يعتبر حي "نزلة السوافة" بمدينة ام العرائس من اعرق الاحياء الشعبية وهو ذو كثافة سكانية عالية ويعاني اهاليه من التهميش والفقر والخصاصة. و كان هذا الحي مكان اقامة الجاليات الجزائرية والمغربية والليبية عند اكتشاف مناجم الفسفاط ,ونجد هذا الحي بنفس الاسم والتركيبة السكانية قديما وحديثا في مدن الحوض المنجمي الاخرى .وبالرغم من توالي الهيئات البلدية و السلط المحلية في العهد البورقيبي والنوفمبري وفترة ما بعد الثورة، ظل حي "نزلة السوافة" يعاني من تدهور البنية التحتية فالطرقات والانهج كلها حفر ونتوءات وفي حاجة للتعبيد والصيانة ,كما يفتقد اغلبها للتنوير العمومي خصوصا في المفترقات والمداخل , الى جانب العديد من المساكن المتداعية للسقوط والتي لحقتها الاضرار والتصدعات بسبب قربها من المغاسل ووحدات انتاج الفسفاط. وقد طالب اصحابها وهم من ذوي الدخل المحدود بجبر الاضرار من مصالح شركة فسفاط قفصة , ومن السلط المحلية والجهوية التدخل لتمكينهم من قروض تحسين المسكن او التعويض لهم بمساكن اجتماعية. وما اذا كان العديد من شباب هذا الحي لا يختلف حالهم عن حال عدد من شباب الجهات والمناطق الداخلية النائية جراء التهميش فان ظاهرة البطالة "ضاربة اطنابها" ومتفشية بشكل لافت للانتباه مما دفع بالعديد الى الانحراف والانغماس في عالم الجريمة من سكر واستهلاك وترويج الزطلة والسرقة, و اغلبهم سقطوا في هذا المستنقع مكرهين سواء بسبب انقطاعهم المبكر عن الدراسة بحكم الوضعيات الاجتماعية و العائلية المتردية او في غياب فرص التكوين والاحاطة والنقص الفادح للمرافق الشبابية حيث لا مفر للشباب من ملازمة المقاهي لقتل الوقت كامل اليوم. واهالي حي "نزلة السوافة" الذين شاركوا كباقي متساكني ام العرائس في ثروة الحرية والكرامة تتواصل معاناتهم من الاقصاء والتهميش ,فالتنمية العادلة والتشغيل والكرامة لم يجن منها متساكنو حي "نزلة السوافة" سوى الوعود الزائفة والمماطلة.