بعض التجهيزات الطبية الضرورية. بنزرت: تم منذ 2011 الانتهاء من بناء قسم للأمراض النفسية بالمستشفى الجهوي بمنزل بورقيبة وبناء عيادات خارجية بالمستشفى المحلي بسجنان بقيمة 4.5 ملايين دينار غير أن غياب التجهيزات والموارد البشرية حال دون دخولهما حيز العمل وقد وقع توظيف القسم لأمراض العيون ولم يتم استغلال البناية في سجنان لبعدها عن المناطق السكنية. قفصة: تم الانتهاء منذ سنة 2011 من بناء قسم الامراض السرطانية بالمستشفى الجهوي بقفصة بقيمة 400 ألف دينار إلا أنه تم توظيفه جزئيا بسبب نقص في الإطار شبه الطبي. مدنين: تم منذ سنة 2012 الانتهاء من تشييد 3 أقسام بقيمة مليون دينار تهم قسم استعجالي ووحدات مخبر وأشعة وطب أسنان بقصر الجديد وقسم طب الأعصاب وقسم طب أمراض القلب بمستشفى الصادق المقدم بجربة غير أن عدم توفر الموارد البشرية اللازمة حال دون انطلاق العمل بهذه الأقسام وبقيت معطلة لأكثر من سنتين. قابس: تم إحصاء 7 مشاريع في مجال الصحة معطلة بهذه الولاية بقيمة حالي 2.5 م د وتهم أساسا الجراحة وطب النساء والتوليد ووحدة تصفية الدم بالمستشفى المحلي بالحامة وبناء قسم الامراض النفسية بالمستشفى الجهوي بقابس. ويعزى عدم دخول هذه المشاريع، التي تم الانتهاء منها بين 2013 وحتى أفريل 2014 ، إلى عدم توفر الموارد البشرية اللازمة وانتظار الإطار الطبي وعدم تركيز التجهيزات التي يتم اقتناؤها على المستوى الجهوي. الكاف: تم إحصاء 3 مشاريع وقع الانتهاء من بنائها بين جوان 2013 وأفريل 2014 بقيمة 1.3 مليون دينار إلا أن عدم توفر الإمكانيات البشرية اللازمة حال دون أن تنطلق هذه المشاريع في إسداء خدماتها وتتمثل في بناء قسم تصفية الدم وأمراض الكلى بالمستشفى الجهوي بالكاف وبناء قسم الطب العام بالمستشفى الجهوي بالسرس. القصرين: تم منذ ديسمبر 2011 الانتهاء من بناء وتوسعة مستشفى العيون بقيمة 645 ألف دينار غير أن عدم توفر الإطار الطبي بالعدد الكافي جعل المشروع تقريبا متوقفا. المهدية: تأتي في المرتبة الرابعة من حيث عدد المشاريع الصحية غير المستغلة بأربعة مشاريع بقيمة مليوني دينار وانتهت الأشغال في موفى سنة 2012 وتهم هذه المشاريع بناء طابق لإيواء اختصاصات جراحية جديدة (المجاري البولية وأمراض الكلى) وتوسعة قسم طب الأطفال وإحداث قسم الإنعاش الطبي بالمستشفى الجامعي بالمهدية.