حلت بعثة المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم في وقت متأخر من ليلة الأحد بمطار تونسقرطاج الدولي أين لاقت استقبلا خاصا من الجماهير التي كانت حاضرة بكثافة رغم تأخر ساعة حلول ركب طائرتي المنتخب بمطار «الحجيج» الذي تم الاختيار عليه لتجنب التشويش على بقية الرحلات، وهتفت الجماهير الحاضرة طويلا بأسماء اللاعبين كما لم تخلُ أهازيجها من حنقٍ تجاه رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو وحكم المباراة «المَظلَمة» الموريسي «راجيندرا بارسارد سيشورن» الذي ناله نصيب كبير من اللوم وتحميلٍ للمسؤولية من الجماهير التونسية.. ورغم الخروج من ربع نهائي النسخة الثلاثين فقد لاحظنا التأثر الكبير على وجوه اللاعبين بسبب اقصائهم بطريقة حقيرة وبمؤامرة محبوكة الخيوط في أروقة لجنة تحكيم ال«كاف» التي كانت العنوان الأبرز لمختلف وسائل الإعلام الرياضية في العالم في اليومين الماضيين على غرار وسائل الإعلام التونسية التي انحازت إلى صفّ اللاعبين والمنتخب رغم أن الأداء لم يرتق الى مستويات رفيعة في المباريات الأربعة بالكأس الإفريقية. «بن شريفية» الأول.. و«الشيخاوي» و«البلوبولي» الأخيرين أول اللاعبين الذين قابلوا الجماهير كان الحارس معز بن شريفية بينما كان الثنائي ياسين الشيخاوي والحارس أيمن البلبولي آخر الملتحقين بالجماهير في بهو المطار رفقة المدرب الوطني، البلجيكي جورج ليكنز، وتفاعل اللاعبون بطريقة متميزة مع الحاضرين حيث تهافت الجميع على أخذ صور تذكارية مع اللاعبين وكان «الشيخاوي» و«بن يوسف» و«البلبولي» الأكثر طلبا بين بقية اللاعبين.. الوزير و«بوصيّان» وعائلات اللاعبين في الموعد هذا وكان السيد صابر بوعطيّ وزير الشباب والرياضة والمرأة والأسرة إضافة إلى رئيس اللجنة الأولمبية التونسية محرز بوصيان وعدد من عائلات وأقارب والأصدقاء المقربين للاعبي المنتخب في الموعد حيث أثنى الجميع على جهود اللاعبين مطالبين إياهم بالتركيز على المستقبل وعدم الاكتراث بما حدث في ملعب مدينة «باتا» سهرة السبت مؤكدين على أن «النسور» كانوا قادرين على تجاوز المنتخب المضيف لولا السرقة والفضيحة التي ارتكبها الحكم الموريسي الذي لن يفلت من سهام نقد التونسيين لفعلته النكراء.. قالوا: «بن يوسف».. «لم أعتد على الحكم» «التونسية» وبحثا عن حقيقة ما جد في حجرات الملابس بعد نهاية المباراة وبعد التفاعل الكبير على صفحات التواصل الاجتماعي مع خبر اعتداء المدافع صيام بن يوسف على الحكم «سيشورن» حاورت اللاعب الذي قال: «في لحظة غضب على غرار بقية زملائي تمكنت من الإفلات من رجال الأمن الغينيين ولدى دخولي رواق حجرات الملابس لم أتمكن من الوصول إلى الحكم الذي أكدت له أن ما فعله لا يمت للرياضة بصلة وقد سرق من المنتخب والشعب التونسي فرحة بلوغ نصف النهائي.. ما حصل قد حصل وانا في النهاية أحد أفراد الشعب التونسي وما أتيته كل تونسي سيفكر فيه وبذات الطريقة لكن علينا أن نكون أكثر رصانة والحكم لن يفلت من فعلته ولن يغفرها له الشعب التونسي». «البلبولي».. «إلي جاي خير» أيمن المثلوثي الذي كان من افضل حراس الدور الأول في النسخة الحالية من الكأس الإفريقية قال: «الظروف لم تكن متميزة خاصة في مدينة إيبيبيين.. عملنا بجهد وقدمنا مباريات لكن كل جهودنا اصطدمت بحكم المباراة الذي كان دون المستوى واختار ترشيح أصحاب الأرض.. على كل هذا عادي في الكرة الإفريقية وعلينا التعامل معه لكننا كنا الأفضل ونشكر الجماهير التي استقبلتنا بطريقة متميزة وإن شاء الله إلي جاي خير».. «الشيخاوي».. «سمعة الكرة في إفريقيا أكبر متضرر» قائد المنتخب الوطني ياسين الشيخاوي وعمّا حدث في المباراة قال «لا أجد الكلمات المناسبة لأصف ما حدث.. كنا أفضل من منافسنا لعبا ونتيجة قبل أن يقلب الحكم الطاولة علينا.. للأسف يحصل هذا الأمر فقط في إفريقيا في 2015 تكون الأفضل على الميدان والحكم يخرجك من المباراة.. المتضرر الأول طبعا هو سمعة الكرة الإفريقية واللاعبين الناشطين خارجها.. النسخة الحالية لم أشعر فيها أننا في كأس إفريقية بسبب غياب التنظيم المحكم.. أمر مؤسف أن يتم اللجوء إلى القرعة وكلها تزيد من سوء هذه النسخة من الكان». «عبد النور».. «كنا صفا واحدا حتى النهاية» من جهته لم يغرد المدافع الدولي أيمن عبد النور خارج السرب حيث قال: «في الحقيقة أمر يسعدنا كثيرا أن نجد هذا الترحاب وهذا العدد الكبير من الجماهير.. نأسف لخروجنا بتلك الطريقة من النهائيات.. ما حصل سرقة مفضوحة ونشكر وسائل الإعلام في كل مكان التي أكدت فداحة ما حصل للمنتخب التونسي، في هذه النسخة رغم الظروف السيئة كنا صفا واحدا ولم نتهاون ولم ندّخر قطرة عرق واحدة وكنا جاهزين للذهاب أبعد في هذه الكأس.. تاريخ تونس أكبر من سرقة الحكم وترشح غينيا الاستوائية غير المستحق وعلينا التعلم من هذه التجارب التي أؤكد أنها لا تحصل بهذه الطريقة إلّا في إفريقيا».. «اليعقوبي».. «انحياز ومحاباة مفضوحان» من جهته قال محمد علي اليعقوبي «المنتخب كان ليذهب إلى أبعد حدّ في ال«كان» وأهم ما تعلمناه أن الفساد موجود في كل مكان.. على الراغبين في تصحيح ما حدث إعادة ترتيب الأمور في الاتحاد الإفريقي الذي يتحمل مسؤوليته كاملة في الانحياز والمحاباة المفضوحين للبلد المنظم الذي لا يمكنه ان يكون ندّا حقيقيا للكرة التونسية» علاء حمودي