السؤال الأبرز والأهم الذي يتبادر إلى الأذهان اليوم وبعد المقابلات الأربع التي خاضها الترجي الرياضي إلى حد الآن في هذا الموسم الجديد ونقصد لقائي رابطة الأبطال أمام النادي الصفاقسي ووفاق سطيف ومباراتي البطولة ضد الهمهاما والشبيبة هو هل أن الفريق قام فعلا بتحضيرات صيفية امتدت أكثر من شهر وتخللتها تربصات مغلقة ومفتوحة ومباريات ودية؟ فمن شاهد مستوى الترجي الرياضي والآداء الذي قدمه وكذلك فورمة كل اللاعبين دون استثناء لا يصدق أن هذه المجموعة قامت بتحضيرات طويلة المدى بل يخيّل له أنها اجتمعت منذ أيام قليلة ودخلت مباشرة في معمعة المباريات... لقد كانj السلبيات والنقائص طوال كل المقابلات متعددة وتشمل كل المستويات جماعيا وفرديا ولم نستنتج أي مؤشرات تفيد أن اللاعبين استفادوا ولو بنسبة صغيرة مما أخضعهم له الفرنسي من عمل على امتداد فترة طويلة لم يعهدها الفريق منذ سنوات وكان كل الملاحظين يظنون أن الترجيين سيكونون بفضلها على أتم الجاهزية وفي استعداد كامل لمجابهة التزاماتهم والنجاح فيها... عبث واستهتار هذا الفشل الكبير والذريع – الذي لا يجب أن يمر دون محاسبة وهذا ما يطالب به ويلح عليه كل الأحباء - في استغلال فترة التحضيرات وإعداد الفريق كما يجب لا يمثل لوحده سبب المعاناة التي يعيشها الترجيون اليوم بل إن العبث بملف الإنتدابات يشكل هو أيضا عائقا أمام بناء الفريق العتيد القادر على مجابهة التزاماته وبلوغ أهدافه... لقد شكلت فترة الإنتقالات الشتوية الأخيرة وكذلك الميركاتو الصيفي الحالي نقطة سوداء في مشوار الترجي لأنها وبكل بساطة ووضوح منعته من تعزيز فريقه وتدعيمه بلاعبين قادرين على إفادته وتقديم الإضافة وكانت بالتالي من بين الأسباب الرئيسية التي حالت دون نجاح شيخ الأندية التونسية في هدفه الأول وهو رابطة الأبطال الإفريقية وها هي تضع في طريقه كل العراقيل الممكنة أمام بداية موفقة في البطولة تليق بناد كبير قدره التتويج بالألقاب. لقد كانت جل الصفقات التي أبرمها الترجي الرياضي خلال فترتي التنقلات الأخيرتين اللتين أشرف عليها الفرنسي دو سابر فاشلة من خلال انتداب لاعبين لا يملكون أبسط الإمكانيات التي تؤهلهم إلى الإنتماء إلى فريق مثل الترجي الرياضي على غرار بوبا وماكون فيما بقي ماريغا خارج الحسابات ، فهل بمثل هذه العناصر الإيجابية يمكن أن يتطلع الفريق إلى تعزيز مجموعته وتحسينها ؟ الترجي فوق الجميع ... ما سبب الحصانة التي لايزال يتمتع بها سيباستيان دو سابر إلى اليوم ؟ ... فكل من سبقوه في تدريب الترجي الرياضي رحلوا عن حديقة الرياضة «ب» مباشرة بعد إقالتهم على الرغم من أنهم لم يضروا بالفريق بالكيفية التي حصلت مع الفرنسي ولم ينعموا « بالكارط بلانش » التي تؤهلهم إلى الإشراف على كل الملفات الهامة لصنف الأكابر.. لا أحد منهم تمكن من فرصة التحضيرات الصيفية لشهر كامل , ولا أحد منهم « حكم بأحكامو» في ملفي تجديد العقود والإنتدابات بل أكثر من ذلك فإن كرول كان آخر من يعلم بالصفقات الجديدة وباللاعبين الذين سينزلون عليه تنزيلا في حصصه التدريبية والسبب تولي « علامة زمانه» هذا الدور ... ما الذي لا يزال يرجى من الفرنسي بعد ما وصل إليه الترجي الرياضي اليوم من نتائج كارثية ومستوى رديء ومحتشم ؟ ... لماذا لا يلقى دو سابر نفس مصير سابقيه ؟ ... ما الذي يمنع من تخليص الأحمر والأصفر منه ؟ ومن المسؤولين الذين كانوا وراء استقدامه و التشبث به الترجي الرياضي فوق الجميع ولا يقبل قط أن تمر بعض الأسماء من مدربين ومسؤولين قبله خصوصا حين يكونون العناوين الأساسية والرئيسية للفشل ولا يذكر لهم التاريخ أي عمل مجدي انتفع منه النادي بل العكس صحيح فالبعض منهم تزامنت المشاكل والخلافات مع دخولهم إلى مركب حسان بالخوجة وداسوا على التقاليد والعادات التي كانت تميّز الأحمر والأصفر وتصنع الفارق بينه وبين الأندية الأخرى. مخططات في الماء لئن يتطلب نجاح خالد بن يحيى على الميدان وقتا طويلا فإن ابن النادي الذي يعرف كل « الخنار» لن يسمح ببقاء الحال كما هو عليه بل هو قادر على القضاء على كل من تخوّل لهم أنفسهم التدخل في عمله واتخاذ القرارات مكانه مثلما كان الحال مع الهولندي كرول ولن يتأخر قيد أنملة في اقتلاعهم من أماكنهم الواحد تلو الآخر... هم يدركون ذلك وما من شك من أنهم سيقبعون في أمكانهم الحقيقية والطبيعية دون «تفركيح» وهذا ما غنمه الترجي الرياضي على الأقل من قدوم أو بالأحرى من عودة خالد بن يحيى إلى مركب حسان بالخوجة ، فلا تجاوزات مستقبلا ، ولا تداخل في الأدوار ، ولا صفقات محبوكة على المقاس... كل هذه «النعمة» التي عاشها هؤلاء بفضل علاقتهم مع الفرنسي هي اليوم من الماضي ودخلت طي التاريخ وستترك فراغا كبيرا في نفوسهم وسيتمنون استعادتها ولكن دون جدوى فتلك الحقبة السوداء التي تتسبب إلى الآن في معاناة الترجي الرياضي وأنصاره ولّت وانتهت، صحيح أنها لم تمر دون خيبات وصحيح أن ثمنها باهظ لكن الأكيد أنها لن تعبث مستقبلا بمصالح النادي وستجد من يتصدى لها بشراسة لتسقط الحصانة وتحل محلها المحاسبة الفعلية التي لا يتوانى الترجيون الحقيقيون في فرضها.