في إطار أنشطته الثقافية يستضيف النادي الثقافي الطاهر الحداد يوم الجمعة 7 نوفمبر 2014 الباحث والجامعي شكري المبخوت لتقديم روايته الصادرة حديثا "الطلياني " وسيتولى الإعلامي والشاعر نور الدين بالطيب محاورته ويجمع العديد من النقاد والأدباء بأن رواية "الطلياني " للدكتور شكري المبخوت قد شكلت حدثا ثقافيا خلال هذه السنة في ظل طغيان المشهد السياسي على الثقافي ومن جهة أخرى شكلت الرواية ايضا حدثا مفاجئا في الوسط الأدبي باعتبار ان المبخوت عرف بكونه باحثا في قضايا الأدب واللغة علما وانه متحصل على دكتوراه الدولة في الآىداب من كلية منوبة وعميد سابق لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة ويشغل الآن وظيفة رئيس جامعة منوبة وله العديد من المؤلفات نذكر منها" سيرة الغائب، وسيرة الآتي- السيرة الذاتية في كتاب الأيام لطه حسين"، وكتاب "جمالية الألفة: النص ومتقبّله في التراث النقدي" و"نظريّة الأعمال اللّغويّة" "تخييل الأصول: الإسلام وكتابة الحداثة"و"الاستدلال البلاغي " و"المعنى المحال" و"الأدب المدرسة والإيديولوجيا" و"المعجم الموسوعي "... من اللغة والأدب إلى الرواية والواقع السياسي يفرض نفسه : يقول الأديب الدكتور محمد المصمولي في مقال خصصه للحديث عن رواية" الطلياني " "....كيف يمكن لرواية اولى من تأليف باحث جامعي مختص او يتوفر فيها هذا السحر ومتعة النص والقدرة على التأثير في القارئ؟" ولعل هذا السؤال التقريري تأكيد بتميز الرواية وتفردها حيث يشير المصمولي : " ...نعم فهذه الرواية قد «قرأتني» كما قلت شأنها في هذا شأن عدد محدود جدا ونادر جدا من الروايات الجيدة التي يتصفحها القارىء فإذا بها تفرض عليه من حيث يدري او لا يدري ان يخضع لاوامر فتنة أسلوبها ولذة نصها وغواية المواصلة لاحداثها شوقا الى معرفة مصائر شخصياتها او ابطالها المتحركين على بياض الصحفات بحيوية متدفقة... وطموحات متناقضة.." وفي موضع آخر يقول المصمولي :" ... رواية "الطلياني" مليئة بالأحداث، وصل فيها المؤلف العهدين (البورقيبي والنوفمبري) بتحاليل ومواقف، كما وصل فيها بين غليان الجامعة والمحيط السياسي والاجتماعي والاعلامي والثقافي، وفقا لرؤية المؤلف، باعتباره من ذلك الجيل الطالبي الذي ثار على واقعه واصطدم بالقمع والاستبداد.. وجوبه بقهقهة السراب.. سواء في سبعينيات القرن العشرين او ما تلاها.. وفي هذه الرواية المثيرة التي قال فيها كاتبنا كل شيء ببراعة فائقة.. ثورة وغضب وجنس واشواق الى المثل السامية.. وقد بدأت الاحداث.. بالزقاق الاخير، وانتهت برأس الدرب، مرورا بشعاب الذكريات، والمنعرج، ورواق الوجع والألم، وغيرها من الدروب التي ظلت تسير بي على هواها، او بالأحرى على هوى شكري المبخوت، هذا الدليل المجرب، والمعلم الخبير، الذي أغتنم هذه الفرصة لأقول له: هل من مزيد أي المبدع؟ ... بعد تهنئته بمناسبة هذه الرواية .." ومن جهة أخرى يكون شكري المبخوت في رواية "الطلياني " وفيا للمنهج الاكاديمي لتكون الرواية توثيقا لحقبة ولعصر بأسلوب روائي وفي هذا الصدد يقول الأديب والناقد لطفي عيسى : " رواية شكري المبخوت البكر تشريح مفزع بنكهة شبقية لسياقات انحدار "نخب" اليسار الرثة تونسيا، "نخب" لم تبرح الوقوف عند محطات لم تعد تصلها بقطار اللحاق بالأمم المتحضرة أية سكة.."مشيرا إلى أن " السياقات الزمنية المربكة التشابه لا يمكن أن تخطئها كل عين متدبّرة. يكفي أن تُعرض تلك السياقات على الإضاءة المركّزة، حتى نكتشف كبوات جيل ضائع أضناه التأرجح أزلا بين عالمين متخالفين دون فكاك أو رحمة." وفي موضع آخر وفي قراءة نقدية للرواية يقول لطفي عيسى : " ما مدلول التحولات التي طالت فكر اليسار ونضاله جنوب المتوسط؟ ما المعنى الذي يمكن أن تكسبه المقاومة ضمن مجتمعات اجتاحتها العولمة، وشارفت على فقدان سيادتها في غفلة تامة من شعوبها؟ ما قيمة الحرية داخل مجتمعات تعاني الهشاشة المادية والنفسية، وتدار من خلال تشغيل ثقافة الوصاية وتأجيل الاعتراف بحرية الأفراد ريثما يتم الانتهاء من معركة النماء واللحاق بركب الأمم المتحضرة