بعد نجاح القوات العراقية مدعومة بميليشيات موالية وقوات البشمركة في هجومها على «داعش» في استعادة أمرلي وسليمان بك في محافظة صلاح الدين، أشارت مصادر عسكرية إلى اندلاع «معارك متقطعة» في المناطق المحيطة بالمدينتين حيث اعلن قائد عمليات الأنبار، الفريق رشيد فليح، عن بدء عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على ناحية راوه، مشيرا إلى أن سير المعارك شهد في اليومين الماضيين «تحولا» لصالح الجيش. كما استأنفت القوات العراقية هجومها على تكريت مسقط رأس صدام حسين، وذلك بعد أيام من وقف العملية الهادفة لاستعادة المدينة التي سيطر عليها مسلحو «تنظيم الدولة» في جوان الماضي. وساد الهدوء الحذر في المناطق التي كانت قد شهدت مواجهات في جلولاء بالقرب من الحدود الإيرانية، والموصل، حيث كانت مواقع لتنظيم الدولة تعرضت الاثنين الماضي لضربات أمريكية جديدة. وفي سياق منفصل، عقد البرلمان العراقي جلسة لمناقشة ملابسات الهجوم الذي شنه تنظيم «الدولة الإسلامية» على معسكر سبايكر في تكريت في جوان الماضي، وأسفر عن مقتل المئات. وقال النائب عن «ائتلاف العراقية»، كاظم الشمري، إن البرلمان صوّت على بث الجلسة السابقة السرية التي شهدت مناقشة القضية في 23 أوت الماضي، مؤكدا عزم المجلس كشف الحقائق كاملة بشأن «أزمة ضحايا سبايكر». وكان أكثر من مائة من أفراد عائلات جنود أسرهم التنظيم في الهجوم، اقتحموا أول أمس مبنى البرلمان حاملين عصيا وقضبانا حديدية وحجارة وطالبوا بالحصول على معلومات عن ذويهم. وعلى الصعيد السياسي، استمرت المفاوضات التي يقودها رئيس الوزراء المكلف، حيدر العبادي، مع مختلف التيارات العراقية في محاولة لتشكيل حكومة وحدة تعمل على احتواء خطر تنظيم «داعش». وفي هذا السياق، بدأت الأحزاب الكردية في مفاوضات مع القوى السياسية العراقية للمشاركة في الحكومة، مع إصرار أربيل على أن تدفع بغداد نحو 8.5 مليار دولار لإقليم كردستان. كما يشترط الإقليم أن تدفع الحكومة المركزية ميزانية الثلث الأخير من العام الحالي، وذلك بعد أن أوقفت حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي دفع مستحقات كردستان منذ نحو 4 أشهر. وتصر القيادة الكردية أيضا على تنفيذ البند 140 من الدستور العراقي الخاص بحل تبعية المناطق المتنازع عليها في كركوك وأطراف الموصل، وعلى دمج قوات البشمركة في الجيش والمؤسسات العسكرية العراقية.