مبعوث التونسية الى نيويورك: توفيق نويرة يتوجه اليوم محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية، بكلمة تونس الى اجتماع «الجمعية العمومية للامم المتحدة» في دورتها 69 ، والتي سيتطرق فيها الى عدة ملفات جوهرية تخص بلادنا بدرجة اولى والمعمورة عموما. وكان رئيس الجمهورية قد القى كلمة في قمة المناخ شدد فيها على ان تونس تعاني من انعكاسات الاحتباس الحراري رغم أنها ليست من الدول المساهمة في التلوث .. وحث المرزوقي المجتمعين على إيجاد منوال للتنمية المستدامة يراعي التهديد الذي يواجهه العالم مبرزا اهمية مؤتمر باريس 2015 للمناخ والذي قال أنه من الواجب الخروج منه بقرارات حاسمة للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري الذي يهدد مستقبل الاجيال القادمة على كرتنا الأرضية، داعيا الى تكثيف اللقاءات المخصصة للنظر في الاوضاع البيئية وسنّ استراتيجيات دولية لمكافحة التغيّرات المناخية. وللاشارة فان رئيس الجمهورية ترأس مع ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي اجتماعا في إطار قمة المناخ حول «تأثير التغييرات المناخية في المدن». وعلى صعيد آخر شكّلت العلاقات الثنائية بين تونس وليبيا والاوضاع التي تعيشها هذه الاخيرة محور محادثة جمعت رئيس الجمهورية بمقر البعثة الدائمة لتونس بالأمم المتحدة في نيويورك و عقيلة صالح عيسى رئيس مجلس النواب الليبي . وقد جدد رئيس الجمهورية رفض تونس المطلق لأي تدخل عسكري في ليبيا داعيا كافة الفرقاء الى تغليب مصلحة ليبيا وانتهاج الحوار سبيلا ومخرجا للأزمة والتوصّل الى حل توافقي ، مشددا على استعداد تونس، للمساهمة في مساعدة الليبيين على التوصل إلى مخرج سياسي للأزمة الراهنة بعيدا عن منطق السلاح والاقتتال. من جهة أخرى، جدد محمد المنصف المرزوقي ثقته في انتصار الشعب التونسي على الارهاب مؤكدا ان هذه الظاهرة لن توقف سير قطار تونس نحو الديمقراطية موضحا خلال نقاش جمعه بعدد من المهتمين بالشأن التونسي في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك ان التصدي لهذا الخطر يمر حتما عبر ايجاد مقاربة شاملة تعتمد على الجانب العسكري والأمني مع ايلاء الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المكانة المناسبة لما يمثلانه من ركيزة للتصدي لظاهرة الارهاب وتجفيف منابعها. وأشاد رئيس الجمهورية بما تحقق الى حد الآن وبالنجاح الباهر الذي صنعه ابناء تونس من خلال تجاوز صعوبات المرحلة الانتقالية التي افضت الى المصادقة على دستور مدني معتبرا ان تنظيم انتخابات ديمقراطية شفافة سيمثل تتويجا للمسار الانتقالي ولثورة شعب. ولاحظ رئيس الجمهورية ان المعركة الحقيقية الآن هي دفع مسار التنمية وبلورة منوال يستجيب لحاجيات التونسيين في تحقيق العدالة الاجتماعية والتشغيل وتقليص التفاوت الجهوى..مشددا على وجود إرادة سياسية فعلية لدفع الاستثمار وذلك عبر توفير الامكانيات اللازمة لتسهيل الإجراءات وتقديم حوافز للمستثمرين، ملاحظا ان هناك آفاقا واعدة لإقامة شراكة متوازنة في مجال الطاقات المتجددة وتكنولوجيا المعلومات . كما كان ل «المرزوقي» لقاء بفيليب السادس ملك إسبانيا في مقر الاممالمتحدة خصص لتباحث السبل الكفيلة بتدعيم أواصر التعاون في عدة مجالات الاقتصادية منها والامنية بالاخص . وقد جدد ملك اسبانيا عقب اللقاء دعم اسبانيالتونس في استكمال بناء ديمقراطتيها خصوصا أنها حقّقت نجاحا باهرا الى حد الآن، اضافة الى كونها تعد احدى لبنات الاستقرار في حوض البحر الابيض المتوسط معربا عن استعداد اسبانيا الكامل لدعم تونس اقتصاديا .. ومن جانبه ابرز رئيس الجمهورية ان التحدي الاساسي الذي ينتظر تونس هو وضع استراتيجية شاملة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتقليص معدلات البطالة داعيا جميع أصدقاء تونس لمساندتها في هذه الفترة من تاريخها. العلاقات الثنائية التي تجمع تونس وموريتانيا وسبل تعزيزها كانت كذلك محور لقاء محمد المنصف المرزوقي بمحمد ولد عبد العزيز الرئيس الموريتاني حيث اكد الجانبان على ضرورة الرفع من نسق التبادل في شتى المجالات.