قال مسؤول كبير في الاستخبارات العسكرية إنّ بلاده أساءت تقدير امكانية صمود المقاتلين الفلسطينيين في قطاع غزة مؤكدا أنّ الدولة العبرية لم تتوقع أن يستمر القتال لمدة خمسين يوما. وأضاف ذات المصدر «لو سألتموني قبل شهرين، فإنني لم أكن لأتوقع بأن الأمر سيستغرقنا 50 يوما.. إعتقدنا أنهم سيفهمون ما حدث في وقت أقصر، وأخطأنا هنا. إنه خطأ تكتيكي في التقييم ولكنه خطأ». واعترف المسؤول الاسرائيلي بأنّ مستوى تدريب بعض مقاتلي «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» كان أعلى من المتوقع، لكنه أوضح أنه لم يكن هناك «يّة مفاجآت» للقوات الاسرائيلية من وجهة النظر العسكرية. من جانبه كشف وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون ان الكلفة المباشرة للهجوم العسكري الذي شنه الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة لمدة 50 يوما تجاوزت 2,5 مليار دولار (1,9 مليار اورو). وصرح يعالون في مؤتمر اقتصادي في تل ابيب ان «الانفاق على عملية الجرف الصامد الانفاق العسكري المباشر - تجاوز تسعة مليارات شيكل». وعلى صعيد آخر سيعود وزير الخارجية الامريكي جون كيري ليغوص مجددا في عملية السلام الشائكة بين اسرائيل والفلسطينيين، بلقائه مفاوضين فلسطينيين في واشنطن للمرة الاولى منذ انتهاء حرب الخمسين يوما في قطاع غزة.وتأتي هذه المحادثات بعد أيام من إعلان اسرائيل نيتها القيام بأكبر عملية مصادرة لأراض فلسطينية منذ عام 1980، ومع مساع فلسطينية لاستصدار قرار في الأممالمتحدة يحدد مهلة ثلاث سنوات لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي.وستكون أول محادثات مباشرة يجريها كيري مع المفاوضين الفلسطينيين منذ أن وجدت واشنطن نفسها عاجزة تماما اثناء محادثات وقف اطلاق النار في جويلية عندما فشل كيري في التوصل لهدنة في الحرب بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية الناشطة في قطاع غزة. ويسعى الفلسطينيون من جانبهم الآن لدى مجلس الأمن الدولي لتبني قرار يطلب انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية خلال ثلاثة اعوام. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في مؤتمر صحافي في مقر الاممالمتحدة بنيويورك «سنسعى الى قرار في مجلس الامن يتضمن موعدا محددا لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي». وردا على سؤال عن المهلة الزمنية، اوضحت انه ينبغي ان ينتهي هذا الاحتلال «خلال ثلاثة اعوام». لكنها اقرت بأن الولاياتالمتحدة ستستخدم فورا حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار مماثل، واضافت «نعلم ان الولاياتالمتحدة يمكنها استخدام «الفيتو» في مجلس الامن ونحاول اقناعهم بالاصغاء الى صوت المنطق».