انعقدت أمس بنزل الهناء الدولي بالعاصمة الجلسة العامة لنقابة الصحفيين التونسيين تحت عنوان «مكاسب اجتماعية ومهنية لتدعيم الحرية والاستقلالية». وقد افتتحت الجلسة بكلمة ألقاها رئيس النقابة الوطنية السيد ناجي البغوري، والذي قام بالترحم على أرواح الزملاء الذين ودعونا مؤخرا، وتمني الشفاء العاجل للزميلة مفيدة الماجري. وأكد البغوري أن الإعلام اليوم تميز بالتنوع والحرية والتعددية، مبرزا دوره الأساسي في إنجاح المسار الانتقالي الذي تعيشه تونس اليوم، خاصة في هذا الظرف الصعب، مؤكدا على أنه في سجل المتسابقين الحاليين في «الرئاسية» رصيد كبير من الانتهاكات ضد الصحفيين.وقال البغوري أن حرية التعبير والصحافة التي يتمتع بها الصحافيون اليوم جاءت وليدة الجهود التي بذلها الصحافيون لإرساء إعلام حر ونزيه وشفاف، مضيفا أن هذا المكسب ما زال ناقصا نتيجة عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لترسيخ مبدإ حرية الإعلام، مبرزا الثغرات والصعوبات والعراقيل التي يمكن أن تعطل المسار الطبيعي نحو إنشاء إعلام حر ونزيه. هذا وأوضح ناجي البغوري أن النقابة تسعى إلى إنشاء هيئة للتعديل الذاتي وتتجسّد في المجلس الأعلى للصحافة، مؤكّدا على ضرورة مراجعة مقتضيات المرسوم 116، وعلى أن النقابة لن تتراجع ولن تقبل بقوانين واستحقاقات اقل من التي تحققت في السابق، مبرزا أهمية تضامن الصحافيين في ما بينهم لربح المعركة على المستوى القانوني وعلى مستوى الهياكل وللحفاظ على صورة الصحافي التي بدأت تنحت اليوم وإبراز الدور النبيل والهام للعمل الصحفي باعتبار أن سلاح الصحفي اليوم هو تمسكه بمبادئ المهنة والدفاع عنها والتمسك بأخلاقيات العمل الصحفي لتحسين مهنة الصحافة وتحصينها من المتربصين بها. من جهتها قدمت سكينة عبد الصمد الكاتبة العامة لنقابة الصحفيين التونسيين تقرير نشاط المكتب التنفيذي، والذي أكدت فيه على تطور عمل النقابة، حيث تم انتداب مكلف بالإعلام ومستشارة في القانون وملحقة إدارية مختصة في الأرشيف، مؤكدة على تدخل النقابة في العديد من المناسبات لتسوية وضعية العديد من الصحافيين، وقيامها النقابة بزيارة العديد من المؤسسات الإعلامية وتفقد عمل الصحفيين فيها ووضعياتهم ودخولها في مشاورات مع العديد من الأطراف لبعث مجلس أعلى للصحافة لمزيد تنظيم القطاع، اضافة الى قيامها بالعديد من اللقاءات مع رئيس الجمهورية المؤقت ورئيس الحكومة ورئيس الاتحاد العام التونسي للشغل لتدارس أوضاع الصحافيين. كما استعرضت عبد الصمد جل الاتفاقيات التي وقع إبرامها مع العديد من المؤسسات والامتيازات التي يتمتّع بها الصحفيون المنخرطون في النقابة ملاحظة أن النقابة الوطنية للصحفيين بصدد تكوين لجنة مساندة ومفاوضة مع الأطراف الليبية لاسترجاع الصحفيين المخطوفين في ليبيا، مؤكدة على تبني النقابة الوطنية للصحفيين قضية الصحافي محمود بوناب. كما أبرزت عبد الصمد دور المرصد الإعلامي لرصد التغطية الإعلامية للانتخابات في الصحافة المكتوبة والالكترونية ووكالة تونس إفريقيا للأنباء والذي يتواصل عمله إلى حين انتهاء العملية الانتخابية. وأكدت على نجاح عملية تجديد فروع النقابة الوطنية للصحافيين داخل الجهات، وإعطائها هامشا من الحرية والاستقلالية للنظر في مشاكل الصحافيين في الجهات تحت متابعة ورعاية النقابة. أمّا يوسف الوسلاتي فقد عبّر عن مخاوف النقابة من السلطة السياسية، مبرزا المكتسبات التي تحققت للصحافيين، والمخاطر التي تهدد حرية الصحافة والإعلام اليوم، مشددا على حرص النقابة على مساندة الصحافيين في كل المشاكل التي تواجههم. وإثر الجلسة تم الاستماع الى الصحافيين في نقاش ثري اتسم بالديمقراطية، حيث تطرقوا وطرحوا العديد من الصعوبات والمشاكل التي يواجهها الصحفي أثناء أداء واجبه، وتطرقت الزميلة زهرة الضيف من «إذاعة الزيتونة» للقرآن الكريم إلى المشاكل الكبرى والمعقدة داخل الإذاعة من تغوَل المدراء وتدخلهم في سير التحرير وإلى الضغط وتهديد الصحفيين بالطرد إن لم يخضعوا لسياسة حزبية وتوجه إيديولوجي محدد على حد تعبيرها.