استفاقت الجالية التونسية صبيحة الاحد المنقضي بحي «لا غراندي جارين «بمدينة أنغوليم بإقليم شارانت جنوب غربي فرنسا على جريمة اخرى راح ضحيتها مهاجر تونسي بعد ان عثر عليه في غرفة نومه جثة هامدة تحمل أثار عنف شديد .. الضحية يبلغ من العمر 29 عاما يعيش بالمدينة منذ ست سنوات مع شقيقه العامل هناك وعرف برصانته ودماثة أخلاقه في وسط الفرنسيين هناك حيث حصل على وظيفة محترمة وعمل بالموازاة معها في عديد المهن لكسب قوته.. كما نشط بجمعية للدفاع عن المهاجرين غير الشرعيين مكرسا وقته للعمل الجمعياتي, اذ كان يساعد عجوزا مسنة عمرها يناهز التسعين عاما على القيام بشؤونها من أكل ومشي وتسوّق ورعايتها صحيا فيما وفّرت له هذه الأخيرة غرفة بمسكنها حيث اكتشفت جثته من طرف هذه الأخيرة فطلبت النجدة لكن بعد فوات الأوان. اعتداء ... ونزيف دماغي حاد وقد كشفت المعاينة المبدئية للجثة أن الضحية تعرض للاعتداء في وقت مبكر من مساء ليلة الجريمة مع وجود آثار عنف وكدمات على وجهه وشفاهه وحاجبيه وعلى كامل جسمه كما ظهرت خدوش على ذراعه مما رجّح فرضية الاعتداء عليه خاصة أنّ شهادات البعض من جيرانه «يجب أن يكون هناك العديد من الشهود الذين شاهدوا أخي جريحا .. لماذا لم يتحرّك أحد لإنقاذه من الموت؟ كان بالإمكان إنقاذه بضغطة زر واحدة على الهاتف «. وباحالة جثّة الضحية على الطب الشرعي تبين انه فارق الحياة نتيجة نزيف دموي حاد في الدماغ وهو ما يؤكد تعرضه لاعتداء بآلة حادة على رأسه وسط فرضية بأن الاعتداء كان جماعيا ومن قبل اكثر من شخص .. وانكشف المستور...ولكن... وقد توصلت الجهات الامنية بالمدينة بعد فتح تحقيق امني في الغرض والاستماع الى عديد الشهود الى حصر الشبهة في احد الشبان بالمنطقة ليتم ايقافه عشية الأربعاء الماضي بعد كمين محكم له والاحتفاظ به بتهمة القتل .. الشاب «هانز دين بوكوشا « يبلغ من العمر 20 عاما من سكان نفس الحي تقريبا كان ليلة الجريمة في أسفل العمارة يرجح انه في حالة سكر يزعج الجيران بصوته العالي وعباراته عندما اطل عليه التونسي من الشرفة وطلب منه الكف عن ذلك واحترام الآخرين حينها انهال عليه هذا الأخير بوابل من الشتائم ثم صعد له ووقعت مشادة بينهما في باب الشقة ..ظلت مدة من الوقت ثم هدأت ليعود القاتل الى شقته وينام هادئا ثم يلفظ الضحية أنفاسه متأثرا بإصاباته البليغة .. هذه الرواية التي فسرها الامن بالمدينة تظل أولية خاصة ان القاتل عند إيقافه ارتبك ليعترف ثم سرعان ما طلب مهلة لتعيين محام للدفاع عنه وسط فرضية قوية من الجهات الامنية بان الاعتداء لم يكن فرديا وان هناك من ساعده على الاعتداء بالعنف الشديد على الضحية الذي يكبره سنا .. وقد أثارت الجريمة الجدل على الصفحات الاجتماعية حيث ندد أهالي الضحية بما حصل في حق ابنهم الذي قتل غدرا مطالبين بتدخل السفارة التونسية لإظهار حقه.