من المزمع ان تنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف ببنزرت في نهاية شهر فيفري في قضية اعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه سقوط مستمر فاقت نسبته 60 في المائة تورط فيها عامل عمد الى الاعتداء على مؤجره بعد ان دفعه الى أن اسقطه من بناية شاهقة بصدد البناء وقضي ابتدائيا بسجنه مدة 8سنوات . وقد انطلقت تفاصيل هذه القضية التي تعود الى شهر ماي 2013 عندما ورد اعلام على السلط الامنية من المستشفى الجهوي بباجة يفيد قبول شاب في حالة صحية حرجة جراء تعرضه الى سقوط من مكان مرتفع فتحولت دورية امنية على عين المكان لكن تعذر سماع اقوال المتضرر بحكم حالته الصحية الحرجة. في المقابل تبين من الابحاث ان المتضرر تعرض الى الدفع من قبل المتهم وهو عامل تمّ انتدابه للعمل لديه منذ ثلاث سنوات بعد أن اكتشف أن مؤجره لم يدفع الاقساط التي عليه لصندوق التقاعد ممّا حرمه من الحصول على الادوية وتجديد بطاقة العلاج الخاصة به فاتصل به من اجل تسوية وضعيته الا ان المتضرر رفض رغم الوضعية الاجتماعية الصعبة للمتهم. ونظرا لتجدد الاحتقان بينهما فقد قام بطرده نهائيا وانهاء العلاقة الشغلية بينهما وهو ما حزّ في نفس المتهم كثيرا وفي يوم الواقعة شاهد المتهم المتضرر فوق بناية بصدد الانجاز فصعد للتحادث معه من جديد الا أن المؤجر طرده وفي لحظة غضب قام هذا الاخير بدفعه من البناية الى ان سقط ارضا مضرجا بدمائه فيما تحصن المتهم بالفرار فتم اعلام الحماية المدنية التي حلت سريعا وقامت بنقل المصاب الى المستشفى الجهوي ومن ثمة الى قسم جراحة العظام بأحد المستشفيات بالعاصمة اين تم اسعافه وانقاذه من موت محقق بعد ان خضع الى عمليات جراحية دقيقة. في المقابل قام المتهم بتسليم نفسه للسلطات الامنية واعترف بدفع المتضرر ارضا مؤكدا أنه لم تكن له نية اسقاطه من البناية والحاق الاذى به مضيفا ان خلافات كبيرة جدت بينهما في الآونة الاخيرة افضت الى احتقان الاجواء بينهما بسبب مرضه الذي جعله يعيش ضغطا نفسيا لأنه لم يتمكن من توفير مصاريف العلاج الباهضة موضحا أن ما زاد الامر سوءا انه اكتشف ان مؤجره لم يسوّ وضعيته مع صندوق الضمان الاجتماعي. وبسماع اقوال بعض الشهود افادوا ان هناك خلافات كبيرة بين المتضرر والمتهم الذي في لحظة غضب منه دفعه من اعلى البناية الى ان سقط. وبالاستماع الى المتضرر افاد ان المتهم دفعه وهو على علم ان البناية غير محمية وانه سيسقط حتما وان فرضية موته اقرب من نجاته مضيفا ان المتهم توعد بالنيل منه بسبب الخلافات المتكررة بينهما في الآونة الاخيرة وأن هناك محضر عدم تعرض مسجل ضده لدى السلط الامنية وان الواقعة مدبرة ومخطط لها بصفة مسبقة الهدف منها ازهاق روحه. وبمكافحته بالمتهم تمسك المتضرر بتتبعه عدليا من اجل ما نسب اليه وقد تم عرض المتضرر على الفحص الطبي للتأكد من نسبة الاضرار التي تعرض لها والتي قدرتها لجنة الخبراء بسقوط بيديه تقدر نسبته ب 60 بالمائة وسقوط في رجله وكسر بالفقرتين الاخيرتين من العمود الفقري وغيرها من الاضرار الاخرى التي حددها التقرير الطبي وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم الابحاث وجهت للمتهم تهمة الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه سقوط مستمر تتجاوز نسبته 60 في المائة. وقد مثل المتهم امام انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بباجة واعاد اعترافاته السابقة اما الدفاع فقد طلب التخفيف عن موكله بسبب ظروفه النفسية الصعبة وقد قضت المحكمة بإدانته وسجنه مدة 8 سنوات فاستأنف المتهم الحكم الصادر ضده ومن المنتظر ان يستظهر الدفاع بملفه الصحي الذي يبين انه يعاني من اضطرابات نفسية عل المحكمة تعتد بذلك لتخفيف العقوبة عنه .