وزير الداخلية: 53 ألف شخص حاولوا اجتياز الحدود البحرية خلسة منذ بداية العام    اضطراب توزيع مياه الشرب بهذه المناطق    صادم/ نائب يكشف: العثور على فيديوهات لجرائم قتل في هواتف مهاجرين افارقة    رئيس منظمة ارشاد المستهلك يدعو إلى التدخل السريع في تسعير اللحوم الحمراء    البريد التونسي ونظيره الموريتاني يُوقّعان اتفاقية تعاون    رقم قياسي: 1550 مليون دينار أرباح البنوك للعام الماضي    متعاملون: تونس تطرح مناقصة لشراء 100 ألف طن من قمح الطحين اللين    بطولة العالم لالعاب القوى لذوي الاعاقة : وليد كتيلة يهدي تونس ميدالية ذهبية ثالثة    الرابطة المحترفة الأولى (مرحلة تفادي النزول): حكام الجولة الحادية عشرة    البطولة الانقليزية: نجوم مانشستر سيتي يسيطرون على التشكيلة المثالية لموسم 2023-2024    عاجل/ مدير بالرصد الجوي يحذر: الحرارة خلال الصيف قد تتجاوز المعدلات العادية وإمكانية نزول أمطار غزيرة..    عاجل : قتلى وجرحى في غرق ''ميكروباص'' بنهر النيل    الموت يفجع حمدي المدب رئيس الترجي الرياضي    إحداث خزان وتأهيل أخرين واقتناء 60 قاطرة لنقل الحبوب    وزير الفلاحة : أهمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات حول تداعيات تغيّر المناخ    كوبا أمريكا: ميسي يقود قائمة المدعوين لمنتخب الأرجنتين    وفاة نجم منتخب ألمانيا السابق    لأول مرة: إطارات تونسية تصنع الحدث .. وتقود نادي سان بيدرو الإيفواري إلى التتويج    دورة رولان غاروس الفرنسية : عزيز دوغاز يواجه هذا اللاعب اليوم    عاجل/ آخر المستجدات في ايران بعد وفاة "رئيسي": انتخاب رئيس مجلس خبراء القيادة..    مناظرة انتداب عرفاء بسلك الحماية المدنية    مفزع/ حوادث: 22 حالة وفاة و430 مصاب خلال 24 ساعة..    فظيع/ هلاك كهل بعد اصطدام سيارته بشجرة..    في الملتقى الجهوي للمدراس الابتدائية لفنون السينما ..فيلم «دون مقابل» يتوج بالمرتية الأولى    الكاف ..اختتام الملتقى الوطني للمسرح المدرسي بالمرحلة الإعدادية والثانوية    توزر ..تظاهرة إبداعات الكتاتيب «طفل الكتاب إشعاع المستقبل»    إختفاء مرض ألزهايمر من دماغ المريض بدون دواء ماالقصة ؟    اصابة 10 أشخاص في حادث انقلاب شاحنة خفيفة بمنطقة العوامرية ببرقو    نقابة الصحفيين تحذر من المخاطر التي تهدد العمل الصحفي..    بدأ مراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه في تبريز    رئاسة الجمهورية السورية: إصابة أسماء الأسد بسرطان الدم    وزارة الفلاحة: '' الحشرة القرمزية لا تُؤثّر على الزياتين.. ''    صلاح يُلمح إلى البقاء في ليفربول الموسم المقبل    هام/ هذا عدد مطالب القروض التي تلقاها صندوق الضمان الاجتماعي..    الحماية المدنية التونسية تشارك في عملية بيضاء لمجابهة حرائق الغابات مع نظيرتها الجزائرية بولايتي سوق أهراس وتبسة الجزائريتين    كان يتنقل بهوية شقيقه التوأم : الاطاحة بأخطر متحيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ...    عاجل/ تركيا تكشف معطيات خطيرة تتعلق بمروحية "الرئيس الإيراني"..    وزير الأعمال الإيطالي يزور ليبيا لبحث التعاون في مجالات الصناعة والمواد الخام والطاقة المتجددة    البرلمان يعقد جلستين عامتين اليوم وغدا للنظر في عدد من مشاريع القوانين الاقتصادية    عمرو دياب يضرب مهندس صوت في حفل زفاف.. سلوك غاضب يثير الجدل    الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون تحت شعار "نصرة فلسطين" و289 عملا في المسابقة    سليانة: معاينة ميدانية للمحاصيل الزراعية و الأشجار المثمرة المتضرّرة جراء تساقط حجر البرد    قبلي: تخصيص 7 فرق بيطريّة لإتمام الحملة الجهوية لتلقيح قطعان الماشية    وزير الدفاع الأميركي: لا دور لواشنطن بحادثة تحطم طائرة رئيسي    طقس الثلاثاء: الحرارة في انخفاض طفيف    49 هزة أرضية تثير ذعر السكان بجنوب إيطاليا    منوبة.. إيقاف شخص أوهم طالبين أجنبيين بتمكينهما من تأشيرتي سفر    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    أغنية لفريد الأطرش تضع نانسي عجرم في مأزق !    تقرير يتّهم بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوّث أودت بنحو 3000 شخص    الشاعر مبروك السياري يتحصل على الجائزة الثانية في مسابقة أدبية بالسعودية    نحو الترفيع في حجم التمويلات الموجهة لإجراء البحوث السريرية    تحذير من موجة كورونا صيفية...ما القصة ؟    4 تتويجات تونسية ضمن جوائز النقاد للأفلام العربية 2024    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان علي بنّور (رئيس قائمة «آفاق تونس» بولاية المنستير) ل«التونسية»:قدري أن أكون ممثّلا في الفنّ وفي السياسة
نشر في التونسية يوم 30 - 08 - 2014


سنطرق أبواب الناخبين دارا دارا على طريقة بورقيبة
هل على الساحل دفع ضريبة الجغرافيا؟
محمد بوغلاّب
فاجأ علي بنور الرأي العام بترشحه على رأس قائمة «آفاق تونس» لولاية المنستير في الانتخابات التشريعية. فقد عرف الرجل بين زملائه ببعده عن «عكاظيات» السياسة، مكتفيا بعمله في شركات التأمين والظهور على الشاشة الصغيرة أو على خشبة المسرح ممثلا له «باع وذراع».
لكن ما غاب عن كثير من زملائه أن علي بنور كان يخفي جراحاته التي حين تذكرها خلال حوارنا كادت تغلبه دموعه وهو يقص علينا كيف أخذ إلى «البحث»(لا صلة له بالبحث العلمي) بتهمة تكوين حزب بلا رخصة وسبّ بن علي ...
كان ذلك مطلع التسعينات من القرن الماضي، كانت فترة أصيب فيها النظام بداء الكلب فعادى الجميع وأعلن الحرب على الكل...
وعلي بنور درس بالجامعات البلجيكية وعمل طيلة سنوات مستشارا بالمنتظم الأممي وأدار عدة مؤسسات صناعية شغلت آلاف العملة وتخصص في فترة من حياته في غراسة الورد وتصديره ...
يدخل علي بنور مرحلة جديدة من حياته هي معركة الوصول إلى قصر باردو ..
ما عرف عنك أنك كنت قريبا من السياسة وبعيدا عن العمل الحزبي ورافضا له قبل 14جانفي فما الذي تغير لنجدك على رأس قامة «آفاق تونس» بدائرة المنستير؟
صحيح أنت تعرفني ولا جدوى اليوم من الحديث عما عشته من مضايقات سنوات حكم بن علي، لا أعتقد أن ما حصل لي كان أمرا استثنائيا لأن كل من كان صاحب فكر حرّ رافض لسياسة القطيع تعرض لمضايقات بطريقة أو بأخرى ولم يسلم من ذلك حتى من كانوا داخل المنظومة. لم يكن هناك أي معنى لممارسة السياسة أيامها، «جات الثورة، في قرارة نفسي قلت علاش لا ؟» وأول ما تأسس «آفاق تونس» جلست إلى مؤسسيه، وجدت أنه حزب شاب شدتني افكارهم مع العلم بأني أكبرهم سنا -عمري ستون عاما- لكني لم أفكر في خوض غمار السياسة بمعنى المشاركة في انتخابات مهما كانت...
أعترف لك بأني فوجئت بالاقتراح الصادر من قيادة الحزب، هم الذين طلبوا مني أن أكون في قائمة« آفاق تونس» بالمنستير ومرة أخرى قلت في نفسي «علاش لا»؟
قد يكون مجلس نواب الشعب منبرا يمكنني من خلاله أن أخدم أبناء جهتي عساي أحسن ظروف حياة الناس وأرفع الغشاوة عن كثيرين يظنون أن الساحل جنة مقابل الجحيم داخل البلاد ، كثيرون ينطقون بدافع التعبئة والتحريض ومغازلة الجهويات... ليعلموا أننا جميعا في الهم سواء وإن بدرجات متفاوتة ولا يمكن لتونسي أن يهنأ بحياته إن كان مواطن آخر يشقى من أجل تعليم أبنائه أو تنقلهم أو صحتهم ...
في تقديرك لماذا تم اختيارك أنت دون غيرك رئيسا للقائمة... هل لعبقريتك السياسية أو لأنك وجه معروف؟
أولا أنت من قال أني وجه معروف، وهذه شهادة أعتز بها، أنا قبل ذلك مواطن تونسي أعيش مثل كل الناس وأشقى من أجل تأمين حياة كريمة لأبنائي، كما تعرف أنا أدير وكالة تأمين وأعمل من وقت لآخر في الإنتاجات التلفزية وكلما سنحت الفرصة في السينما والمسرح ولم أكن يوما منقطعا عن الحياة الثقافية في مسقط رأسي البقالطة وكلما دعيت للمشاركة في تظاهرة ثقافية لم أتردد في الاستجابة وآخرها كان في جبل سمامة بالقصرين في 17مارس الماضي ببادرة من إبن القصرين عدنان الهلالي وكان معي صديقي الفنان يونس فارحي.
قيادة« آفاق تونس» تعتبر أنه يجب أن تكون سمعة المترشح جيدة لتنضاف إلى سمعة الحزب والعمل الميداني خلال الحملة ، وأنا والحمد لله أحتفظ بعلاقات طيبة مع كل الناس لا أكن ضغينة لأحد ، «ما عنديش مشاكل لا عدلية ولا غيرها ، ما عنديش لا سوابق ولا دوسيات « يمكن أن تشوش على سمعتي وهذا شرط مطلوب كما أن «آفاق تونس» يقترح نظرة جديدة ومقاربة مختلفة في التعامل مع السياسة ، بقي علينا ان نتمم الجزء الأخير كيف تقنع الناس بإنتخاب قائماتنا وهذه مسؤوليتنا

ممارسة السياسة في الستين أليست ضربا من المراهقة المتأخرة؟
(يبتسم) ربما كانت المراهقة بما فيها من إقدام وشجاعة وجرأة أفضل من الشيخوخة فما يراه الشاب واقفا لا يراه الشيخ قاعدا خاصة إذا كان هذا الشاب في الستين من عمره ، وأنا شخصيا» نحس في روحي في الأربعين».
كيف ستكون ممارستك للسياسة؟
انا لا صلة لي بأي منظومة قديمة في مجال السياسة وتجربتي في العمل الديبلوماسي خارج تونس تجعلني اقترح نهجا مختلفا حتى في حملتي الانتخابية، لن نتعامل مع الناخبين كنكرات نحتاج أصواتهم دون أن نعرفهم، هذا المنطق لا سبيل إليه في «آفاق تونس» سنطرق أبواب الناخبين دارا دارا ، نريد أن نرى الناس ونستمع إليهم ونتحدث معهم حول ما يشغلهم قبل أن ندعوهم للتصويت لنا نريدهم أن يعرفونا ثم ليصوتوا لمن أرادوا ورأوا فيه الأفضل «ما نحبوش المواطن يغلط» هامش الخطأ في هذه المرحلة من مسار تونس محدود وضريبته غالية ، اسلوبنا هو الإتصال المباشر، هي طريقة بورقيبة ونتائجها مضمونة.
هل مازال المواطن يثق في وعود رجال السياسة؟
أدرك ان هناك أزمة ثقة بين عموم التونسيين، لست أبالغ، أنظر العنف اللفظي في الشوارع ستفهم كل شيء، من واجبنا أن نعيد بناء الثقة وإلا ما نفعي أنا «كنا تركنا أهل البلاء في البلاء « رجل السياسة لا ينبغي ان يلغي المواطن، نحن نأخذ وكالة الناخب لنتحدث بصوته ومطلوب منا أن نكون أمناء في أداء واجبنا و آفاق تونس وفيّ لناخبيه وأنصاره والمتعاطفين معه» إن شاء الله ننجحوا وسترون البرهان بأعينكم» .
عادة يكون رئيس قائمة المنستير إبن المدينة نفسها لا من «الضواحي» ألا يضعف هذا المعطى حظوظك؟
ربما كانت هذه النقطة عاملا إضافيا للنجاح ، لم نشأ أن نقع في فخ المحاصصة والترضيات والجهويات الضيقة المقيتة، لست منستيريا ولكني تونسي قبل كل شيء، ولدت في البقالطة ودرست فيها وفي المنستير أحرزت على الباكالوريا ودرست بالمعهد العلوي بالعاصمة وبخزندار وببلجيكا وحين كنت أملك مصانع للنسيح كان عمال المصنع من كل مكان في تونس ولم أسأل يوما مترشحا للعمل»منين إنت وإلا ولد أو بنت شكون» والناس الذين يعرفونني في الساحل وفي كل مكان من تونس يمكنهم ان يشهدوا بذلك ، لقد شعرت بأن أبناء مدينة المنستير سعداء بهذا الاختيار ، أنا من البقالطة التي توجد في آخر الترتيب في الولاية في كل شيء بعد بني حسان ، لم يكن لنا اي حظ لا مع بورقيبة ولا مع بن علي وهذه فرصة لتصعيد نائب من البقالطة ، لا أستند إلى أي عرش أو عائلة أو إلى ثقل مالي أنا مواطن وكفى .
عادة لا ينظر للفنان بجدية... نحتاجه ليرفّه عنا كما أن تجربة وجود فنانين في مجالس نيابية ليست جيدة وأضرب لك مثالا مجلس الشعب السوري ، ألا تخشى هذه الفكرة المسبقة ؟
لا ينبغي أن نسقط في فخ الخوف والحسابات، لا تنس 14جانفي ذلك التاريخ الملهم لا يجب أن نضعه بين قوسين وكأنه لم يقع، الفنان مواطن قبل كل شيء يعيش بيننا ثم أنا تكويني قانوني ديبلوماسي ولي تجربة نقابية طويلة، في مسيرتي منذ عشرين عاما يعرفني التونسيون كفنان لأن السياسة كانت حيزا خاصا بفئة من الناس سواء في الحكم أو في المعارضة. أنا لم أنتم للمعارضة ولكني لم أكن يوما في ركاب الحاكم مهما كان واعتقد انه حان الوقت لي ولكثيرين مثلي حرموا من المساهمة في الحياة السياسية ليخوضوا غمارها... لا أبحث عن شهرة أو عن مال ، القصة أني أحلم بمستقبل أفضل لبلدي وأبناء بلدي وأولاد ولايتي ومدينتي ودوري إن انتخبني أبناء ولاية المنستير أن أحقق هذا الحلم .
أما عن جدية الفنانين ومدى جدارتهم بالوصول إلى مجلس النواب فأنا أحيلك على تجربة سلمى بكار التي لم يكن التونسيون يعرفون عنها سوى انها مخرجة سينمائية وهاهي اليوم رئيسة للكتلة الديمقراطية وقد كان لها دور كبير في الوصول إلى كثير من التوافقات والحد من التشنج داخل المجلس، تجربة سلمى بكار أعتبرها مرجعا وتجربة نموذجية لما يمكن أن تقدمه المرأة والفنان في العمل السياسي الذي يقصد منه خدمة المواطن لا خدمة أجندات شخصية او حزبية ،سلمى بكار إمرأة مناضلة ونجاحها هو الذي دفعني لخوض التجربة... أشعر بأن لي المؤهلات لأكون نائبا في المجلس.
هل يعبر المجلس التأسيسي عن التونسيين ؟
الأمور نسبية ، المجلس تم إنتخابه في لحظة معينة، كانت هناك ظروف خاصة في 23 أكتوبر 2011 لا يمكن أن نجرّم التونسيين لأنهم إختاروا ذلك المجلس الذي خيب في آلياته طموحات الناخبين ، الآن تغيرت عدة معطيات أولها الظرفية السياسية والأمنية وإنتظارات التونسيين من مجلس نواب الشعب نفسه.
في 23 أكتوبر 2011 ترشح عدة مشاهير أمثال فوزي البنزرتي وصابر بن فرج وشكري الواعر ...لكنهم سقطوا جميعا؟
جميع من ذكرت كوّارجية ... « أنا موش كوارجي» أنا فنان والأمران مختلفان . اكثر الناس تعرفني، الفنان أقرب الناس إلى الواقع ولا يمكن له أن يكون منقطعا عن الناس أما الرياضيون عندنا وخاصة في كرة القدم فكثير منهم من البورجوازية الجديدة المنقطعة عن جذورها
.
حتى الفنانين يمكن أن يقال عنهم ذلك؟
يقال ربما ولكن أعطني فنانا واحدا يعيش بحبوحة من العيش(مع بعض الاستثناءات التي تؤكد القاعدة)عدى العرابنية .
الفنان يعاني معاناة كبيرة وأتحدث عن الممثل وعن الموسيقي والمطرب ...رأيي الخاص التغيير لا يتم إلا من بوابة الثقافة ومحاربة الإرهاب لا تتم فقط بالأمن والجيش بل بمشروع ثقافي .
في مرحلة من مراحل حياتك تردد انك قريب من الإسلاميين؟
شوف أنا كنت متهما زمن بن علي بأني متعاطف مع الإسلاميين لأني أصلّي وأنا لعلمك «حاج بيت ربي» والآن صرت متهما بأني يساري ، أنا يا سيدي مواطن تونسي أحمل ما يحمله التونسيون من قيم وتربية وثقافة ولكني انظر إلى العالم ملء عيني ...
كيف تقبل زملاؤك في الوسط الفني إعلانك الترشح؟
أشعر بأنهم «فرحولي برشة» هم يعرفون ان وجودي في المجلس سيكون صوتهم، إتصل بي كثير منهم ولم أسمع سوى كلمات التشجيع وأول من إتصل بي عزيزة بولبيار هي وزجها العربي، سألتني« كيفاش نجم نعاونك؟» قلت لها «إنت في حمام الأنف ما تنجمش تصوتلي لكن تنجم تصوت لآفاق تونس عاونوني بالكلمة الطيبة».
يعتبر البعض ان المنستير رمز لسياسة التمييز بين الجهات وبأن الساحل أخذ ما يكفي وحان الوقت لنهتم بالجهات الداخلية؟
بعد 14جانفي صار الكل يقول ما يريد بلا ضوابط ، وهل سمعت أن المنستير أو سوسة أعلنتا الإستقلال ورفعتا العلم الخاص بكل منهما؟ ألم يسأل أصحاب هذا الرأي غير السديد أين يدرس أبناؤهم؟ وأين يعملون واين يسكنون واين يتزوجون؟ هل تظن أن المنستير خالصة للمساترية وأن المهدية خالصة للمهادوية ...تلك هي واحدة من نقاط قوة الساحل أنه يفتح ابوابه للجميع ويحتضن كل التونسيين عمالا وطلبة وتلاميذ ومرضى ....هل يطلب من الساحل أن يدفع ضريبة الجغرافيا؟ هناك إحساس اليوم بأن الساحل مهمش منذ 14جانفي، لا أريد أن أؤكد على هذه النقطة. الأهم أنه وقع إهمال البنية التحتية للمنستير ونحن في« آفاق تونس» مدركون لحاجات المنطقة وسنعلن برنامجنا في الإبان ، ولعلمك الساحل فاعل في السياسة منذ عهد البايات والساحل ليس الوسط الشرقي بل يمتد من بنزرت إلى جرجيس وفي كل دول العالم تجد السواحل أكثر جاذبية ، وإلى اليوم المستثمر التونسي كما الأجنبي يفضل الإستثمار في الشريط الساحلي ولكنك لن تسمع يوما أحد أبناء الساحل يقول لك هذا المصنع متاعنا ونحن اولى بالعمل فيه أو نطالب بنسبة من ثرواتنا ، ويمكنني أن أدلك على مناطق لن تصدق انها في الساحل غير بعيد عن المكنين هذا هو الواقع «برشة ناس ما تحبش تعرفوا»، اكثر ما يزعجني هو النعرات الجهوية ونحن في «آفاق تونس» «حاسين » بخطورة المشكلة ، ظاهرة النزوج تهم ولاية المنستير ولا يمكن ان نتعامل مع هؤلاء كغرباء هم أولاد الجهة ولابد من العمل على إدماجهم دون اي حساسيات فالكثير منهم تزوجوا منا واعتبرهم عنصر إثراء في المنطقة
هناك من يقول إن السواحلية يرفضون التفريط في الحكم فكيف ترد على هذا الرأي؟
السواحلية لا يريدون الحكم بل يرغبون في المشاركة في الحكم نحن بطبعنا نشتغل بالسياسة منذ عقود، لا نريد إحتكار الحكم ولا يسكننا هاجس التفرّد بالسلطة وبن علي لم يمثل يوما ما الساحل ... انت تعرف أن الساحل شهد ميلاد حزب بورقيبة كما تجد في الساحل قيادات الحزب الشيوعي واليسار عموما وتجد الإسلاميين والبعثيين والقوميين... الساحل منصة سياسية حية وهو قلب نابض لتونس ويخطئ من يفكر في إسكات خفقان هذا القلب ،
المعطى الآخر المهم أن السواحلية لا يخشون الديمقراطية و يشاركون في الحياة السياسية في «آفاق تونس» و«نداء تونس» و«الجبهة الشعبية» و«النهضة» و«الجمهوري» ....وأسألك هل كان صدفة ان ينطلق الباجي قائد السبسي في بناء حزبه من هنا من المنستير ثم من قصر هلال؟
نحن في الساحل نشارك في الحكم والمعارضة ولا نخشى الديمقراطية وناضلنا من أجلها وإن وصلنا إلى الحكم بالديمقراطية فيا حبذا.
لو نجحت في الإنتخابات بماذا ستختلف عن بقية النواب؟
أنا قادم من الوسط الثقافي وسأكون صوت المثقفين والفنانين ولسان الدفاع عن الحق في الثقافة، لا ينبغي ان تتواصل المنظومة القديمة دار ثقافة هنا وأخرى هناك شبه مغلقة بلا برمجة ، من يريد الحرب على الإرهاب والإنتصار عليه لابد عليه من إرساء مشروع ثقافي...
من السهل ان ندين الإرهاب والسلفيين وندين المتعاطفين معهم لكن الإدانة لا تغيّر من الواقع شيئا، علينا ان نربي اطفالنا على حب الحياة لا على كرهها والنقمة عليها وهذا لا يتحقق إلا بمشروع فني وثقافي حقيقي وجاد ...سأكون صوت الفلاحين والبحارة والطلبة وخريجي الجامعات ، هاتفي سيكون متاحا لأبناء منطقتي ومكتبي مفتوح لهم ....
هل لديك إحساس بالفوز؟
لو لم أكن أشعر بأني قادر على الفوز بثقة الناخبين لما ترشحت أصلا، القصة ليست معركة حياة أو موت ، هي محاولة لتغيير الحياة السياسية بالفعل فيها، ما شاهدته من شطحات في المجلس التأسيسي ساءني وشعرت بأن كثيرا من النواب خذلوا ناخبيهم ولا بد من تمشيط الطبقة السياسية ، وما عليّ سوى المحاولة والكلمة الأخيرة للناخب وهو في خلوته لا سلطة عليه سوى ضميره.
هل شرعت في التحرك الميداني؟
أنا بطبعي ولد الناس أتنقل بشكل مستمر بين البقالطة والعاصمة وأمر بعدة محطات في ولاية المنستير فيمكنك ان تعتبر بأني في حملة انتخابية دائمة لكن ما قمنا به في الفترة الماضية هو تحسيس المواطنين بضرورة التسجيل ، فعلنا ذلك دون يافطة حزبية الهدف هو حث المواطنين على ممارسة حقهم في الانتخاب ، لمن سيصوتون موضوع سابق لأوانه المهم أن يسجل المواطن «ومن بعد نحكيو « واعترف لك بأننا وجدنا الترحاب حيثما كنا وقد اعطاني هذا الموقف شحنة معنوية لا حدود لها.
بماذا يختلف «آفاق تونس» عن «الجمهوري»؟
هناك إختلاف ولو لم هناك اختلاف لما انسلخنا، نحن حزب شاب يحمل رؤية جديدة للنهوض بتونس.
رئيس الحزب ياسين إبراهيم كان وزيرا عند الباجي قائد السبسي؟

سي الباجي لم يكن بايا أو سلطانا ليكون ياسين إبراهيم وزيرا عنده، ياسين إبراهيم كان وزيرا في حكومة الشعب التونسي وجيء به لكفاءته .
من سترشحون للرئاسية؟
إن ترشح رئيس الحزب فسندعمه وإن لم يفعل سنحدد بشكل ديمقراطي موقفنا.
هل إبتعدت عن التمثيل بإنشغالك بالسياسة؟
انت تعرف ان عضوية مجلس النواب تمثيل للشعب وكما ترى فأنا قدري ان اكون ممثلا في السياسة أو في الفن ، لي مشروع مسرحية من إنتاج «نجمة الشمال» لنور الدين العاتي وسنية زرق عيونة بعنوان «مذكرات زرلين» ترجمة سنية وإخراج نور الدين والنص للكاتب النمساوي إرمون بروش ، كما كان لي مشروع كبير هو «السقيفة» لحافظ خليفة والنص لبوكثير دومة ولكني اضطررت للانسحاب حتى لا أظلم المسرحية بسبب إنشغالي خلال هذه الفترة بالسياسة ، وأجدد الاعتذار لحافظ خليفة على أمل أن تتوفر فرصة العمل المشترك بيننا لاحقا.
في شهر رمضان الماضي ظهرت في أكثر من عمل في «مكتوب» لسامي الفهري و«ناعورة الهواء» لمديح بلعيد و«نسيبتي العزيزة» ليونس فارحي ومنجي بن طارة (خلف صلاح الصيد في مهمة الإخراج بعد أن كان مساعده طيلة سنوات) ففي اي منها كنت أكثر راحة؟
انا فخور بكل تجاربي ولكن «ناعورة الهواء» كان محطة متميزة من التعاون مع مديح بلعيد «نحب خدمتو برشة» وهو قريب مني لا تنس اننا عملنا معا في «نجوم الليل» ويسعدني ان أعمل معه مستقبلا وهو من المخرجين الذين يحبون الممثل.
وفي السينما ما جديدك؟
سأشارك في فيلم إيطالي مع الحبيب عطية وإن شاء الله ننطلق في التصوير قريبا.
إن وصلت إلى قصر باردو هل ستنقطع عن التمثيل؟
لا، مستحيل، لازم نلقى وقت .
هل سيكون المجلس القادم افضل من «التأسيسي»؟
بكثير لأن وعي الناخب تطور وأصبح أكثر ذكاء وفطنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.