تمكن فجر أمس أعوان الحرس الوطني بدوار هيشر بالتنسيق مع منطقة الحرس الوطني بمنوبة من إيقاف المظنون فيه في قضية الاعتداء بالفاحشة على تلميذين.. وتفيد المعطيات المتوفرة عن عملية القبض على الفاعل أن أعوان الفرقة العدلية الجهوية للحرس الوطني الذين تعهدوا بملف القضية باشروا التحقيق فور تقديم والدي المتضررين شكاية في الغرض حيث أدلى الطفلان بأوصاف الفاعل راويَيْن الظروف المشينة التي تمّ فيها الاعتداء عليهما فتمّ حصر الشبهة في احد المنحرفين بالمنطقة وهو من ذوي السوابق العدلية .. وبعد التحري الدقيق حول مكان تواجده نفذ الأعوان عمليات مداهمة عدد من المنازل لم تسفر عن إيقافه فتم نصب كمين له في حي الشباب الذي يقطن فيه وتتواجد فيه المدرسة الابتدائية التي يزاول فيها التلميذان دراستهما وفعلا وقع المتهم في قبضتهم وتم اقتياده إلى مقر الفرقة للتحقيق معه وتم عرضه على الطفلين اللذين تعرفا عليه.. وقد بينت المعطيات المتوفرة عن المشبوه فيه أنه من مواليد 1980 وصاحب سوابق عدلية ومعروف بالشذوذ وأنه سبق له أن تورط في نفس التهمة وأمضى عقوبة بالسجن الذي غادره منذ 5 أشهر.. وقد نفذ عدد من الاوليا ء والتلاميذ وقفة احتجاجية أمام مقر المدرسة الابتدائية معبرين عن استيائهم العميق لما حصل مع التلميذين البالغ عمريهما بين 8 و9 سنوات وعن الآثار النفسية التي قد تخلفها لهم وبقيّة زملائهم مطالبين المصالح الأمنية والجهوية عموما بتوفير الحماية لأبنائهم خارج وداخل المؤسسة التربوية وتوفير الإمكانيات اللازمة لتحسين البنية التحتية بالمؤسسة, كما تحوّلوا مصحوبين بممثلين عن المجتمع المدني إلى مقر الولاية للتعبير عن استنكارهم للحادثة . وقد انتظم بمقر الولاية لقاء بوالي الجهة والإطارات الأمنية ومندوب التربية ومندوب حماية الطفولة وممثلي حزبي «نداء تونس» و«آفاق» والرابطة التونسية لحقوق الإنسان (منوبة، باردو، العمران، المنازه) وعدد من المعلمين والأولياء .. وقد ندد الحاضرون بالواقعة مطالبين بتوفير الحماية لأبنائهم داخل محيط المدرسية وخارجها مؤكدين أن المدرسة أصبحت مرتعا للمنحرفين في غياب الحراسة الليلية وفي العطل مطالبين بالزيادة في ارتفاع سور المدرسة وتوفير الحراسة المحكمة ليلا نهارا مع تعهد حي الشباب بالإنارة وبالدوريات الأمنية لضمان سلامة سكانها وتلاميذها من «البراكاجات» والاعتداءات.. مندوب التربية يوضح من جهته أفاد مندوب التربية في الجلسة انه متعاطف بشدة مع التلميذين وعائلتيهما وأنه أعلم فوريّا مصالح وزارة التربية والسلط الجهوية وانه يتابع باهتمام الحادثة قائلا: إنّ: «المدرسة تُؤوي 1060 تلميذا وتلميذة وبها ثلاثة عمال منهم حارس ليلي وعلى ما يبدو فإن استغلال الموارد البشرية لم يكن كما يجب». وأكد أن المندوبية ستعمل على تحسين الظروف بالمدرسة وبمختلف مدارس دوار هيشر التي تتطلب مزيدا من الصيانة والتهيئة وأنه تمّت في الإطار برمجة الزيادة في ارتفاع السور هذه السنة وتقديم مقترح للوزارة لتقسيم المدرسة إلى إدارتين منفصلتين لتخفيف الضغط داخل الأقسام. مندوب الطفولة أمّا السيد كريم شطورو مندوب حماية الطفولة فقد أكد انه بمجرد تلقي الإشعار تم التدخل الفوري بالاتصال بعائلتي التلميذين وتعهّدهما بالرعاية وأنه تم توجيههما الى مصلحة الطب الشرعي والى مستشفى الرازي للتعهد..