هاجمت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي بشدة أمس إسرائيل قائلة إنها تتحدى عمدا القانون الدولي بعمليتها العسكرية في غزة ودعت دول العالم لمحاسبتها على ارتكابها المحتمل لجرائم حرب. وقالت بيلاي للصحفيين أن إسرائيل هاجمت المنازل والمدارس والمستشفيات ومبنى للأمم المتحدة في انتهاك واضح لاتفاقيات جينيف، موضحة: «لهذا السبب أقول إنهم يبدون وكأنهم يتحدون .. إنه تحد متعمد للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على اسرائيل.» وأضافت بيلاي: «لهذا السبب أقول مرار وتكرارا إننا لا نستطيع أن نسمح بالإفلات من العقاب ولا يمكننا أن نسمح باستمرار غياب المحاسبة.» كما أشارت بيلاي إلى أن مقاتلي حركة «حماس» الفلسطينية في غزة «انتهكوا بدورهم القانون الدولي الانساني من خلال اطلاق الصواريخ دون تمييز على اسرائيل وفي بعض الاحيان من أماكن ذات كثافة سكانية». وانتقدت أيضا الولاياتالمتحدة -الحليف الرئيسي لإسرائيل- لعدم استخدام نفوذها لوقف المذبحة. وقالت: «الكثير من ملاحظاتي كانت موجهة إلى الولاياتالمتحدة كونها طرفا له تأثير على اسرائيل لتقوم بأكثر بكثير مما تفعله لوقف القتل ودفع الاطراف إلى طاولة المفاوضات. لقد دعيت أيضا لوضع حد للحصار وإنهاء الاحتلال.» وقالت بيلاي انها صدمت لأن الولاياتالمتحدة كانت تصوت باستمرار ضد القرارات الخاصة بإسرائيل في مجلس حقوق الانسان وفي الجمعية العامة ومجلس الأمن. وقالت «إنهم لم يزودوهم فقط بالأسلحة الثقيلة التي تستخدمها اسرائيل الآن في غزة بل قدموا أيضا مليار دولار تقريبا لتزويدهم بالقبة الحديدية لحماية الاسرائيليين من الهجمات الصاروخية دون توفير مثل هذه الحماية لأهالي غزة من القصف.» ويقول المسؤولون في غزة إن 1372 فلسطينيا على الأقل استشهدوا معظمهم من المدنيين وجرح أكثر من سبعة آلاف شخص في مقابل مقتل 56 جنديا اسرائيليا وجرح أكثر من 400 آخرين. كما قتل ثلاثة مدنيين بالقصف الفلسطيني على اسرائيل. وقالت بيلاي إنه حين تحاكم اسرائيل أربعة جنود إسرائيليين فقط في عملية الرصاص المصبوب عام 2008-2009 بينهم واحد لسرقته المزعومة لبطاقة ائتمان فهي لا تنتظر إجراء تحقيق مناسب في الانتهاكات التي ارتكبت خلال غاراتها الجوية وعمليتها البرية في غزة التي دخلت أمس أسبوعها الرابع. وقالت «لكن القانون الدولي واضح فعندما تكون الدولة غير قادرة أو غير راغبة في إجراء التحقيقات والمحاكمات حينها يطبق النظام (العدالة الجنائية) الدولي.» وذكرت بيلاي -وهي قاضية سابقة في محاكم جرائم الحرب في الأممالمتحدة- أن لجان التحقيق السابقة للمنظمة الدولية في توغلات اسرائيل في غزة طلبت من مجلس الأمن الدولي إحالة الملف إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية. وقالت بيلاي «لا يمكن تحقيق المحاسبة والعدالة عبر الإجراءات (الإسرائيلية) المحلية. هذا واضح من غياب التحقيقات المناسبة من الجانب الإسرائيلي كما لم يقم المجتمع الدولي بأي محاولة من أي نوع لتطبيق التوصيات التي أعلنها تقرير بعثة تقصي الحقائق في غزة.»
أعلنت فتح مخزونها من الذخائر لإسرائيل واشنطن تجاهر بدعمها لحرب الإبادة في غزة
عواصم (وكالات) أعلنت الولاياتالمتحدة أنها وافقت على طلب الجيش الإسرائيلي إعادة إمداده بذخائر لتراجع مخزونه، مؤكدة بصورة لا لبس فيها تواطؤها ودعمها لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ 25 يوما ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والتي أدت إلى حد الآن إلى سقوط أكثر من 1364 شهيدا وسبعة آلاف جريح فلسطيني معظمهم من المدنيين. يأتي ذلك فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس أن إسرائيل ستواصل تدمير الأنفاق في قطاع غزة سواء «مع وقف إطلاق النار أو بدونه» وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي من جهته استدعاءه أمس ل16 ألف جندي إضافي من قوات الاحتياط لتعزيز قواته التي تنفذ عمليات عسكرية داخل قطاع غزة منذ 17 جويلية الماضي. وفي بيان تلاه المتحدث باسمها جون كيربي أمس، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) موافقتها على تزويد إسرائيل بكميات جديدة من الذخائر لتعويض تراجع مخزوناتها، وذلك على الرغم من الإدانة الأمريكية الشديدة للقصف الذي استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في جباليا ، شمال قطاع غزة. وقال البنتاغون إن الجيش الإسرائيلي طلب في 20 جويلية إعادة إمداده بالذخائر بسبب انخفاض مخزوناته، مشيرا إلى أنه وافق على بيعه هذه الذخائر بعد ثلاثة أيام من ذلك. وصرح المتحدث جون كيربي بأن «الولاياتالمتحدة التزمت بضمان أمن إسرائيل، وأنه لأمر حاسم للمصالح القومية الأمريكية مساعدة إسرائيل على أن تطور وتحافظ على قدرة قوية وفعالة في مجال الدفاع عن النفس». وأضاف أن صفقة «التسلح هذه تتناسب مع هذه الأهداف». ويذكر أن منظمة العفو الدولية كانت قد حثت الولاياتالمتحدة أول أمس على وقف إمداد إسرائيل بالأسلحة. وقالت في عريضة وجهتها إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «لقد آن الأوان للحكومة الأمريكية لكي تعلق نقل أسلحة إلى اسرائيل والسعي لفرض حظر دولي على الأسلحة إلى كل أطراف النزاع». نتانياهو: مواصلة التدمير بالتزامن مع هذه التطورات، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس استدعاءه ل16 ألف جندي إضافي من قوات الاحتياط لتعزيز قواته التي تنفذ عمليات عسكرية داخل قطاع غزة منذ 17 جويلية الماضي. في الوقت ذاته، ذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان الحكومة الامنية قررت بالإجماع خلال اجتماع استمر خمس ساعات مواصلة الهجمات على قطاع غزة من اجل «القضاء» على الانفاق التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية بين قطاع غزة وإسرائيل. ونقلت الاذاعة عن جنرال مكلف قطاع غزة ان تدمير الانفاق هو «مسالة أيام». يأتي ذلك بعد أن أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت سابق أمس أن إسرائيل ستواصل تدمير الأنفاق في قطاع غزة سواء تم التوصل إلى وقف إطلاق نار أو لم يتم الاتفاق عليه. وفي تصريحات قبيل بدء اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة، قال نتانياهو «نحن مصممون على إتمام هذه المهمة سواء مع وقف إطلاق النار أو بدونه، ولن نوافق على أي مقترح لا يسمح للجيش الإسرائيلي بإنهاء هذا العمل». تطورات ميدانية ميدانيا، اعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن استشهاد عشرة فلسطينيين أمس في غارات اسرائيلية متفرقة. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة “استشهدت مها عبد النبي ابو هلال من رفح في غارة اسرائيلية كما استشهد سليمان بركة (31 عاما ) وعارف بركة (58 عاما) من دير البلح في غارة اسرائيلية على دير البلح وسط قطاع غزة ” مضيفا “استشهد ثلاثة فلسطينيين في غارة اسرائيلية جديدة على خان يونس جنوب قطاع غزة». وبعدها اعلن القدرة ان ثلاثة فلسطينيين اخرين “استشهدوا في غارة اسرائيلية جديدة على بلدة بني سهيلة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة”. كما استشهد فلسطيني اخر في غارة اسرائيلية على رفح جنوب قطاع غزة. وقال القدرة ان صحافيا يدعى محمد ضاهر توفي متأثرا بجروح اصيب بها الاربعاء في الغارة الاسرائيلية على حي الشجاعية. وكان ضاهر يعمل مع مؤسسة الرسالة وهي مؤسسة صحافية محلية في غزة. من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أمس عن إصابة جندي اسرائيلي برصاص قناص فلسطيني في منطقة الشجاعية، شرقي مدينة غزة. وبذلك يرتفع عدد المصابين في صفوف الجنود الإسرائيليين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من الشهر الجاري وحتى يوم أمس إلى 211 مصاباً و56 قتيلاً، بحسب مصادر عسكرية وبيانات الجيش الإسرائيلي، فيما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس» إنها قتلت 110 جنود، وأسرت آخر.