انطلق يوم الأربعاء بالعاصمة الأردنية عمان المؤتمر التأسيسي للاتحاد العربي للنقابات بحضور سبعة عشر اتحادا نقابيا عربيا من مختلف البلدان العربية من ضمنها الاتحاد العام التونسي للشغل في وفد ضم حسين العباسي وقاسم عفية ونور الدين الطبوبي ومحمد الهادي بن جمعة والطاهر البرباري والحسناوي السميري وحبيب رجب وحبيب الحزامي وحسن شبيل ًو نجوى مخلوف وفضيلة المليتي ونوفل بوقرة و سيشهد المؤتمر يوم الخميس انتخاب المكتب التنفيذي الجديد لهذا المولود النقابي العربي الجديد . وكان حسين العباسي الرئيس المؤقت لهذا الاتحاد النقابي العربي قد افتتح أشغال المؤتمر وسط حضور نقابي دولي كبير لأن كافة المنظمات النقابية في العالم تعول على نجاح هذه التجربة النقابية الجديدة في تاريخ المنطقة العربية وقد أكد العباسي أن الإعلان عن افتتاح أشغال المؤتمر التأسيسي يعد لحظة فارقة مشحونة بالكثير من الثقة والأمل. والمح العباسي الى محاولة حصر شعوبنا العربية في إطار استقطاب ثنائي: الإرهاب أو الديكتاتورية،معتبرا انه هذه الثنائية لن تقبل بها النقابات العربية . وأكد العباسي أن هذا المولود الجديد، وفق ثوابت الحركة النقابية العالمية الأصيلة، ومبادئ حقوق الإنسان الكونية قد تطلب أياما طويلة في النقاش، وعقد العديد من الاجتماعات واللقاءات، منها ما تمّ في مستوى قيادات المنظمات الأعضاء، ومنها ما حصل في مستوى الخبراء. وبين العباسي أن فكرة إنشاء هذا الاتحاد الجديد ليس لمجرّد إضافة هيكل آخر للهياكل الإقليمية المنبثقة عن الاتحاد الدولي للنقابات، بل هي ضرورة متأكّدة أملتها الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية على امتداد السنوات الأخيرة وتعود إلى ما قبل الربيع العربي بل على خلفية ما تشهده بلدان المنطقة من انتهاكات متزايدة للحقوق والحريات النقابية، ومن تدهور متفاقم للأوضاع الاجتماعية، خاصة في أوساط الفئات ضعيفة الدخل. وأوضح رئيس الاتحاد النقابي العربي أن انتفاضات وثورات الربيع العربي، بينت مدى تماثل الأوضاع الاجتماعية بين بلداننا، رغم اختلاف بُناها الاقتصادية ونُظُمِهَا السياسية، مؤكّدة بذلك عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تحكمها بما يجعلها خاضعة لنفس الديناميكية الاجتماعية كالجسد الواحد . وحث العباسي في هذا الصدد إلى تضامن قوي، ووحدة صلبة، وتنسيق محكم ودائم، وإرادة مشتركة، وصوت واحد، حتى تكون أكثر قدرة ونجاعة لإعادة الاعتبار للعمل النقابي الأصيل والحرّ داعيا النقابات العربية للدفاع عن حقوق العمال،. وقال العباسي في كلمته " سنستميت في الدفاع على حقوقنا النقابية وحرياتنا واستقلالية قرارانا كلّفنا ذلك ما كلّفنا، سنقف إلى جانب الفقراء والمعطلين والمهمّشين لتمكينهم من حقّهم في الحياة اللائقة والعيش الكريم، سنندّد ونشهّر بكل أشكال العمل الجبري المهين للذات البشرية أينما كان، وسندافع عن العمّال غير النظاميين وعمال الزراعة وغيرهم، سنجعل من التشاركية والشفافية مبادئ أساسية في تسيير منظّمتنا" وتحدث العباسي عن الاعتداء الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزّة والقمع الذي ناله في الضفّة الغربية مؤكدا أنّه حان الوقت للتحرّك من أجل إنهاء هذه المظلمة الإنسانية، داعيا المجموعة الدولية لتكثيف جهودها وممارسة ما يلزم من الضغط والحزم قصد الوصول إلى التطبيق الكامل والشامل لقرارات مجلس الأمن وتمكين الشعب الفلسطيني من حقّه الكامل في استرجاع أراضيه وتقرير مصيره وفي بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما شدّد على ضرورة تحرير بقية الأراضي العربية المحتلة سواء في الجولان السورية أو في مزارع شبعا بجنوب لبنان.