اتخذ مجال التعليم في بداية القرن الحالي منحى واسع الأبعاد بعد الطفرة العظيمة التي شهدها في أواخر القرن العشرين، حيث تسابقت مؤسسات التعليم بنوعيها العمومي والخاص نحو توفير أفضل الوسائل والتقنيات وأكثرها دقة وفعالية والتي من شانهأ مساعدة طالب العلم على تلقي المعلومة بسلاسة وسهولة وتفسح له المجال واسعا للخلق والإبداع والنجاح في مسيرته الدارسية وحياته العملية المستقبلة... ولإثبات حسن توظيف تونس للتكنولوجيا الرقمية في مجال التعليم بشكل ينهض بالبلاد والعباد، وكمثال يحتذى به في مواكبة الدول النامية للتطور الرقمي العالمي وعدم تخلفها عن ركب الدول المكونة للجمهورية العالمية الرقمية، دشن أول أمس الاربعاء كل من السيدة اكسال لومار كاتبة الدولة الفرنسية للاقتصاد الرقمي والسيد فرانسوا قويات سفير فرنسابتونس والسيد ديدييه شارفي المدير العام لاورنج تونس مخبر اورنج للابتكار «Orange Innovation Lab» «بحرم المدرسة العليا الخاصة للهندسة والتكنولوجيا» ESPRIT. وقد أبدت السيدة اكسال لومار كاتبة الدولة الفرنسية للاقتصاد الرقمي، اعجابا وانبهارا شديدين بمخبر اورونج للابتكار، واصفة اياه بالمفاجأة الرقمية، معربة عن بالغ سعادتها وتأثرها لحجم التطور التونسي في المجال الرقمي ومدى اعتناء شركات الاتصالات وعلى رأسها شركة اورنج بتوظيف التكنولوجيا الرقمية في المجالات التربوية والتنموية وبشكل دائم ومستمر مواكب للتطور العالمي. وقالت كاتبة الدولة الفرنسية للاقتصاد الرقمي معبرة عن مدى تأثرها لما اكتشفته عن تونس من خلال زيارتها لمخبر اونج للابتكار: يبدو ان تونس لم تنجح فقط في الانتقال السياسي فحسب، فها نحن نراها اليوم تقطع شوطا كبيرا من الانتقال الاقتصادي الرقمي ونحن جد فخورون بدعمنا لمثل هذه المشاريع وتعاملنا معها... وأضافت اكسال لومار: نحن الفرنسيون نبحث عن الافضل في المجال الرقمي لاننا نسعى الى اقامة جمهورية رقمية... اننا في حاجة الى كفاءات بشرية تساعدنا على تحقيق ما نرنو اليه... نحن نبحث عن الافضل... انتم في تطور مستمر ونحن جد سعيدون بالتعامل معكم، منوهة بالتعامل الجيد بين المؤسسات التونسية الخاصة ونظيرتها الفرنسية. حاضنة المشاريع التنموية وفي حديثها عن المخبر الجديد الذي جهزته اورنج باحدث الوسائل والتقنيات، قالت السيدة اسماء النيفر مديرة العلاقات الخارجية باورنج تونس، ان من اهم اهدافه الاحاطة وتكوين الطلبة وتعزيز معارفهم الرقمية بشكل يواكب التطور المستمر في هذا المجال، مضيفة ان اورنج تسعى من خلال هذا المشروع الى الاحاطة بالشبان باعثي المشاريع ومساعدتهم على الاندماج السهل والسريع في عالم المال والاعمال من خلال تكوينهم واعانتهم على بعث مشاريعهم مع تمويلهم ومتابعتهم. اما عن الشروط التي يتم على اساسها اختيار المتكونين في هذا المركز، فقد اكدت السيدة اسماء النيفر ان الحداثة والابتكار من اهم المقاييس التي يتم التركيز عليها في ملفات المترشحين، مشددة على ان الهدف الاساسي من هذا المشروع الذي تدعمه اورنج كغيره من المشاريع التي قامت بها، هو تحفيز الشباب على الخلق والابداع وبعث مشاريع قادرة على الدفع بعجلة التنمية بالبلاد. من جانبه، اشاد السيد طاهر بالاخضر باهمية التعاون الثنائي بين مؤسسته ESPRIT وشركة اورنج، موضحا ان المشكل الوحيد الذي كانت تعانيه مؤسسته قبل دعم اورنج كان يكمن في تراجع الامكانيات المادية بشكل يصعب معه توفير كل الوسائل والتقنيات اللازمة لتكوين الشباب في المجال الرقمي بشكل يستجيب لتطورات سوق الشغل وتقنياته المتغيرة باستمرار. واضاف بالاخضر: ان مشروعنا خلاصة عمل جماعي... واليوم مع تطور الامكانيات بعد الدعم الذي قدمته لنا شركة اورنج صرنا قادرين على تكوين الطلبة بشكل يستجيب بشكل مباشر لمتطلبات سوق الشغل، ونحن جد مسرورين لتمكن طلبتنا من كل ضرورات الدراسة... اخيرا الحلم صار حقيقة... اليوم صار بالإمكان تكوين مهندسين في تونس بطريقة مغايرة وجديدة تجعل منهم الافضل... فؤاد مبارك