وقف صباح اليوم الاحد مهدي جمعة رئيس الحكومة في طابور أمام أحد مكاتب الاقتراع شأنه شأن أي مواطن للقيام بواجبه الانتخابي في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية وذلك في أحد مركز الاقتراع بقرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة. وبعد الإدلاء بصوته، قال مهدي جمعة : "أنا سعيد اليوم ولأول مرة كمواطن تونسي أؤدي واجبي وحقي الانتخابي في انتخاب رئيس الجمهورية" , مضيفا أن انجاح هذا الاستحقاق الانتخابي بعد انجاح الانتخابات التشريعية كان من أهم اهتمامات حكومته, داعيا الشباب الى الالتحاق بكثافة بمكاتب الاقتراع للقيام بواجبهم الانتخابي ثقة منهم بالمسار الذي انتهجته تونس والقائم على بناء دولة حداثية أساسها الديمقراطية . و تابع أن تونس مقارنة ببعض الدول القريبة منا, تسير في المسار الصحيح وأن مشروعها هو مشروع كبير، وهذه البلاد تستحق كل الخير، ولا بد أن يصبر الجميع لأجلها, على حدّ تعبيره. و اعتبر رئيس الحكومة أن هناك بوادر طيبة تؤكد أن تونس ستعيش عرسا انتخابيا ثانيا على شاكلة انتخابات 26 أكتوبر الماضي , مضيفا أن الحكومة عملت على توفير المناخات السياسية والأمنية واللوجستية لإنجاح الانتخابات. كما حيّى مهدي جمعة بهذه المناسبة , قوات الجيش الوطني والأمن والديوانة والحماية المدنية والإدارة التونسية وكل الذين تجندوا لإنجاح الاستحقاقات الانتخابية، معتبرا أن إجراء الاقتراع في الانتخابات الرئاسية اليوم الأحد يعدّ خير جواب لبعض من شكّ وشكّك في إمكانية إجرائها أصلا. وأكد رئيس الحكومة أنه سيتابع وفريقه الحكومي العملية الانتخابية ضمانا لأمنها وحسن سيرها , موضحا أنه تم اتخاذ جميع الاحتياطات و الاجراءات حتى تسير العملية الانتخابية في أفضل الظروف متوقعا أن تكون نسبة الإقبال على مراكز الاقتراع كثيفة. وعن الاستعدادات الأمنية، قال مهدي جمعة :"إن الحكومة اعتمدت ومنذ أكثر من شهرين منهجية عمل آخذة بعين الاعتبار بعض المخاطر وركزت منظومة أمنية لتأمين الانتخابات وجنّدت نفس العدد من الأمنيين والعسكريين لحماية العملية الانتخابية وإنجاحها" . و اشار الى أن البعض ربما "سيحاول تعكير سير العملية الانتخابية لكنهم سيفشلون، وأن لتونس تاريخ وليس بوسع مجموعة كهذه أن تعكر صفو الانتقال الديمقراطي". و خلص الى القول بأن تونس قطعت شوطا هاما في مسار الانتقال الديمقراطي، الّا أن الانتقال الاقتصادي "مازال يتطلب مجهودات كبيرة .. و التونسيون قادرون على تخطيهاّ".