من العادات والتقاليد السيّئة التي يواصل الترجي التعامل بها بانتظام ودون تردّد هي الاستغناء عن خدمات كلّ ممرن يفشل في كأس إفريقيا للأندية. بعد هزيمة قاسية أو انسحاب مرّ يقع التخلّي عن الممرن المشرف على حظوظ الفريق هذا الإجراء طبّق على أكثر من ممرّن ذهب ضحيّة اختياراته التكتيكية أو عدم حسن استعمال الزّاد البشري المتوفّر لديه أو سوء حظه المهم ّ أن يقال الممرّن الذي يعجز عن العبور بالفريق إلى الأمتار الأخيرة من المسابقات الإفريقية. حصلت هذه الإقالات والاستبعادات في 9 مناسبات سابقة وهذا يعدّ رقما قياسيا.. «إفريقيا» بالنسبة لنادي عريق مثل الترجي الرياضي همّه الوحيد التتويج الإقليمي وهو حقّ مشروع بعدما ملّ السيطرة على المسابقة المحلية لنستعرض أسماء القائمة الموسّعة لضحايا المسابقة الإفريقية في الترجي الرياضي منذ نهائي 1999 إلى حدّ العام الماضي 2013 في انتظار قرارات هيئة فريق باب سويقة في ما يخصّ مستقبل الممرن الفرنسي سيبستيان دوسابر الفاشل الجديد في رابطة الأبطال. البداية كانت في عام 1999 إثر نهائي حزين ضدّ الرجاء البيضاوي (0-0) وخسارة بضربات الجزاء، سقط فيها الممرن يوسف الزواوي مباشرة بالضربة القاضية. في 2001 جاء الدور على الجزائري علي الفرجاني الذي عجز عن تجاوز الأهلي المصري في النصف النهائي فكان الانسحاب للفريق والإقالة له. في العام الموالي 2002 عرف دوكستال السويسري نفس المصير لما أخفق ضد الزمالك فخرج هو وفريقه بخفيْ حنيْن. في 2004 الأرجنتيني أوسكار فولون يعجز عن الصمود أمام اتحاد العاصمة بالجزائر (0 - 3) في دوري المجموعتين ويمضي على خروج الأحمر والأصفر من المسابقة دون إقناع فيكون مآله هو بدوره الابتعاد عن تدريب الفريق مباشرة بعد الهزيمة المرّة. في 2005، من جديد الترجي يشارك في دوري المجموعتيْن ولكنه يظهر في ثوب هزيل وأداء سيّء جعله يعجز عن تحقيق ولا فوز وحيد في ستّ مباريات (4 تعادلات وهزيمتان) والإقالة يتعرّض لها المدرّب مراد محجوب بعد المباريات الأربع الأوائل! في 2007، تداول على الفريق أكثر من مدرّب وفشل جميعهم (ستة) والفريق انسحب من كأس إفريقيا مع البرازيلي كارلوس البرتو ضد الهلال السوداني والأهلي المصري وأساك الإيفواري 3 هزائم لم تمنحه بالطبع بطاقة العبور، في 2010، كانت الصّدمة الكبرى بالهزيمة التاريخية ضد مازمبي (0 - 5) في النهائي عجّلت برحيل فوزي البنزرتي الذي صعب عليه هضم مثل هذه الصفعة ففسح المجال لماهر الكنزاري لمواصلة المشوار. في 2012، وبالرغم من خبرته وإنجازه السابق (التتويج في 2001) فإن نبيل معلول كان خارج «الخدمة واللعبة» ضد الأهلي المصري في النصف النهائي.. الانسحاب جعله يرمي المنديل بعد محاولته تضميد الجراح ونسيان الخيبة لكن مرارة الخيبة كانت أقوى من عزيمته وصموده ففسح المجال إلى معوّضه ماهر الكنزاري ليكمل مشوار البطولة ويخفق فيها هو بدوره. في 2013، جاء الدور على ماهر الكنزاري الذي لم يغفر له جمهوره كيفية وطريقة الانسحاب من النصف النهائى ضد «أورلندو بيراتس» الجنوب الإفريقي.. فتم التخلي عنه لأنه كغيره وكسابقيه لم ينجح في إهداء الترجي اللقب الغالي... فحذار من الترجي وفي الترجي، من لا يقدر على كسب اللقب الإفريقي لا مكان له ولا حظّ له في مواصلة المشوار مع الفريق، مهما كان اسمه ومهما كان اسم رئيسه!!