نجح المنتخب التونسي في تحقيق أفضل البدايات أول أمس السبت عندما تمكّن من الفوز على ضيفه البوتسوانى بهدفين لهدف في إطار الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم إفريقيا المغرب 2015 في مباراة حملت معها العديد من الإستنتاجات ومن المؤكد أنها ستفيد الإطار الفني للوقوف من جهة على نقاط القوة التي يجب تدعيمها ومن جهة أخرى على الأخطاء التي من الضروري تفاديها في مباراة بعد غد أمام منتخب الفراعنة في العاصمة المصرية القاهرة. التسرع وغياب الفعالية الهجومية شهدت مباراة تونسوبوتسوانا إضاعة كم كبير من الفرص السانحة للتسجيل والتي كانت كفيلة بأخذ الأسبقية مبكّرا وتسهيل مجريات اللقاء على المنتخب خاصة في الربع ساعة الأخير من الشوط الأول. صحيح أن الحظ عاند النسور قليلا لكن غياب التركيز أمام المرمى واستسهال بعض الكرات كان السبب الرئيسي في غياب الأهداف عن الفترة الأولى على غرار كرة حمزة يونس التي تصدت لها العارضة وكذلك رأسية الشيخاوي التي عرفت نفس المآل دون نسيان هدف حسين الراقد الأبيض الذي ألغاه الحكم الموريتاني بداعي التسلل. إضاعة هذه الفرص كلّف المنتخب قبول هدف مباغت إثر هجمة وحيدة للمنافس تمكّن من خلالها من إفتتاح النتيجة ليسيطر التسرّع على الخط الأمامي في بداية الشوط الثاني وسط تكتل دفاعي محكم لم يجد له الفني البلجيكي جورج ليكنز الحل حتى بعد إقحام العلاقي والشرميطي لكن المهارات الفردية والكرات الثابتة كانت لها الكلمة الفصل في منح النقاط الثلاث للمنتخب. أهمية الكرات الثابتة رغم غياب الحلول الجماعية فإن المنتخب وجد الحل مثلما أشرنا في الكرات الثابتة سواء في خلق الفرص أو في الوصول للشباك البوتسوانية وهو الطريق الأسلم لتسجيل الأهداف أمام منتخبات متكتلة دفاعيا وتجيد الضغط في وسط الميدان ولا تترك المساحات الكافية لإختراقها رغم محاولات المساكني والشيخاوي والخزري في إستخدام مهاراتهم في التوغّل لكن اللمسة الأخيرة في إنهاء الهجمة ظلت غائبة. إلا أن تعدّد المخالفات والرّكنيات التي كان تنفيذها بدقة كبيرة من الثنائي علي معلول ووهبي الخزري أتت بالخطورة في شوطي المباراة وأعطت أكلها في الردهات الأخيرة من المواجهة. عودة إلى التألق أهم الإستنتاجات الإيجابية التي تستحق الذكر في مباراة السبت الفارط هي تألق المساكني والشيخاوي وتقديمهما لمردود جيد وكانا أفضل العناصر الوطنية على أرضية ملعب بن جنات وإستمتع الجمهور الحاضر بفنياتهما والمراوغات التي كسرا بها الحائط البوتسواني في عديد المناسبات. عودة هذا الثنائي إلى سالف الإشعاع لن يعود سوى بالنفع على هجوم المنتخب في مباراة مصر القادمة والتي سيجد خلالها كل من الشيخاوي والمساكني وحتى الخزري مساحات أكبر لإستثمار المهارات وخلق الخطورة على مرمى شريف إكرامي. تكامل تتمّة لما يقدمانه مع فريقيهما كان حسين الراقد والفرجاني ساسي على أتم الإستعداد أمام بوتسوانا وقدما مباراة مرضية إجمالا وأظهرا تفاهما وتكاملا واضحا في وسط الميدان بين لاعب يجيد التغطية على الخط الخلفي وآخر صاحب نزعة هجومية وتمريرات دقيقة موّل بها الثنائي يونس والخزري لكن الكرة أبت في كل مرّة ولوج الشباك. ضرورة التأكيد تسببت الهفوة الوحيدة لثنائي محور دفاع المنتخب صيام بن يوسف وبلال المحسني في إفتتاح المنتخب البوتسواني للنتيجة وكادت تكلف نسور قرطاج غاليا لولا العودة القوية في الشوط الثاني. هذا الخطأ جاء بعد ترويض خاطئ للكرة من مدافع غلاسكو رينجرز وبهتة دفاعية بين المثلوثي وبن يوسف مكنت مهاجم الضيوف من الإنفراد بالحارس بن مصطفى. عدى ذلك فإن المباراة التي قدمها ثنائي الخط الخلفي كانت مثالية بالتفوق في معظم الثنائيات الهوائية والأرضية فضلا عن تميزهم في إيصال الكرة بسلاسة إلى لاعبي خط الوسط. هذا الثنائي يبقى أمام ضرورة تفادي بعض الأخطاء في مباراة مصر حيث يعتمد في خطّ الهجوم بالأساس على عناصر شابة على غرار محمد صلاح نجم تشيلسي وعمرو جمال مهاجم الأهلي.