الثابت والأكيد أن ميركاتو الشتاء القادم يشكل المنعرج الذي سيحدد مصير ومستوى ومسيرة الترجي الرياضي خلال الشطر الثاني من سباق البطولة وكذلك خلال النصف الأول من سنة 2015 وما يتضمنه من تحديات والتزامات وفي مقدمتها الدورين الأول والثاني لكأس رابطة الأبطال الإفريقية اللذين لن يكونا بالسهولة المعتادة والمنتظرة ويستوجبان بالتالي أن يعد فريق باب سويقة نفسه من كل النواحي وعلى الوجه الأكمل للتوصل إلى اجتياز هذه العقبات بسلام وبلوغ الأدوار المتقدمة من هذه المسابقة التي تظل دوما الهدف الأول والأساسي لكامل العائلة الترجية... من جهة أخرى وفي نفس هذا السياق هناك أيضا اقتناع كبير يكاد يكون شاملا وكاملا في صفوف الترجيين وعلى رأسهم المسؤولين وأصحاب القرارصلب النادي بقيمة ومصيرية الميركاتو المقبل وبالتالي بضرورة استغلاله على أفضل وجه ممكن لإحداث النقلة النوعية المطلوبة على المجموعة بما يحسّن النتائج ويضفي عليها خاصة ميزة الإنتظام التي يفتقدها الأحمر والأصفر في هذه الفترة وجعلت تحقيق انتصارين متتاليين صعبا للغاية وهو السبب الرئيسي في تأخّره في الترتيب العام مقارنة مع منافسيه المباشرين على اللقب. الإتعاظ بالهفوات السابقة الهفوة الكبرى التي اقترفها الترجّيون خلال الميركاتو الصيفي الأخير على مستوى الإنتدابات الأجنبية تتمثل في كونهم «سبقوا الحصيرة قبل الجامع» أي أنهم انطلقوا في القيام بالإنتدابات على غرار موسى ماريغا وبالإختبارات الفنية على غرار استقدام لاعبين من أمريكا اللاتينية قبل تحرير الأماكن لهذه التعزيزات الجديدة وإيجاد الحلول الكفيلة بالتخلص من الأجانب الموجودين في الفريق والذين يشكلون الثلاثي الأجنبي القانوني... المعلومات التي بحوزتنا تفيد اتعاظ أبناء باب سويقة بهذه الغلطة حيث بدأت المساعي لإيجاد فرقا لبعض اللاعبين الأجانب وعلى رأسهم يانيك نجانغ حيث تم الإتصال في المدة الأخيرة ببعض الفنيين والمدربين لعرض الكاميروني للبيع وإبرام الصفقة التي تضمن حقوق هذا اللاعب ماديا وكذلك مصلحة النادي في عدم تكبد خسائر مالية في هذا الملف ، وقد كلف حمدي المدب زياد التلمساني بهذه المهمة أملا في الوصول إلى الحل المناسب وتحرير مكان يضمن انتدابا خارجيا جديدا يقدم الإضافة الهجومية التي يبحث عنها المدرب خالد بن يحيى الذي أعطى موافقته الرسمية في التخلي نهائيا عن الكاميروني وتعويضه بأجنبي جديد ، وستكشف لنا الأيام القادمة نتائج هذه المساعي التي يأمل الترجيون أن تكون إيجابية لما فيه فائدة فريقهم. «آفول» وحرية تحديد مصيره اللاعب الأجنبي الثاني الذي لا يزال مصيره مجهولا ويكتنفه غموض كبير هو الغاني هاريسون آفول الذي لم تتضح في شأنه الرؤية بين مواصلته المشوار مع الترجي الرياضي من خلال تمديد عقده لموسم آخر إلى غاية جوان 2016 وبين الرحيل عن حديقة الرياضة «ب» وخوض تجربة احترافية جديدة... كما أن الغموض يتعلق بموعد خروج الغاني من الترجي الرياضي وذلك في شهر ديسمبر المقبل أي قبل نهاية عقده وفي هذه الحالة يكون ترخيص فريق باب سويقة الفيصل في التحاق آفول بفريق آخر أو في نهاية الموسم الجاري حين يصبح في حل من كل ارتباط... إلى جانب كل ذلك فإن الترجيين يتركون حرية الإختيار للاعبهم فلا مانع من « بيعه « خلال الميركاتو الشتوي في حالة وصول عرض رسمي ومحترم في شأنه وهكذا يحررون مكانا ثانيا لانتداب جديد ولا مانع من تجديد عقده وتمديده لفترة أخرى نظرا لحاجة الفريق إليه بوصفه من أفضل الأجانب الموجودين حاليا في المجموعة وأحد ركائز الفريق ... وعلى غرار ملف يانيك نجانغ فإن الأيام القليلة القادمة هي التي ستكشف لنا التطورات الجديدة في خصوص موضوع الغاني وستحدد مصيره. الكلمة الأخيرة ل «بن يحيى»... مقابل هذه الملفات المتعلقة بخروج اللاعبين الأجانب يبقى موضوع الإنتدابات الجديدة أساسيا للتخلص من السلبيات والنقائص التي يشكو منها فريق أكابر كرة القدم وتعزيز المجموعة باللاعبين القادرين على تقديم الإضافة ، وفي هذا الصدد انطلقت المساعي والإتصالات الرامية إلى جلب عناصر جديدة إلى حديقة الرياضة «ب» سواء من بلاد الصامبا أو كذلك من إفريقيا وهو ملف يشرف عليه رئيس النادي حمدي المدب الذي كلف به بعض اللاعبين القدامى الذين شرعوا فعلا في هذه المهمة لكن تبقى الكلمة الأخيرة والقرار النهائي في هذا الصدد للمدرب خالد بن يحيى بوصفه المسؤول الفني الأول في الفريق وهو ما يحتم شيئا هاما وحاسما وهو ضرورة التنسيق بينه وبين المكلفين بالعملية حتى لا تنتهي مساعيهم بالفشل وحتى لا يقع الترجي الرياضي في ورطة اختلاف الرؤى ووجهات النظر الفنية بين المدرب وبين القائمين على الإتصالات مع اللاعبين الجدد مثل زياد التلمساني وعبد الكريم بوشوشة... إن تنظيم هذه العملية بالشكل الذي يفيد الترجي الرياضي مطلوب جدا بل هو ضروري حتى تكون الجدوى من الإنتدابات كاملة وفي هذا الصدد فإن التفاهم والتجاوب بين المعنيين بالملف هما اللذان سيحسمان مصير الميركاتو بالنسبة لفريق باب سويقة وهذا ما يفرض الإبتعاد عن الخلافات والإختلافات والتفكير فقط في مصلحة الأحمر والأصفر بما يضمن المستقبل المشرق الذي يرنو إليه كل الترجيين وهي مسؤولية كل هذه الأطراف التي تعتني بهذا الملف الهام والمصيري في مشوار الترجي الرياضي.