في الندوة الصحفية التي قدم فيها عرضه قبل اعتلائه ركح مهرجان قرطاج قال صابر الرباعي إنّه يسعى إلى تقديم عرض لا ينسى ولا أظنّ أنّ عرضه الذي قدّمه ليلة أول أمس على مسرح مهرجان قرطاج الدولي سيمحى من ذاكرة محبّيه الذين حضروا بالآلاف ليستمتعوا بأغانيه. صابر عبّر عن سعادته لصعوده على مسرح مهرجان قرطاج في خمسينيّته والتي توافق عشرينيّة هذا الفنان التونسي والعربي مع هذا المهرجان العريق الذي شارك فيه لأوّل مرّة سنة 1994 . صعود « أمير الطرب» - كما لقّب - على المسرح هذه المرّة كان مختلفا عن العادة حيث لم يتأخر عن جمهوره الذي تعوّد على انتظاره طويلا وحضر في الموعد المحدّد له وسط تصفيق وهتافات الحاضرين التي تعالت لتملأ المكان مرحا وبهجة. استهلّ صابر حفله بأغنية « مبروك عليّ » من ألبومه الجديد الذي يحمل عنوان « أجمل مختصر» بعدها مباشرة توجّه بالتحيّة والشكر لكلّ الحاضرين متمنيا أن تنال السهرة إعجابهم ثمّ غنّى « يا مفتري» من ألبومه الجديد أيضا وأغنية « يا عسل». وقد تمّ تقسيم الحفل إلى فقرات تضمّنت عدّة « كوكتالات» لأجمل ما غنّى صابر من الأغاني القديمة والجديدة ويمكن القول أنّ العرض الذي أبهر الجمهور كان عبارة عن ملخّص مطوّل لمسيرة هذا الفنّان الذي حرص على أن تكون متميّزة... وتضمّن «الكوكتال» الأوّل الذي قدّمه صابر باقة من أجمل أغانيه على غرار « أجمل نساء الدنيا» و« على نار» و«ع الطاير» و« ايه داه معقولة » ليقدّم بعد ذلك تكريما للأمن وللجيش الوطني وشهدائه الأبرار من خلال أغنية وطنيّة جديدة أعدّها خصّيصا بمناسبة مشاركته في خمسينيّة قرطاج وحملت عنوان « افرح يا شهيد» وهي من كلمات وألحان عبد الرحيم القرشي وتوزيع شكري بوديدح، بعدها فضّل « أمير الطرب» أن يغيّر أجواء الحزن التي صاحبت هذه الأغنية وغنّى « أجمل مختصر» ليضفي جوّا من البهجة. وممّا لا شكّ فيه أنّ الطابع التونسي كان حاضرا بقوّة في حفل صابر حيث ردّد « كوكتالا» تونسيّا من أفضل أغانيه على غرار « يا للّا»و «خلّوني » و«دلّولة» و«عاشق مغروم» و« عشيري الغالي» وقد تفاعل الجمهور مع هذه الأغاني كثيرا ورقص عليها طويلا. وتضمّن العرض أيضا مفاجأة أسعدت كل الحاضرين وهي صعود نجم برنامج « ذو فويس» العراقي سيمور جلال على مسرح قرطاج بدعوة من الفنّان صابر الرباعي ليغنّي معه « ديو» تونسي – عراقي حمل عنوان « وين وين »، كما أدّى سيمور أغنية « يا طير » كتحيّة منه للشعب التونسي. مفاجآت صابر لم تقف عند هذا الحدّ حيث لم يفوّت الفرصة ليكرّم فنّانة من أبرز الفنّانين في الوطن العربي وهي الفنّانة الجزائريّة الرّاحلة « وردة» من خلال أغنية تحمل اسمها ليواصل بعدها الرحلة الفنيّة التي حملنا إليها والتي راوحت بين ماضي صابر الفنيّ وحاضره فعاد بنا إلى بداياته من خلال أغنية «عزّ الحبايب » و«ببساطة» ليختم العرض بكلّ من أغنية « سيدي منصور»وبرشة ،برشة» و«الطفلة العربيّة». وما يمكن قوله هو أنّ الحفل كان لوحة فنيّة متكاملة حيث امتزجت الموسيقى بالتقنيات الضوئية الجيدّة والمؤثرات الصوتيّة الرّائعة فأضفت لمسة جماليّة على العرض الذي كان ناجحا على جميع المستويات وذلك بشهادة كلّ الحاضرين.