أكّد أمس الصافي سعيد ل«التونسيّة» أنّ تخمينه بأنّ «نداء تونس» يتعرّض للضّغط من فرنساوالإمارات لعدم تشريك «النهضة» في الحكم متأتّ من منطلق انّ العلاقات الدوليّة كلّها ضغوطات وانّ الإمارات لها منهجها وكلمتها ومساعداتها في المنطقة العربيّة شأنها شأن فرنسا الباحثة عن إعادة تموقعها ممّا يعني أنّ ما تقدّمانه يتطلّب شروطا وأنّ هذه الشروط تاتي في شكل ضغوطات قد يقبلها «نداء تونس» أو يرفضها. و أوضح سعيد أنه كان للإمارات موقف من التيارات الإسلاميّة تبلور من خلال طلبها من السعوديّة تغيير موقفها ومن خلال تقديمها المساعدات إلى مصر وتونس وكذلك من خلال أدوارها في ليبيا لحماية مصالحها التجاريّة في حين تسعى فرنسا إلى معرفة اتجاه المسار السياسي في تونس باعتبارها مجاورة لليبيا وللجزائر مبيّنا أنّها ستعمل على الضغط من خلال عدد المسلمين المتواجدين على الأراضي الفرنسيّة وانّها ستُقدم على ذلك عندما ترى انّه أصبح لديها إسلام سياسي في فرنسا. و بيّن سعيد انّ إستجابة الباجي قائد السبسي وبحكم خبرته في العلاقات الدوليّة رهين مزايدات وتفاهمات مبيّنا أنّ رغبة فرنساوالإمارات تتجسّد في إبعاد الإسلاميين من الحكم في العالم العربي مرجّحا انّ عدم تشريك «النهضة» في حكومة الصيد الأولى قد تكون بسبب عدم رغبة حلفاء أجانب في ذلك. وحول تصريحه في برنامج تلفزي وتأكيده على وجود حكومة في قرطاج وأخرى في القصبة بيد الحبيب الصيد قال الصّافي سعيد إنّ الحكم في تونس اليوم بيد هيئات حكم وليس بيد حكومة تصريف الأعمال ولا الحكومة التي بصدد التشكّل ولا بيد ساكن قرطاج موضّحا أنه يبدو ظاهريا أنّ الحكم بيد التشكيلة الجديدة في الحكومة لكن آلة التحكّم ستكون في قرطاج موضّحا أنّ مثلّث (قرطاج / القصبة / باردو) يحكم تونس منذ عهد البايات وأنه في كلّ مرّة تكون القوّة عند أحد إضلاع هذا المثلّث وأنّ هذه القوّة عادت هذه المرة إلى قصر قرطاج. و بيّن سعيد أنّ التفكير بأنّ قصر قرطاج هو المحرّك الأساسي لكلّ السياسات هي عقليّة موجودة عند النخب ولدى الشعب التونسي لرغبتهم في وجود قائد وهو ما جعلهم يصوّتون للباجي قائد السبسي لرؤيتهم فيه قائدا، مُنتقدا ان يُقدم هذا القائد في تشكيلة الحكومة الجديدة على القضاء على المعارضة مشيرا إلى أنّ القول أو الحسم بانّ الباجي محاصر في قرطاج مازال مبكّرا قائلا في هذا الصدد «ليس لدينا حوثيون أو الرئيس هادي ليكون محاصرا». من جهة اخرى قال الصافي سعيد أنّه من الأفضل لمستقبل تونس أن تحدّد المسؤوليّة وأن يتمّ تحمّل أعباء الماضي مبيّنا أنّه لا بدّ للحزب الفائز وبعد اختيارنا منهج الديمقراطيّة ان يتولّى تشكيل الحكومة ويترك المعارضة تمارس دورها لانّ عمليّة الخلط وتشريك كلّ الناس في الحكومة سيجعلها ضعيفة. و اعتبر سعيد انّ استبعاد «النهضة» من تشكيلة الحكومة أمر مستبعد لرغبة «نداء تونس» وحركة «النهضة» في ذلك مبيّنا أنّ تواجد «النهضة» في الحكم سيسّهل على «نداء تونس» تمرير القوانين والتشريعات بسرعة وهو ما يحبّذه و سيجعل حركة «النهضة» في قلب الحكم دون ان تكون غافلة أو غائبة وهو ما تريده لحماية مصالحها. ليلى بن إبراهيم