من المنتظر أن يحسم مجلس شورى «النهضة» اليوم او غدا موقفه بخصوص مسألة الانتخابات الرئاسية، فإما أن تعلن الحركة عن مرشحها الخاص أو أن تدعم مقترح الرئيس التوافقي مع تحديد شخصية من ستراه الأصلح لقيادة تونس خلال السنوات الخمس القادمة. وقد أكد القيادي في الحركة عبد الحميد الجلاصي ل«التونسية» أن الفرضيتين قائمتان وأن مجلس الشورى سيناقشهما على ضوء التطورات في الساحة السياسية وخيارات الحزب للمرحلة المقبلة كما أشار الجلاصي إلى أن إمكانية إعلان الحركة عن مرشحها الخاص واردة مع إمكانية تأخير الإعلان عن اسمه إلى ما بعد اجتماع المجلس. واعتبر الجلاصي أن عملية اختيار مرشح من داخل الحركة ليست بالأمر السهل بسبب التقديرات المختلفة وتعدد الآراء داخل الحزب ذاته. وفي خصوص الخيار الثاني المتعلق بالرئيس التوافقي قال الجلاصي أنه سيتم خلال اجتماع مجلس الشورى عرض تقرير المكتب التنفيذي حول هذه المسألة وتدارس جملة المقترحات و نتائج المفاوضات بخصوص هذا المقترح مستبعدا أن يتمّ الإعلان اليوم أو مباشرة عقب اجتماع المجلس عن الشخصية التوافقية التي استقر عليها الرأي. في السياق ذاته قال عبد الحميد الجلاصي إن اختيار الشخصية التوافقية سيكون على أساس قدرة هذه الأخيرة على النجاح في إدارة البلاد في المرحلة القادمة وتحقيق أهداف الثورة وانتظارات الشعب. «التشريعية» والوضع الاقليمي وحول بقية النقاط المدرجة ضمن جدول أعمال مجلس الشورى قال عبد الحميد الجلاصي إن ما لا يقل عن ثلاث نقاط أساسية ستكون على طاولة الدرس وهي الأوضاع السياسية العامة في البلاد والانتخابات التشريعية و التطورات الإقليمية وانعاكاساتها على الحركة. وأشار الجلاصي في هذا الصدد إلى أن مجلس الشورى سينظر بصفة معمقة في تطورات الساحة السياسية وعلاقتها بالانتخابات التشريعية والتحالفات المرتقبة إلى جانب النظر في القائمات الحزبية الانتخابية التي سيحدد على ضوئها استراتيجيته الانتخابية إضافة إلى النظر في مدى تقدم استعداد الحركة للاستحقاقات السياسية المقبلة والبرنامج الانتخابي للحزب الذي تنكب اللجان المختصة على إعداده منذ أشهر. كما سيكون ملف التطورات الاقليمية أيضا حسب ما أكده القيادي في حركة «النهضة» ضمن جدول أعمال مجلس الشورى وذلك في ما يتعلق أساسا بمسؤولية حركة «النهضة» في استقرار المنطقة و ضمان إنجاح التجربة التونسية التي يشرف مسارها الانتقالي على النهاية. وعلى ضوء النقاط المدرجة ضمن جدول الأعمال يبدو اجتماع مجلس الشورى استثنائيا بكل المقاييس باعتبار أن نتائج هذه الدورة ستحسم لا فقط في خيارات الحركة بل كذلك في المشهد السياسي عموما ناهيك أن العديد من القيادات التي اعلنت ترشحها ل«الرئاسية» تعول بشكل كبير على دعم الحركة لايصالها إلى دفة الحكم.